الحركة الإسلامية في الشيشان و الصراع الشيشاني-الروسي في الفترة ما بين (1991-2000)‎

Other Title(s)

The Islamic movement in Chechnya and the Chechen-Russian conflict during the period (1991-2000)‎

Dissertant

الشيشاني، مراد محمود محمد

Thesis advisor

أحمد ثابت

Comitee Members

عبد الحي، وليد سليم محمد
محافظة، علي مفلح عبد الله
الأرناؤوط، محمد موفق أحمد

University

Al albayt University

Faculty

Bayt Al-Hekmah (House of Wisdom)

University Country

Jordan

Degree

Master

Degree Date

2001

Arabic Abstract

استنادا إلى موضوع الدراسة، و مشكلاتها البحثية، و اعتمادا على المنهج المستخدم فقد جاءت الدراسة في ثلاث فصول، فتناولت الدراسة في فصلها الأول (محددات الحركة الإسلامية في الشيشان) على مستويين شكلا مبحثين في نفس الفصل، أما المستوى الأول فتناول المحددات الداخلية للحركة ذاتها و هي : المحدد التاريخي (الصراعي)، و المحدد الاقتصادي الاجتماعي و المحدد السياسي.

المحدد التاريخي (الصراعي) يبين تأثير التاريخ الصراعي الطويل (1785-2000) بين الشيشانيين و الروس في الحركة الإسلامية، و أدوارها، فمن جراء الصراع الممتد هذا تبلور للحركة الإسلامية دور جهادي و دور تعبوي في مقاومة الغزو الروسي لبلادها، اضطلعت بهما في أغلب فترات الصراع الحركة الصوفية ممثلة بالطريقتين "النقشبندية" و "القادرية" التي تتسم كل منها بصفات مميزة رصدتها الدراسة، و كذا الحال بالنسبة للتطور المعاصر للحركة الإسلامية في الشيشان (السلفية-الجهادية) بعد انهيار الإتحاد السوفيتي، كما أن الحركة الإسلامية اضطلعت في الشيشان بدور حمائي للقومية الشيشانية، باعتبار أن الإسلام يعد مركب رئيسي في تلك الهوية، و ذلك بحماية المجتمع الشيشاني من حاولات الاستيعاب لهويته، خلال فترات مختلفة من الصراع، و قد أوضحت الدراسة أدوار الحركة الإسلامية من خلال توصيف الصراع بين الشيشانيين و الروس، باعتباره صراع إجتماعي ممتد تتداخل فيه الهوية، و الدين، و الاستمرارية التاريخية، و تواتر ذروة العنف فيه بمعدل 3،2 سنة "ذروة عنف"، و باعتبار أن هذا الصراع قائم على جدلية الرغبة في الاستقلال لدى الشيشانيين توكيدا لهويتهم في مقابل رفض روسي تمثله مجموعة من مصالح شكلت طبيعة التوسع الروسي، الذي تم تناولها بشيء من التفصيل، و على ذلك فإن أسباب الصراع في عنفه المتكرر، لا تخرج عن إطار هذه الجدلية، إلا أن مجموعة أسباب تشكلها طبيعة النظام في روسيا، و هيكلة النظام الدولي، تدفع إلى العنف في الصراع لكل حقبة تاريخية، بمعنى ثبات المصالح الاستراتيجية، و تغير الأسباب المباشرة لكل حقبة تاريخية-صراعية.

أما المحدد الإقتصادي-الإجتماعي فيتعلق بحركة المجتمع الشيشاني، و تأثيرها في الحركة الإسلامية المرتبطة بتحول المجتمع من النمط الريفي إلى المديني، و الذي شكل نواة التطور المعاصر للحركة الإسلامية باعتبارها حركة مدنية، فقد رصدت الدراسة الهجرة الداخلية في الشيشان منذ أواخر السبعينات، و المرتبطة بتناقص العنصر "السلافي" في جمهورية الشيشان (الذين كانوا يشكلون غالبية المدن الشيشانية) إضافة إلى تشكيل الشيشانيين أكبر معدل من تزايد للسكان بين شعوب الاتحاد السوفيتي، مما يشكل نوعا من نقص في الموارد و ازدياد البطالة، و الفقر مما أوجد نواة التيار السلفي-الجهادي من الحركة الإسلامية، كتعليل مناسب للحرمان، عدا أن الدراسة تطرقت إلى طبيعة المجتمع الشيشاني و تراتبيته المتسقة مع التراتبيية الصوفية مما شكل أحد أسباب مماهاة الإسلام بالقمومية الشيشانية.

أما المحدد السياسي فيرتبط برغبة الشيشان بحكم أنفسهم بأنفسهم، و هذا ما برز من خلال الانتفاضات الشعبية التي تطالب بإدارة شؤون الشيشانيين وفقا للشرعية و العادات Adai (التقاليد الشيشانية)، و من خلال ارتكاز الروس خاصة في الحقبة السوفيتية إلى العنصر السلافي في حكم الشيشانيين، و تبين الدراسة أنماط التعامل بين المركز و الأطراف، خاصة في الحقبة السوفيتية، بخصوص المحدد السياسي، حتى أنه لم يعين رئيس لللجنة المركزية للحزب الشيوعي الشيشاني، شيشانيا، سوى 1989، الأمر الذي دفع مع انهيار الاتحاد السوفيتي، و بروز النزعة القومية الاستقلالية، إلى أن تجد الحركة الإسلامية فرصتها لتحقيق ذلك بحكم تماهيها بالقومية الشيشانية، رغم أن الحركة لم تحكم فعليا في الجمهورية الشيشانية بل كانت داعمة للحكم، أو معارضة له.

أما على مستوى المحددات الخارجية فتناولت الدراسة المحدد الدولي، و التغير في النظام الدولي بإنتهاء نظام ثنائي القطبية، و التطور التكنولوجي و المعلوماتي، و بروز النزعات الأولية (قومية و دينية)، التي كانت أراضي الاتحاد السوفيتي السابق تربة خصبة لبروزها، فأوضحت الدراسة أثر التغير هذا في تصاعد الحركة الإسلامية في الشيشان، و دواعي وسمه بالسلفية-الجهادية، المزاوجة بين "الدعوة إلى نقاء المجتمع" (الذي تمثلة السلفية الوهابية) التي دخلت الشيشان من جراء تطور الاتصال، و تدفق الأفكار مع التمويل من المركز العربي-الإسلامي إلى الأطراف كجمهورية الشيشان، و بين الفكرة الجهادية التي ساهمت الثورة الإيرانية، و بدجة أكبر حرب أفغانستان بنقل مضامينها إلى الشيشان، أو إعادة بعثها بصيغتها المعاصرة، باعتبار صراع الشيشانيين مع عدو مختلف عقيديا، كما تناولت الدراسة التأثيرات الدولية في الصراع الشيشاني-الروسي من خلال التنافس الدولي على نفط بحر قزوين.

أما على المستوى الإقليمي فتناولت هذه الدراسة هذا الحدد مقارنا بين الشيشان و الجمهوريات الإسلامية في مناطق الاتحاد السوفيتي السابق على مستويين : الدول الكستقلة (كازخستان، اوزباكستان، طاجكستانن قيرغيزستان، أذربيجان) ثم الجمهوريات داخل الاتحاد الروسي (تتارستان، بشكيريا، إقليم شمال القوقاز مع مزيد من التركيز)، فترصد أسباب بروز الحركة الاستقلالية في الشيشان أقوى من غيرها، نتاج الطبيعة المجتمعية، و الظروف التاريخية، و تقارن الدراسة بين الحركة الإسلامية في تلك المناطق، و بينها في جمهورية الشيشان، و بروز فاعليتها بشكل أكبر، كما تناقش الدراسة اسباب عدم بروز النزعة الاستقلالية لدى جمهوريات شمال القوقاز، كل على حده، كما في جمهورية الشيشان، و عدم إعلانهم الحرب ضد روسيا كدأبهم التاريخي، فتخلص الدراسة إلى عدة معايير لتوضيح ذلك : طبيعة العلاقة مع المركز، و كثافة العنصر السلافي في تلك الجمهوريات، إضافة إلى الضعف الإقتصادي لتلك الدول و عدم رغبتها بتقاسم فقرها مع فقر الشيشانيين، عدا عن أسباب تاريخية برزت في الحقبة السوفيتية بخلق النزعات الحلية في تلك المناطق.

أما الفصل الثاني (الحكة الإسلامية و الصراع 1991-1997)، فتناول المبحث الأول (الحركة الإسلامية و إعلان الاستقلال 1991-1994) تطور السياسة الروسية على المستويين الداخلي و الخارجي، و سمته المميزة بالتغريبية (Westernized) باعتباره أحد الأنماط المعبرة عن السياسة الروسية تاريخيا (نموذج بطرس الأكبر) حيث عمدت روسيا إلى محاكاة النموذج الغربي في سياستها بانتهاج اصطلاحات السوق، و التحول إلى الإقتصاد المفتوح، و إقامة نظام ليبرالي ديمقراطي، اضطلعت به مجموعة من النخب الروسية، و هو ما انعكس على طبيعة علاقة روسيا الفيدرالية مع الجمهوريات التي انبثقت عن تلاتحاد السوفيتي، و مع الأطراف، و من ضمنها الشيشان، باعتبار موسكو المركز، فتميزت بمحاولة جعل تلك المناطق أسواق إقتصادية تسعى للإرتباط معها من خلاا اتفاقيات إقتصادية-تعاونية (اتفاقية الكومنولث 1991 من ضمنها)، اتساقا و تركيزها على "جوارها البعيد" (Far abroad) اشارة إلى الغرب كأولوية في سياسة روسيا الخارجية ضمن هذا النمط، و لذا سعت إلى نوع من العلاقة غير العنيفة، حتى مع الشيشانيين، رغم معارضتها لاستقلالهم، و أما تأثير السياسة الروسية في الشيشان، فتناولتها الدراسة من خلال التركيز على النمط الذي مثله الرئيس جوهر دوداييف قائد الحركة الاستقلالية الشيشانية، بتعبيره عن نمط قومي برز في منطقة القوقاز بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ففي جورجيا (جامسخورديا) أذربيجان (أبو الفضل التشيبي) ارمينيا (ليفون تير-بتروسيان) بمشروع يسعى لتحقيق الدولة القومية المستندة إلى ثروات بلادهم فتحقق (كويت ثانية) فتحقق آمال الشعوب بالاستقلال و الثراء، و قد سهلت السياسة الروسية هذا النمط إلا أنه و كما تسببت هذه السياسة في مشكلات إجتماعية-إقتصادية للمركز (موسكو)، تسببت أيضا في الأطراف من تزايد الفقر و البطالة، و انتشار الجريمة المنظمة ...

الخ، و هذا ما اضعف من شعبية دوداييف في الشيشان، مما دفعه إلى الالتفاف حول الحركة الإسلامية لزيادة شعبيته، و تحديدا، بالطريقة القادرية (باعتبارها تمثل غالبية الشعب الشيشاني) و بذلك تم تقسيم السياسة في الشيشان بين المعارضة (النقشبندية)، و المواليين (القادرية)، على أساس التقسيم الجغرافي باعتبار أن أتباع الطريقة النقشبندية يشكلون أهل السهل، و المدن، و النخب في المجتمع الشيشاني، بينما يشكل القادريون الطبيعة الشعبية، و هذا ما تطرقت إليه الدراسة.

أما المبحث الثاني (الحرب اشيشانية-الروسية 1994-1997) يرصد تطور السياسة الروسية منذ أواخر 1993، بعد قصف الرئيس الروسي يلتسن للبرلمان، و إعادة رسمه للسياسة الروسية بعد تزايد النزعات الشوفينية اليمنية كما أظهرت انتخابات 1993 الروسية، إلى بروز نزوع "اوراسي" في السياسة الروسية في علاقتها مع الأطراف متجسدا بمبدأ "الجوار القريب" Near abroad)) و الذي يعتبر مناطق دول الكومنولث من المناطق الحيوية لروسيا، و التي ستعمل على حماية نفوذها و مواطنيها فيها، خاصة مع إعلان الغرب توسيع حلف شمال الأطلسي، و توقيع أذربيجان لاتفاقية نفط مع الشركات الغربية، فتدخلت روسيا في طاجكستان، و في أذربيجان، و من قبلها في جورجيا، و سعت إلى دعم المعارضة الشيشانية بالمال، و السلاح، ثم الرجال، على التوالي، ثم الغزو المباشر الذي لا يخرج عن الجدلية التاريخية للصراع بين الشيشانيين و الروس، إنما طبيعة النظام السياسي-الإجتماعي الروسي، و التحول في النظام الدولي لخلق أسباب جديدة لتجديد العنف اشارت الدراسة إلى مجموعة منها : التغطية على الفساد في المؤسة العسكرية الروسية، حرب خاطفة تعيد الاعتبار للجيش، و تزيد شعبية يلتسن المتراخية، و الحفاظ على أنابيب النفط المارة من جمهورية الشيشان، بعد أن كادت روسيا تفقد حصصها من النفط و الموارد الطبيعية في دول الكومنولث، فجاء قرار غزو الشيشان و تحول السياسة الروسية بعيدا عن التغريب، سعيا لإثبات مقولة "روسيا دولة عظمى"، كما بيرز في السعي الروسي إلى حرب خاطفة في الشيشان (محاكاة للنموذج الأمريكي في هاييتي) إلا أن هذه الحرب استمرت زهاء العاملين اضطلعت الحركة الإسلامية فيها بدور تعبوي أولا ثم جهادي، هزم روسيا و جعلها توقع اتفاقيا، ثم معاهدة اعتبرت بمثابة اعتراف واقعي De facto باستقلال الجمهورية الشيشانية، و بلورات حركة إسلامية شيشانية على النمط السلفي-الجهادي كإحدى القوى الرئيسية على الساحة السياسية الشيشانية.

أما الفصل الثالث (الحركة الإسلامية و الصراع 1997-2000) فيتناول في مبحثة الأول (الحركة الإسلامية و صراع القوى في الشيشان) القوى الرئيسية في الشيشان لفترة ما بعد الحرب و التي مثلت تيارا إسلاميا، و تيارا قوميا مزدوجا بالإسلام، و تتراوح بينهما قوى الاعتدال و التطرف، و دارت بين هذه القوى التفاعلات السياسية التي ترصدها الدراسة لتتناول التنازع بين التيار الإسلامي الجديد (السلفي-الجهادي) و بين التيار الصوفي التقليدي بإثارت التيار الجديد لقضايا دينية انطلاقا من طبيعة تفكيره "السلفي" الذي يتعارض مع الصوفية تاريخيا، فرصدت الدراسة مجموعة من القضايا المختلف عليها كقضية "المزارات" لتشير إلى تعبيرها عن ثقافة قومية أكثر منها دينية، أو قضية قرض الحجاب، و غيرها من القضايا الإجتماعية-الدينية، التي دللت على أن التيار السلفي-الجهادي تعامل بأحكام و قيم ما، و حاول إسقاطها في بيئة مغايرة كالمجتمع الشيشاني الأمر الذي دفع إلى التناقض الذي وصل حد الصدام المسلح.

أما المبحث الأخير (تجدد القتال 1999-2000) فترصد الدراسة من خلال أسباب تجدد القتال، و التحول في السياسة الروسية، مثل : استياء المؤسسة العسكرية من هزيمة الشيشان، و إقصاء روسيا عن الحل الدولي في كوسوفو 1999، الذي جاء بعد توقيعها اللائحة التأسيسية مع حلف شمال الأطلسي (مايو 1997) فمن جراء الإحباط المجتمعي-السياسي برز قرار غزو الشيشان، متسببا فيه أيضا بروز نزعة لتصدير النموذج الشيشاني الاستقلالي للجمهوريات المجاورة، بدخول بعض الإسلاميين الشيشانيين الأراضي الداغستانية المجاورة لإعلان دولة إسلامية فيها، و السيطرة عن طريق النفط البري، مما أوجد الحركة الإسلامية ضابط جديد للسياسة الروسية، بشعار "مكافحة الإسلام السياسي-تلأصولي" ليستطيع كسب ود الغرب من جهة، و الأنظمة الحاكمة في آسيا الوسطى و القوقاز (المجال الإمبريالي الروسي) من جهة ثانية، لتبرز سياسة روسيا جديدة أكثر سعيا لاستعادة "أمجادها الغابرة"، و استعادة روسيا كقوة عظمى.

Main Subjects

Political Sciences

Topics

No. of Pages

232

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

مقدمة الدراسة.

الفصل الأول : محددات الحركة الإسلامية في الشيشان.

الفصل الثاني : الحركة الإسلامية و الصراع 1991-1994.

الفصل الثالث : الحركة الإسلامية و تجدد القتال 1999-2000.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

الشيشاني، مراد محمود محمد. (2001). الحركة الإسلامية في الشيشان و الصراع الشيشاني-الروسي في الفترة ما بين (1991-2000). (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310902

Modern Language Association (MLA)

الشيشاني، مراد محمود محمد. الحركة الإسلامية في الشيشان و الصراع الشيشاني-الروسي في الفترة ما بين (1991-2000). (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (2001).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310902

American Medical Association (AMA)

الشيشاني، مراد محمود محمد. (2001). الحركة الإسلامية في الشيشان و الصراع الشيشاني-الروسي في الفترة ما بين (1991-2000). (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310902

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-310902