المحددات الثقافية و الاجتماعية للزواج المبكر و بدء الإنجاب في اليمن

Abstract AR

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات أنماط الزواج و الإنجاب بشكل عام، و الزواج المبكر و بدء الإنجاب المبكر بشكل خاص، في الأسرة اليمنية.

و كذلك التعرف على التباينات في انتشار الزواج المبكر و بدء الإنجاب المبكر حسب مكان الإقامة الحالية، و حسب خصائص الزوجة، و خصائص الزوج.

كما هدفت إلى تحليل و تحديد العوامل الثقافية و الاقتصادية للزواج المبكر و بدء الإنجاب المبكر في الأسرة اليمنية.

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي و التحليلي باعتباره المنهج الملائم مع طبيعة موضوع الدراسة و يساعد على تحقيق أهداف الدراسة، و اعتمدت الدراسة بشكل أساسي على نتائج المسح اليمني لصحة الأسرة لعام 2003م الذي يوفر بيانات متنوعة عن الحالة الزوجية لكل فرد في الأسرة الذين بلغت أعمارهم 15 سنة و أكثر، و كذلك البيانات التفصيلية للأعمار الفردية للنساء المتزوجات و السابق لهن الزواج، فضلا عن خصائص الزوج و الزوجة و مكان الإقامة.

و قد استخدمت الدراسة الطرق الإحصائية الوصفية و التحليلية المتقدمة و استعانت لذلك بنظام التحليل الإحصائي SPSS.

و كشفت نتائج الدراسة أن للمحددات الثقافية و الاجتماعية أهمية ذات دلالة في تحديد اتجاهات و أنماط الزواج المبكر و بدء الإنجاب المبكر في اليمن حيث بينت أنه بالرغم من اتجاه أنماط الزواج و الإنجاب في اليمن نحو التأخير المتزايد للعمر عند الزواج الأول و للعمر عند المولود الأول، فإن النسبة الغالبة من النساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن قد تزوجن لأول مرة و أنجبن المولود الأول قبل بلوغهن العمر عشرين سنة، أي أن الزواج المبكر وبدء الإنجاب المبكر للنساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج لا يزال يمثل النمط السائد في المجتمع اليمني.

كما أظهرت نتائج التحليل الوصفي لمحددات التباين في الزواج المبكر تشابه أنماط الزواج المبكر بين النساء حسب مكان الإقامة الحالية و الحالية و الحالة التعليمية للنساء في الحاضر أو في الماضي و انتظام أجر الزوج، و ضعف التباين في الزواج المبكر حسب التعرض أو عدم التعرض لاشي وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري.

على الرغم من سيادة الزواج المبكر، فإن الأمر الملفت للانتباه أن التباين أكثر وضوحا بين اللاتي تعرضين لوسائل الإعلام المقروء، و متوسط العمر عند الزواج الأول بينهن يزيد عن سنة واحدة بالمقارنة مع النساء اللاتي تعرضن أو لم يتعرضن أو لم يتعرض لوسائل الإعلام الأخرى.