توظيف الرموز السومرية في الخزف العراقي المعاصر

Abstract AR

ترتبط مسارات فن الخزف بمسارات الفنون الأخرى من نحت و تصوير و زخرفة، فالإناء الخزفي يمكن أن يشترك مع النحت في أنه كتلة في فراغ يجب أن يتوافر لها ما هو مطلوب في التمثال من سلامة التكوين، و من خلال ما تكتسي به قطعة الخزف من طلاء زجاجي ترتبط بمتطلبات التصوير الجيد من تناسق في الألوان، كما ارتبط فن الخزف أيضا بالزخرفة التي تحتاج من الخزّاف إلى دراية عميقة بمتطلبات الإناء الخزفي، حتى ينتقي له صانعه ما يناسبه من زخارف بالقدر الذي لا غلو فيه و لا زيادة.

و من الأهمية أن نذكر هنا بان صناعة الخزف المتعددة الألوان و الأشكال غنية بالرموز المستوحاة من الموروث حيث حاول الخزّاف العراقي المعاصر المجانسة ما بين الرموز الجديدة و الرموز القديمة المستوحاة من الإرث الرافديني فبدا هذا الفن و كأنه مزيجا من الرموز القديمة بتكوينات حديثة أغنت برهافتها و تميزها الخزف العراقي المعاصرة بشكل مستمر.

و قد عنى هذا البحث بدراسة الرموز السومرية و توظيفها في الخزف العراقي المعاصر حيث اشتمل الفصل الأول منه على مشكلة البحث و الحاجة إليه، و كذلك التطرق إلى أهمية البحث و أهدافه.

بالإضافة إلى حدود البحث.

أما الفصل الثاني فقد اشتمل على إطار النظري، و فيه تصدت الباحثة لدراسة عدة مواضيع منها، مفهوم الرمز في الفنون العراقية القديمة، و الرموز السومرية نشأتها و مواضعيها، و اختتمت الباحثة الفصل بموضوع الرمز في الخزف العراقي المعاصر.

و خصصت الباحثة الفصل الثالث لعرض إجراءات البحث في مستهلة حيث استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي من أجل تحقيق هدف البحث، و قد تم اختيار عينة البحث من خلال (5) نماذج و ذلك لعدة أسباب و من خلال تحليل العينة بدت مجموعة من النتائج منها : 1.

هناك مجموعة من مفردات الرموز السومرية التي وظفت بصورة أو بأخرى ضمن بنية المنجر التشكيلي الخزفي المعاصر.

كما هو الحال بمفردة (قرون الثور) التي ظهرت بشكل واضح في فنون سومر أنموذج (1)، و مفردة نجمة الآلهة عشتار في نفس الأنموذج، بالإضافة إلى مفردة العربة السومرية التي أنموذج (2)، و رمزية الوقفة التعبدية المقدسة أمام مقام الآلهة المتمثلة في الأنموذج (3).

و رمز الصور الأنثوية المتمثلة لمراحل الخصوبة التي تمثلت في الأنموذج (4).

و كذلك المفردة المتمثلة بشخصية البطل كلكامش ضمن بنية الأنموذج (5)، و تركيبة اللون الأزرق اللازودري الداخلة ضمن تركيبة الأنموذج (1)، و اللون الشذري الداخل ضمن تركيب أنموذج (2)، و اللون الترابي بتدريجاته المتعددة المتمثلة ضمن النماذج (3)، (4) و هي بأجمعها شواهد واضحة على تجليات مفردات الرموز السومرية في فن الخزف العراقي المعاصر الناتج عن وعي الخزّاف العراقي المعاصر بقيم الموروث و ميله المستمر نحو خلق صيغة تشكليلية يتداخل بضمنها الماضي بالحاضر و بناء قيم حداثوية تنشد موازنة التراث المعاصرة.

و من خلال النتائج ظهرت عدد من الاستنتاجات و منها : 1.

الرمز علامة و رمز حضاري مكّن الإنسان من تناول عدد هائل من الأفكار بصيغة بسيطة مختزلة، فهو إنجاز بشري، و صفة من صفات الحضارة البشرية التي مكّنت الإنسان من التعامل مع كم هائل من الخبرات بطريقة مختصرة.

2.

أفرز التحليل التفاوت و التباين الأسلوبي للخزّاف العراقي المعاصر، حيث أفصح الأسلوب عن حضوره خلال التعامل و اللوني للمنجز الخزفي و طريقة تناول مفرداته كمفردات واقعية محاكية للأصول الشكلية للأثر، بما يفصح عنه طرح فكري مباشر، و صولا لأسلوب تركيبي بغية تحقيق الإيحاء التعبيري الرمزي.

و اختتم البحث بعدد من المصادر.