الحداثة الجوانية و سياسات الإجماع في فكر عزمي بشارة

Other Title(s)

Internal modernity and politics of consensus in Azmi Bshara's thought

Dissertant

عواد، هاني جلال سليم

Thesis advisor

الشيخ، عبد الرحيم

Comitee Members

فرحات، محمد
فخري الدين، منير

University

Birzeit University

Faculty

Faculty of Arts

Department

Department of Geography

University Country

Palestine (West Bank)

Degree

Master

Degree Date

2011

Arabic Abstract

تحاول هذه الدراسة تقديم مساهمة في نقد الخطاب القومي العربي، عبر مناقشة أربعة نماذج من دعاته في القرن العشرين، فتتناول من الجيل الأول محمد عزه دروزة، و من الجيل الثاني نديم البيطار و قسطنطين زريق، و من الجيل الثالث عزمي بشارة، لتحاول بعد ذلك التشبيك بينهم منطلقة من مقولة "الصيرورة الثقافية للفكر"، لفهم تطور الخطاب القومي العربي.

و لم تعبأ فصول هذا المبحث باستخراج الآثار الغربية في تشكيل النموذج القومي لكل داع من دعاة القومية الأربعة، أي أنها لم تتعامل مع الخطاب القومي العربي على أنه فرع من أصل.

بل اعتبرت النتاج القومي هو الأصل الذي يعبر عن جدل مع مشكلات الواقع العربي.

و ما كان استبدال هذا الخطاب لنظريات و طرائق إلا في سياق صيرورة ثقافية تسعى جاهدة إلى مواكبة تعقدات الواقع.

و نلخص الدراسة إلى تحقب الخطاب القومي العربي إلى ثلاث مراحل.

أولاها : مرحلة الما—صدق، حين استخدم القوميون العرب خطاب المقومات، لتكشف من خلال تحليل كتابات محمد عزة دروزة، أن داعي القومية العربية الذي حمل شذرات عنصرية في تصوره للقومية العربية، اشتغل من باب التحصيل الحاصل في التراث، و انتبه منذ وقت مبكر إلى ضرورة أن يعيد مفهمة الإسلام و تاريخه قوميا.

هذا يعني أن قطاعا من الجيل الأول من القومين العرب، لم يغفل عن ضرورة توظيف التراث في المشروع النهضوي العربي، إلا أن ضغط الآخر / الاستعمار أدى فيما أدى إلى إعاقة الفهم الموضوعي لمعناه.

و ربما كان أحد أسباب ذلك الصوة التي قدمها المستعمر عن نفسه، و تناولها المثقف القومي بغير تأن، لينسج على مثالها صورته.

و لو أن الجيل الثاني من القوميين العرب تابعوا الجهد التأصيلي لهذا الاتجاه، لما نجم عن ذلك فراغ قام بسده الإسلام السياسي.

و لكن اللاحقين كما يتبجح من خلال تحليل كل من إنتاجات نديم البيطار و قسطنطين زريق، و هما داعيان للقومية العربية من الجيل الثاني، انزلقوا إلى خطاب العلموية.

في هذه المرحلة، انتبه رواد القومية إلى ضرورة إعادة ترتيب طروحات الفكر القومي العربي، و التخلص من الجوانب الرومانسية التي تتخلله، و باختصار أدرك أولئك الطبيعة الأيديولوجية للفكرة القومية، فذهبوا إلى صبغها و تعديلها و إعطاءها صفة العلمية، لينظروا إلى ضرورة الاستفادة من المنجزات المعرفية الحديثة الي حققتها الدراسات التاريخية و السوسيولوجية.

و قد رصدت الدراسة الأمة التي وقع بها الجيل الثاني حينما تبنوا الخطاب العلموي، فقد انحبس اتجاه منهم يمثله ندم البيطار في المنهج السايكروني، أو جدلية الجوهر بالتعبير الهيغلي، فشيد تصورع للأيديولوجية القومة بناء على ضرورة تحلل الانتقالات التاريخية من مجتمع مجزأ إلى آخر موحد.

أي فحص القوانين، و الآليات الاجتماعية التي تحقق حالة الوحدة، و معاينتها و إدراكها كبنية تحمل مقوماتها داخلها.

و إذا كان البيطار قد ذهب إلى الحد الأيديولوجي الأقصى من العلموية القومية، إذا صح التعبير، فإن قسطنطين زريق ممثلا للاتجاه الثاني، ذهب إلى نقيضه، بإسم التاريخية، ليرد القومية العربية إلى دائرة الأخلاق لا دائرة السياسة، و ليحصرها في الحيز الخاص، و يقصيها عن الحيز العام.

و هو أمر مرده مماثلته لها بالتدين بمفهومه الذي ينتمي إلى عصر التنوير.

و لم تكن هذه النقلة لتجري لولا أن زريق استبدل الدعوة القومية، بدعوه أخرى للتحديث، و اقتباس الأساليب الحديثة في " تطويع و استغلال الموارد و الإنتاج و التنظيم، و على اللحاق بركب الشعوب المتقدمة تقنيا و علميا، فالآلة برأيه هي رب المجتمع، هي التي تحكه و تضمن له الحرية و الاستقلال.

لقد كان زريق منظرا للأداتية بامتياز.

و إذا كان نديم البيطار قد غادر نهائيا المجال السياسي و وسم الواقع العبي بسمة المنافي، انتصارا لفكرة القومية العربية، فإن زريق غادر فكرة القومية العربية انتصارا للتحديث، دون أن يدرك بأنه أحد تجليات التشيؤ في المجتمعات الغربية الحديثة كما وضع ذلك فلاسفة مدرسة فانكفورت النقدية.

و لأنه صال و جال في الغرب، و أظهر انبهارا واضحا بالقدرة التقنية للغرب الرأسمالي، فإنه ابتلع خطاب الأيديولوجية الحداثوية الأوروبية، دون أن يدرك متلازمة الاستعمار في تركيبها.

أي أنه وقع في فخ المنهج الدايكروني، أو جدلية الوجود بالتعبير الهيغلي.

و في المرحلة المعاصرة ؛ محلة التجديد، من الصيرورة الثقافية للقومية العربية، يتجاوز عزمي بشارة من الجيل الثالث من دعاة القومية العربية، ليجبر بشارة الخلل الذي وقع به سابقوه، فيعيد الاعتبار لرومانسية المعرفة ؛ الرومانسية الواقعية ليتغلب على دعوات الواقعية التجزئية الي تمارس سياسات هوية طائفية و عشائرية.

حيث الرومانسية ضرورية لعملية التخيل.

التخيل بوصفه مشروعا سياسيا، و بوصفه ملجأ حيويا وردة فعل لمقاومة المركز الإمبراطوري فحسب، بلة نهج بديل ضد المركزة الغربية.

ينتقل مفهوم القومية من كونه غاية أو أداة عند المفكرين السابقين، ليصبح عند بشارة كصيرورة.

و عندما يصبح كذلك، لا يصبح بالإمكان النظر إليه إلا بوصفه مكبا من مكبات الحداثة لا يجوز فصله عن مكبات أخرى حسمت جدلية جوهرها كالديمقراطية.

إذا فالقومية العربية صيرورة، و الديمقراطية صيرورة أخرى، و الحداثة هي الصيرورة الكبرى التي تتفاعل فيها مكبا تما تفاعلا يفضي إلى مجتمع مدني نحو الداخل لأمة نحو الخارج.

و الحال أن هذا التجاوز لم يكن ليتحقق، لولا مجادلة بشارة بين و جدلية الوجود لتتحصل جدلية الجدليتين، التي تفسح المجال لاستعادة الرومانسية التي تم تطليقها في المرحلة العلموية، و تستوعبها بل و تجدها ضرورية ضمن عملية التخيل.

و يؤدي الشديد على العلموية، و تجنب قراءة الشعور و الخيال، كمقولتين علميتين، إلى انفصال الأيديولوجية عن الممارسة، و انسلاخ المثقف عن الطبقات الاجتماعية، و بالتالي الانزلاق إلى النخبوية.

لذا كان على داعي القومية في مرحلة التجديد القومي أن يلاحق وسائل التخيل، حيث يتخيل الناس أنفسهم كجماعة سياسية تعبر عن نفساها كأمة.

Main Subjects

Political Sciences

Topics

• Arab nationalism
• Arab unity

No. of Pages

128

Table of Contents

• APA
• MLA
• AMA

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-302652