المرأة في رسوم جواد سليم و بيكاسو

Abstract AR

احتفظ الإبداع في الفن، منذ انطلاقته الأولى بصفته منتجا ذكوريا في غالبيته، و منتج يثير الدهشة و الانتباه إن كان أنثويا.

ربما يكون لدى علماء النفس و الاجتماع جوابا مقنعا، أو تعليلا منطقيا لذلك، لكن ما يهمنا هو كيف استعرض الفنان الرجل، نظرته إلى المرأة، كيف كان وقع كل تلك الأفكار و الرغبات و الحاجات الملحة نحو الآخر، في نتاجهم الفني ؟ ..

إننا نجد بين الحين و الأخر أعمال بعض الفنانين و قد أظهرت اهتماما عاليا بالمرأة في الشكل و المضمون حتى غدت قضية، و ربما هدف، تكاد لا تخلو معظم أعماله منها، سواء كان العمل يناقش قضية إنسانية أم استعراضا لجماليات الشكل الإنساني، و قد مثلت رسوم جواد سليم التربة الخصبة لدراسة من هكذا نوع إذا ما استعرضنا و بصورة يسيرة عددا من رسومه.

و لم يكن بيكاسو بعيدا عن ذلك إذا ما علمنا أن القليل من أعماله هي التي غابت عن فضاءاتها المرأة، و بإزاء ذلك تكمن أحد الأهداف الحقيقية لهذا البحث في الكشف عن نوعية المضامين الفكرية و الإنسانية المرتبطة بالمرأة في رسوم جواد و بيكاسو، وبيان دورها و أهميتها، و عن أوجه التقارب و الاختلاف بين ما قدم خلال مسيرتهم الفنية، و قد بوبت في الفصل الثاني مجموعة من المباحث بما يغني الباحث و القارئ من المعرفة.

التي مكنته من إتمام عملية التحليل بما يتماشى مع أهداف البحث .

تناول أولها نظرة الرجل إلى المرأة في المجتمع الشرقي و الغربي، و تناول المبحث الثاني المرأة في حياة كلا الرسامين .

أما الفصل الثالث فقد تناول معلومات عن مجتمع البحث و المنهجية حيث اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي للعينات التي بلغ عددها ثمانية و بعد إتمام عملية التحليل توصل الباحث في الفصل الرابع إلى مجموعة من النتائج، من أهمها : 1.

اتخذ بيكاسو من المرأة في المرحلتين الزرقاء و الوردية، رمزا إنسانيا عكس به الواقع الاسباني، فحمل على كاهل نسائه تمثيل الأمة الحزينة (القهر – الألم – العزلة – الفقر) .

2.

هاجم جواد سليم التقاليد الاجتماعية الشرقية في أعماله التي تناولت مفردة المرأة شكلا و مضمونا خلال الأربعينيات و كان ذلك انعكاسا لمعاناته الشخصية في مقتبل شبابه و حالة التناقض التي عاشها بين باريس و بغداد .

3.

بعد (لورنا) الحبيبة الملهمة، تحول إلى مرحلة الدفاع عن المرأة الإنسان (الأم – الأخت – الصديقة – الزوجة) في مأساتها و نضالها السياسي و الاجتماعي إلى جانب الرجل، و تمثل ذلك في ما يمكن أن نطلق عليه (مرحلة الحرية) في نهاية الخمسينيات و التي سبقت رحيله المبكر.

4.

لجأ بيكاسو في التكعيبية و ما بعدها نحو الغرائبية – الفنون البدائية – في تحقيق الدهشة الإبداعية، و كان الإشباع من الموجود و كثرة المألوف ولد لديه البحث عن الجديد، و كأن ذلك انعكاسا لعلاقته بالمرأة إذ أصبح يبحث فيها عن كل ما يبدد ملله المتكرر، في مجتمع وصل الإشباع المادي حدوده القصوى.