خدمات الحج اليمنية بين القرن الرابع و التاسع الهجريين

Abstract AR

قدم ملوك و حكام اليمن خدمات جليلة إلى حجاج بيت الله الحرام و من هؤلاء : الحسين بن سلامة (ت 384هــ) حاكم الدولة الزيادية و الذي أولى عنايته بطريق الحج اليمني من بدايته في حضر موت حتى نهايته في مكة المكرمة و طول المسافة سنين يوما فأنشأ بامتداد هذا لطريق الجوامع الكبار و حفر الآبار الروية و بنى الأميال و الفراسخ و البرد (1).

كما أنشأ قناة تحت الأرض لإيصال الماء من عرفات إلى مكة المكرمة و أنفق عليها أموالا طائلة.(2) و قامت الحرة علم (ت 545هــ) و هي أم فاتك بن منصورملك الدولة النجاحية برعاية قوافل الحجاج من أهل اليمن برا و بحرا فكان أهل اليمن يحجون تحت رعايتها و مخفارتها من الأخطار و المكوس و قد اشتهرت باسم (الحرة الحجاجة) لكثرة حجها و رعايتها للحجاج.

(3) أما الملك علي بن محمد الصليحي (ت 459هــ) فقد بسط سيطرنه على مكة المكرمة سنة 455 هـــ بعد فترة من الاضراب و الفوضى و عدم الاستقرار فأظهر العدل و بسط الأمن و أنفق الأموال و عامل الناس بالحسنى و جلب الأقوات فرخصت الأسعار و كسا الكعبة المعظمة بالديباج الأبيض.(4) و أما الملك المنصور الرسولي (ت 647هــ) فقد فرض سيادته على مكة المكرمة نحو سبع سنوات (639هــ-646هــ) لم ير لأهل مكة و الحجاج القادمين إليها مثلها في الخير, فقد نشر العدل و أزال المكوس و بسط الأمن فكانت أيامه كثيرة الخير عزيزتة الرزق.

(5) و أسهم الملك الظفر الرسولي (ت 694هــ) في عمارة الكعبة المعظمة و كسوتها كما عمل لمسجد رسول الله (صلى اله عليه و سلم) منبرا رمانتاه من الصندل.(6) و كانت له صدقات عميمة لأهل الحرم الشريف(7) كما كانت للملك الأشرف اسماعيل الرسولي (ت803هــ) صدقات متواصلة لأشراف مكة(8).

إضافة لذلك فقد أنشأ عدد من ملوك بني رسول ثلاث مدارس(9) و راباطا للصوفية في مكة المكرمة(10) أسهمت في خدمة أهل مكة و الحجاج القادمين إليها.