القضية القومية في فلسفة أنطوان سعادة

Abstract AR

يتناول البحث نظرية الفيلسوف و المفكر و الشخصية السياسية المعروفة أنطوان سعادة رائد القومية السورية الاجتماعية عن القضية القومية.

و قد اعتمد البحث منهج النقد و التحليل و التركيب، مستفيدا من المنهج التاريخي في تناول القضايا و الظواهر التاريخية المتصلة بموضوع الدراسة، كما استفاد مما توفر من مراجع و أدبيات سواء من مؤلفات الفيلسوف أ.

سعاد نفسه أو مما كتب عنه من قبل تلاميذه أو معاصريه أو حتى نقاده.

و كان لا بد من استعراض الظروف و الملابسات التي نشأة في ظلها هذه الفلسفة، و المتمثل في تأثير الحربين العالميتين الأولى و الثانية و قمع حركة التحرر الوطني العربية من قبل القوى الاستعمارية، و نشوء الحركة الصهيونية و ما مثله كل ذلك من تغيرات عاصفة كانت لها آثارها الفكرية و الاجتماعية و السياسية على المنطقة العربية و على المنطقة العربية و على الإقليم السوري الذي اتخذ منه سعادة نطاقا لنشاطه.

كما يشير البحث إلى الجذور الأساسية لفلسفة سعادة حول الأمة و القومية و الدولة، التي تقوم على إن الأمة تقوم على وحدة المصالح و وحدة العوامل النفسية و وحدة المكان، و ما ينشأ بين الإنسان و البيئة من تفاعل و تأثير و تأثر متبادلين.

كما يتناول البحث نظرة سعادة للعلاقة بين الفرد و المجتمع حيث يؤكد سعادة بان المجتمع ليس فقط مجرد مجموع حسابي من الأفراد بل هو اكبر من ذلك و أعمق و ابعد، مشيرا إلى دور السلالة في نشأة الأمم حيث السلالات المنحطة عاجزة عن القيام بمثل هذا الدور.

و بتناول البحث بشيء من التفصيل نظرية سعادة عن الأمة السورية القائمة على نظرية التفوق و التميز و الإرث التاريخي، فسعادة إذ يرى في سورية شخصية السوريين الاجتماعية و مواهبهم و حياتهم المثلى و نظرتهم إلى الحياة و الكون و الفن و شرفهم و عزهم و مصيرهم فإنه يؤكد أن الأمة السورية قائمة على نقاء و تفوق المزيج السلالي و تجانسه، مؤكدا ا ناي تفوق للعرب لا بد أن يكون بفضل تفوق سورية بل لا بد أن يكون تحت قيادة الأمة السورية و بفضل قوتها، و أن الأمة السورية لا يمكن تجزئتها و لا يمكن إدماجها في أي امة أخرى.

و قد تناول البحث بالتأكيد على جملة من الخلاصات أهمها انسجام المواقف الفكرية و من ثم السياسية للفيلسوف و السياسي أنطوان سعادة مع منطلقاته الفكرية القائمة على نظرية التفوق السلالي، و المؤدية إلى رفع مكانة الأمة السورية (مثل جميع الأمم الراقية) التي تشمل جميع مناطق الهلال الخصيب، و من ثم حق الأمم الراقية ( و منها الأمة السورية) في السيطرة على الأمم المنحطة، و آخرها القول بأنه لو لم يكن النبي محمد من العدنانيين الكنعانيين (الذين هم جزء من مكونات الأمة السورية) لما كان للعرب إقامة الحضارة العظيمة التي وصلت إلى ابعد بقاع الأرض.