طبيعة العلاقة التربوية بين العالم و المتعلم عند الغزالي : دراسة مقارنة

Dissertant

الصمادي، محمد عبد الله حسن

Thesis advisor

حسن، حيدر خوجلي محمد

Comitee Members

العليمات، محمد مقبل
استيتية، دلال ملحس
القاعود، إبراهيم عبد القادر أحمد

University

Al albayt University

Faculty

Faculty of Educational Sciences

Department

Department of Management and Educational Foundations

University Country

Jordan

Degree

Master

Degree Date

1997

Arabic Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى بيان طبيعة العلاقة التربوية التي تحكم العالم و المتعلم عند الغزالي مقارنة برؤية التربية الحديثة لهذه العلاقة.

إذ أنه و من منطلق العودة إلى كتب التراث و البحث من خلالها عن جوانب فيما يخص طبيعة العلاقة القائمة بين العالم و المتعلم بهدف مقارنتها برؤية التربية الحديثة لهذه الصورة، فقد عاد الباحث في رسالته هذه إلى الفترة الواقعة ما بين 540-505 هـ (1085-111 م)، و هي الفترة التي عاش فيها الغزالي و موضوع دراستنا هذه، لنطرح من خلالها قضيه تراثيه تربويه تحدث عنها المرب الإسلامي قبل ما يزيد على ثمانية قرون خلت، لتأتي التربية الحديثة و تتحدث عن هذا الموضوع برؤية جديدة.

لقد جاء اختيارنا لهذه القضية الجزئية من قضايا التربية لإدراكنا أن الغزالي قد رسم لها تصورا خاصا نابعا من الثوابت الإسلامية المتمشية مع متطلبات الفطرة و مصلحة الأمة. و كثيرا من المفكرين و منهم المحدثين يرون ضرورة العناية بالتراث و دراسته و الرجوع إلى ما كتبه الأقدمون و تدريس الناشئة نصوصا مما كتبوه، لاعتقادهم أن الناشئ على قواعد التربية الحديثة لا يعرف الكثير عن التراث الفكري و الموروث.

مع إن الإطلاع على التراث الفكري و النظريات التربوية المخالفة لا ينقص من قدر العالم شيء.

من هنا فقد جاء اهتمام عدد من مفكري الإسلام بدراسة آراء و فلسفات و فكر الشعوب الأخرى، حيث كان لاطلاعهم الواسع على تراثهم الفكري و أثره الواضح على فكرهم و نتاجهم العلمي و خاصة ما يتعلق منها في مجالات علم الكلام و المنطق و الفلسفة.

أما في المجال التربوي فقد أشار عدد من مفكري الإسلام إلى أثر التربة على الفرد و المجتمع و أفردوا مساحة كبيرة في مؤلفاتهم، و من بين هؤلاء "الغزالي" الذي أغنى الفكر الإسلامي بمؤلفاته الكثيرة و المتنوعة سواء ما كان منها في مجال المنطقيات أو ما كان في مجال العقائد و التربويات حتى لقبه معاصروه بحجة الإسلام.

فالغزالي الذي عاش في القرن الخمس الهجري و إن أدرك خمس سنوات من القرن السادس الهجري، عاش في زمن كان يموج بفتن كثيرة و اضطرابات متعددة كان على رأسها كثرة المذاهب و التيارات الفكرية و التي كان يمثلها الباطنية و الفلاسفة و الملاحدة و علماء الدين و غيرهم، كل ذلك كان له أثره على شخصية الغزالي الفكرية دفعه ذلك إلى الاعتكاف على دراسة هذه المذاهب و الفرق، فمهر بها و برز أصحابها و أصبح لسانه فيما بعد حال السلطة السياسية في الرد على منابذيها في الأفكار و الاعتقادات مما تسبب في أزمة نفسية له سرعان ما شفاه الله منها.

و قد بدا للباحث أن اضطراب حياة الغزالي العقلية و الوجدانية بين طموحه الاجتماعي و يقظته الروحية قد تسبب في كثير من التناقضات في تفكيره الديني و الفلسفي.

إلا أنه فوق هذا و ذاك من المجددين للفكر التربوي الإسلامي الأصيل، و نموذجا يستفاد منه للوصول بالنظام التربوي أيا كان إلى أعلى درجات الفعالية. و من هنا فقد جاء اهتمامنا بتراث الغزالي التربوي بهدف ربط الماضي بالحاضر و الذي هو على الدوام بحاجة إلى دعائم تتناسب و حاجات البناء المرتفع من خلال قراءه تحليلية هادفة لأفكاره التربوية و مقارنتها بأفكار التربية الحديثة فيما يخص العالم و المتعلم للوقوف على أوجه الشبه و الاختلاف بين الجانبين و ذلك في المجالات التي حددها الباحث في الفصل الرابع من هذه الدراسة.

و عليه و بناء على ما تقدم فقد عمد الباحث إلى تقسيم بحثه إلى سبعة فصول، حيث تناولت في الفصل الأول منها مقدمة الدراسة و مبرراتها و مشكلاتها و أهميتها و أهدافها و التي تمثلت بالوقوف على قضية تراثية تناولها الإمام الغزالي و بيان طبيعتها و صورها و مدى ارتباط هذه النظرة بالرؤية الإسلامية لما ينبغي أن تكون عليه مثل هذه العلاقات، كما تناولت في هذا الفصل منهجية الدراسة و التي اتبعت فيها المنهج التاريخي و المتمثل في البحث في حياة الإمام الغزالي بجوانبها المتعددة، و كذلك في التراث العلمي التربوي له، ثم استخدام المنهج التحليلي المقارن من خلال إجراء دراسة مقارنة بين الغزالي و التربية الحديثة في العديد من الجوانب التربوية التي وردت في الفصل الرابع من هذه الدراسة و التي تتصل بعلاقة المعلم بالمتعلم. أما الفصل الثاني فقد تناولت فيه الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة، حيث وجدت عددا من الدراسات المباشرة و أخرى غير المباشرة أثرت البحث في العديد من جوانبه، ثم أفردت فصلا ثالثا للحديث عن حياة الإمام الغزالي و البحث في الجوانب الاجتماعية و السياسية و العلمية لعصره حيث تبين وجود تأثير واضح لهذه الأحداث على فكره و توجهاته العلمية التربوية.

و في الفصل الرابع تتبع الباحث عددا من العناصر التربوية التي تعطي الباحث تضمينات تشرح طبيعة العلاقة بين العالم و المتعلم و انعكاسات ذلك عليها و التي أجملها الباحث في النقاط التالية : 1.

مفهوم التربية : إذ تبين مفهوم الغزالي للتربية تهذيب النفوس عن الاخلاق المذمومة و ارشادهم إلى الاخلاق المحمودة شاملا بذلك مجالات التربية المتعددة.

و هذا المفهوم يوضح لنا ما يقدم للمتعلم، و الهدف الذي تسعى التربية لتحقيقه من المعلم و المتعلم، و بالتالي يعكس هذا المفهوم ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين المعلم و المتعلم و الذي أوكلت إله مهمة الارشاد و التهذيب. 2.

أهداف التربية : أشار الغزالي إلى جملة من الأهداف التربوية سواء كانت عقلية أو نفسية أو بدنية و هي ترقى بمجملها إلى تنمية شخصية الفرد المسلم بجوانبها المختلفة، لكنه جعل على رأس هذه الأهداف الهدف الديني.

و بالتالي فقد عكست هذه الأهداف اهتمام المعلم بشخصية تلميذه الذي طالبه الالتزام بالأخلاق الإسلامية المستمدة من الكتاب و السنة بخلاف التربية الحديثة التي اختلفت حول مفهوم الاخلاق و ذلك لشيوع النظريات النسبية التي أعطت الفرد حرية تقرير مفهوم الاخلاق بما يتفق و رغباته.

من هنا نرى أن الأهداف التي حددها الغزالي تتميز بغلبة الهدف الديني، و هذا الأمر يوضح لنا ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المعلم بالمتعلم لأن ما يحكمها هو الدين و بالتالي تنتفي صورة الأنا الضيقة، فتكون العلاقة متينة لأن أساسها نابع من الدين. 3.

مفهوم العلم و أهميته : أشار الغزالي إلى مفهوم العلم مستشهدا بالأدلة النقلية و العقلية.

فقد أشار إلى اهتمام الإسلام بالعلم لأنه أصل السعادة في الدنيا و الآخرة، و هذا الاهتمام يتجلى بتزود العالم و المتعلم منه باستمرار من خلال المداومة عليه و الارتحال في طلبه.

من هنا وجد اهتمام الطرفين : العالم و المتعلم بالعلم و أهميته جعل بينهما رابطة قوية أقلت بدورها على كل طرف تبعات و وظائف طالبتهما بالتحلي بها.

و بذا فقد تبين تميز الغزالي في مفهومه و نظرته للعلم و التعليم، لأنه يرتكز في ذلك على مرجعية قوية، و هذا ظاهر من خلال رفعه من مكانة المعلم الذي اعتبره نائبا للرسول و خير مرشد و مهذب. 4.

أنواع العلوم و تصنيفها (المنهج التربوي) : فقد قسم الغزالي العلوم إلى نوعين هما : العلوم التي تعد من باب فروض العين، و العلوم التي هي من باب فروض الكفاية، إلا أنه قام ثانيي بتقسيم العلوم تقسيما آخر اشتمل على الفلسفة.

على أننا نرى تقسيم الغزالي لهذه العلوم ينصب في صميم اهتمامه بالعلم و المتعلم من خلال ما يجب أن يقدم للمتعلم من علوم بحسب نفعها أو ضررها له.

فالمنهج الذي اتبعه الغزالي يتميز بتقويمه للعلوم وفق معايير واضحة بحيث يراعي فيها مبدأ الفروق الفرديهيين المتعلمين في استعداداتهم و ميولهم و مبدأ التدرج المتتابع في الانتقال من البسيط إلى المركب.

و بذا نرى أن هذه العلاقة التي أرادها الغزالي تتضح من خلال ما نصح المعلم به من مراعاة لقدرات تلاميذه، فلا يلقي إليهم ما لا تبلغه عقولهم. 5.

وظائف العالم و صفاته : حدد الغزالي وظائف العالم و صفاته بحيث اعتبره نائبا للرسول في حمل الرسالة، و عليه تقع المسؤولية الكبيرة تجاه من يعلمهم.

و لهذا طالبه بضرورة الاقتداء برسول الله فلا يأخذ على إفادة العلم أجرا.

هذه الوظائف و الصفات التي حددها الغزالي في العالم تدلنا دلالة أكيدة على نوعية العلاقة التي تحكم المعلم بالمتعلم و هي علاقة مثالية انبثقت من خلال نزعته الصوفية المحافظة و التي تجلت بضرورة أن يكون جل اهتمام المعلم العلم الذي يقدمه لتلاميذه، بحث يكون ذلك لوجه الله تعالى لأنه من وجه عبادة الله و من وجه خلافة الله في الأرض، فأمره بأن لا يأخذ على إفادة العلم أجرا.

هذه الصورة التي رسمها جعلتنا نتلمس مدى ارتباط المعلم بتلاميذه، فهم أمانة عنده، يسوسهم بما يسوس به أعز أولاده من الحنو و الشفقة و العطف.

6.

آداب المتعلم و صفاته : وضع الغزالي آدابا للمتعلم و طالبه الالتزام بها تجاه معلمه واضعا بذلك مبادئ و قواعد في التعليم تعتبر من أسمى ما وصلت إليه التربية الحديثة.

و الغزالي بهذه الصفات التي حددها في المتعلم و ما خصه من واجبات تدل دلالة واضحة على أن عملية التعليم ليست من جانب واحد، بل هي عملية ثنائية يلعب المعلم و المتعلم فيها دورا بارزا.

فالتواضع و الاحترام و الاستماع لنصائح المعلم و الطاعة له، و ما يوصي الغزالي المتعلم من اهتمام بالعلوم الدينية و تفضيلها على علوم الدنيا تدل دلالة صريحة على نوعية العلاقة المثلى التي تربط الطرفين، فكل منهما حريص على الآخر لأن جوهر التعامل هو في الأساس منبثق من التربية الإسلامية التي أولت المعلم و المتعلم بالعناية و الرعاية. 7.

أساليب و طرق التعليم : أشار الغزالي إلى جملة من الأساليب و طرق التعليم و التي تعتبر من الأساليب المتبعة حديثا كالمحاكاة و السؤال و المناظرة و التقليد و التلقين، إضافة إلى بعض العوامل المساعدة في التعلم كالترفيه و غيرها، هذه الأساليب و الوسائل تسهم بشكل فاعل في بيان الطريقة التي يتم من خلالها التعامل بين المعلم و المتعلم، و طبيعة العلاقة التربوية بينهما و ذلك عبر الوسائل المقدمة للمتعلم.

فالحوار و المناقشة و السؤال و التدرج و التواضع و الاحترام، و التنويع و الترفيه تسهم بشكل كبير في تقريب العلاقة و تجعلها أكثر دفئا و حرارة و صدقا. 8.

طبيعة العلاقة بين العالم و المتعلم : تحدث الغزالي عن طبيعة العلاقة التربوية بين العالم و المتعلم واصفا إياها بأنها علاقة أبوة و محبة و تقدير و احترام و ذلك من خلال الواجبات التي خص بها المعلم و المتعلم.

على أننا نلمس شدة حرصه على هذه العلاقة بأن رسم لها صورة مثالية و ذلك بتعهد المعلم لتلميذه و تعليمه التعاليم الدينية، إضافة إلى حرص كل واحد منها على الآخر، فالمعلم يعتني بمصالح الطالب و يعامله بما يعامل أعز أولادة بالحنو و الشفقة و الإحسان إليه و الصبر على جفاء ربما يقع فيه أو سوء أدب يصدر عنه فيبينه له بالنصح و الارشاد و التلطف بالتلميح لا التصريح و بأسلوب تتجلى فيه أخلاق المربي المسلم الفاضل، و من جانب المتعلم حسن اصغاء و استماع و احترام و تقدير لأستاذه.

كل ذلك جاء تجسيدا للرؤية الإسلامية لما ينبغي أن تكون عليه مثل هذه العلاقات و كما ارادها غيره من أعلام التربية الإسلامية.

الأمر الآخر أن هذه الرؤية جاءت كرد فعل لما عايشه في النظاميات، فهي أشيه ما تكون برده فكرية.

على أننا نرى من شدة حرص الغزالي في بيان وظائف المرشد المعلم و ما يتصف به بأن طالبه أن لا يأخذ على إفادة العلم أجرا، بل يعلم لوجه لله تعالى و طلبا لمرضاته، و اعتبر المعلم الذي يتقاضى الأجر على عمله حقير و غير جدير بالاحترام. أما الفصل الخامس فقد تحدث الباحث فيه عن مفهوم التربية الحديثة و تطورها و ابراز مبادئها التي تميزت بتكوين الطفل، ثم أشرت إلى طبيعة العلاقة بين المعلم و المتعلم و ما يحكمها من جو العطف و الحب و الاحترام. أما الفصل السادس : فقد قام الباحث بتصنيف المعلومات على شكل مقارنة بين ما ورد عن الغزالي و ما ورد في التربية الحديثة، حيث شملت المقارنة عددا من القضايا التي تتصل بعلاقة المعلم بالمتعلم، ثم قام الباحث بإجراء تحليل لهذه القضايا بهدف بيان دورها في توضيح صورة العلاقة بين المعلم و المتعلم مبينا أوجه الشبه و الاختلاف.

و في الفصل الأخير تحث الباحث عن نتائج الدراسة التي تمخضت عن تقارب وجهة نظر الغزالي مع التربية الحديثة في العديد من النقاط الواردة في تراث الغزالي التربوي مع اعتباره متقدما على التربية الحديثة في شموليته التربوية و استناد فكره إلى مرجعية إسلامية قائمة على الكتاب و السنة الصحيحة، و هو ما يميزه عن التربية الحديثة.

Main Subjects

Educational Sciences

Topics

No. of Pages

167

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

الفصل الأول : الفصل التمهيدي.

الفصل الثاني : الدراسات السابقة.

الفصل الثالث : حياة الغزالي و نشأته.

الفصل الرابع : آراء الغزالي التربوية.

الفصل الخامس : التربية الحديثة.

الفصل السادس : مقارنة العلاقة بين العالم و المتعلم عند الغزالي و التربية الحديثة.

الفصل السابع : النتائج و الوصيات.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

الصمادي، محمد عبد الله حسن. (1997). طبيعة العلاقة التربوية بين العالم و المتعلم عند الغزالي : دراسة مقارنة. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310810

Modern Language Association (MLA)

الصمادي، محمد عبد الله حسن. طبيعة العلاقة التربوية بين العالم و المتعلم عند الغزالي : دراسة مقارنة. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (1997).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310810

American Medical Association (AMA)

الصمادي، محمد عبد الله حسن. (1997). طبيعة العلاقة التربوية بين العالم و المتعلم عند الغزالي : دراسة مقارنة. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310810

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-310810