الأسطول و القوة البحرية في سلطنة عُمان خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر

Abstract AR

تطور الأسطول و القوة البحرية في عمان كثيرا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر إذ عد من أكبر الأساطيل في الخليج العربي و المحيط الهندي، و كان السلطان سعيد بن سلطان (1804-1856م) له الأثر الأكبر لما وصلت إليه القوة البحرية العمانية من قوة و تعاظم، و ذلك بسبب شغفه كركوب البحر و تطلعه لضم العديد من المناطق إلى دولته عمان فضلا عن شجاعته في مواجهة الأعداء و المتمردين على سلطته.

كما حصل تطور نوعي كبير للأسطول العماني و القوة البحرية أيام السلطان سعيد عندما رفدت أحواض بناء السفن المعروفة بتميزها بصناعة السفن في كل من عمان و الهند، رفدت الأسطول العماني لأنواع متقدمة من السفن الحربية الكبيرة فضلا عن شراء السفن الأوروبية و جلب الخبراء الأوروبيين لمتابعة صناعة السفن العمانية في كل من أحواض الهند و عمان و التي كانت تنتج سفنا كبيرة ذات مواصفات أوروبية الأمر الذي جعل الأسطول و القوة البحرية العمانية ترتقي إلى مستوى المهام و الواجبات المعدة لها كالفتح و مواجهة الأعداء أو للتجارة و حماية العلاقات التجارية العمانية أو لاسترداد المناطق المستحوذ عليها من قبل المتمردين على الدولة العمانية وقتئذ.

بلغت القوة البحرية العمانية أوج قوتها في عهد السلطان سعيد بن سلطان (1804م-1856م)، إذ كان الأسطول العماني الحربي و التجاري خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر يعد ثاني أكبر أسطول في منطقة الخليج العربي و المحيط الهندي فهو يأتي بالمرتبة الثانية بعد الأسطول البريطاني.

أن التطور الكبير الذي طرأ على الأسطول و القوة البحرية العمانية خلال تلك المدة يعود إلى أسباب شتى من أهمها :- حرص و اهتمام السلطان سعيد شخصيا ببناء الأسطول البحري العماني، إذ أمر ببناء العديد من السفن الحربية في أحواض السفن في الهند، كما أن منطقة الخليج العربي و المحيط الهندي في عهد السلطان سعيد قد شهدت حالات من التنافر و الصراع و الحرب و القرصنة ساهمت في خلقها القوى المحلية و الدولية الأمر الذي حمل السلطان سعيد على تشكيل أسطول كبير و قوة بحرية مرهوبة الجانب في عموم المنطقة فضلا عن حمايته للتجارة العمانية و العلاقات التجارية لعمان، فضلا عن التطلع و الطموح الكبير للسلطان سعيد في فتح بعض المناطق و ضمها لدولته عمان مثلما حدث ذلك مع شرق إفريقيا و مناطق أخرى، و كان السلطان سعيد كثير التطلع و الطموح خارج عمان، إذ امتد طموحه للسيطرة على مناطق شاسعة تبدأ من الخليج و جنوب إيران و بلوشستان إلى الساحل الشرقي لإفريقيا و مدغشقر و ذلك كله تطلب إعداد أسطول قوي و قوة بحرية متقدمة.

كما لا يفوتنا في هذا الصدد الأسباب النفسية و العوامل المعنوية التي كانت تدفع بالسلطان سعيد إلى بناء أسطوله و قوته البحرية حيث بها اشتهر بأنه "السيد البحار"، إذ كان السلطان سعيد كثير السفر في البحر فقد يقطع مسافات طويلة و هو على متن السفينة، و كان يشعر بالغبطة و السعادة حين يقود بنفسه سفينته الخاصة (شاه علم)، و كان يملك شخصيا حوالي عشرين سفينة يستخدمها في تجارته الخاصة الأمر الذي دفعه إلى الاهتمام بالأسطول و القوة البحرية خلال الحكم في عمان.