منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي

Other Title(s)

The political change approach in turabi's and gannoushi's thought

Dissertant

عبد الحميد عبد الغني عدي

Thesis advisor

منجود، مصطفى محمود

Comitee Members

خربوش، محمد صفي الدين
بركات، نظام محمود عبد الرحمن
عطا الله، حمدي عبد الرحمن حسن

University

Al albayt University

Faculty

Bayt Al-Hekmah (House of Wisdom)

University Country

Jordan

Degree

Master

Degree Date

1999

Arabic Abstract

تتناول هذه الدراسة موضوع " منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي "، و تبرز أهمية هذا الموضوع بفعل التغييرات المختلفة التي بات العالم يموج بها بصورة عامة و دول الجنوب منه بصورة خاصة، و على رأس هذه التغييرات السياسية التي تهدد أمن و استقرار بل و وجود العديد من الدول العربية و الإسلامية. و إزاء ذلك و مع ظهور الحركة الإسلامية لأخذ دورها في هذا التغيير و التي أصبحت قوة لا يستهان بها في هذا المجال، حيث أصبحت تشغل أهم عناوين الإعلام ليس على المستوى المحلي فحسب بل و على المستوى العالمي، مما أوجد نوعا من الانقسام بين السلطات الحاكمة و بين هذه الحركة في العديد من هذه البلدان، أسفر عن اختلال في واقعها السياسي و المجتمعي، الأمر الذي يتطلب التعرف على هذه الظاهرة السياسية و أبعادها سعيا لإيجاد الحلو ما أمكن للمشاكل التي تنجم عن هذه التطورات الجديدة في عالمنا العربي و الإسلامي. و من أكثر دول العالم العربي و الإسلامي التي استلزم وجود الحركة السياسية الإسلامية فيها هذا التغيير السياسي كل من السودان و تونس لوجود الجبهة القومية الإسلامية في السودان و حركة النهضة في تونس، و يأتي في مقدمة قيادات هاتين الحركتين كل من المفكرين البارزين السوداني حسب الترابي و التونسي راشد الغنوشي، اللذين يقدمان منهاجين للتغيير السياسي ينطلق من أبعاد كثيرة سواء على مستوى التعريف أو الخصائص أو المقومات أو أشكال و أساليب تحقيق هذين المنهاجين على ارض الواقع في بلديهما ليتبعه تغيير حضاري شامل، و هو ما ستحاول هذه الدراسة التعرف عليه و التصدي له بأسلوب منهجي. و قد انطلقت الدراسة من مشكلة بحثية رئيسية تدور حول تساؤل رئيسي و هو : ما هي طبيعة و أبعاد منهاج التغيير السياسي الذي صاغه كل منهما من الإطار المرجعي الإسلامي ؟ و إلى أي مدى اتفقنا و اختلفا لدى تناولهما هذه الأبعاد ؟ و من هنا تتبع تساؤلات عدة، أهمها : 1- ما هي العوامل و المحددات التي أثرت في محاولتهما لبلوره منهاجيهما للتغير السياسي ؟ 2- ما تعريف التغيير السياسي لديهما ؟ و ما علاقته بالمفاهيم الأخرى ذات الصلة ؟ 3- ما هي خصائص و سمات منهاجيهما للتغيير السياسي ؟ 4- ما هي الأسس و المقومات التي يقوم عليها منهاجاهما للتغيير السياسي ؟ 5- ما هي الأساليب التي يربانها لتحقيق هذا التغيير على ارض الواقع، في بلديهما ابتداء، و في إطاره الحضاري الشامل انتهاء ؟ 6- ما هي أوجه التشابه و الاختلاف في نظريتهما الى منهاج التغيير السياسي في تعريفه و خصائصه و مقوماته و أساليب تحقيقه ؟ و قد بنى الباحث دراسته على المقولة التالية : تعددت أبعاد منهاج التغيير السياسي في فكر كل من حسن الترابي و راشد الغنوشي، و رغم بناء هذا المنهاج من خلال إطار مرجعي إسلامي إلا أنها و في تناولهما لهذه الأبعاد اتفقا أحيانا و اختلفنا أحيانا أخرى. و استعان الباحث في هذه الرؤية المنهاجية بالمنهاجين المقارن و قراءة و تحليل النص، و تبعا لهذه الرؤية المنهاجية السابقة فقد جاءت الدراسة في خمسة فصول، كالآتي : و قد قسم الفصل الأول " محددات منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي والغنوشي " إلى خمسة مباحث تناول أولها المؤثرات الثقافية الخاصة و التجربة الذاتية لكل من الترابي و الغنوشي، من نشأة أولية و ثقافة و تحصيل علمي و تجربة سياسية ذاتية، و آثارها المتوقعة في بلورة منهاجيهما للتغير السياسي في إطاره الحضاري الشامل. و قد أظهرت دراسة العوامل الشخصية و التجارب الذاتية لكل منهما وجود تقارب لا بأس به في النشأة الأولية، و التي بدت عبر نشوئهما في بيئة متدينة، إضافة إلى تلقيهما تعليما دينيا أوليا مع اختلاف في عمقه و مستواه و الذي كان أوسع منه لدى الترابي، إلا أنها أظهرت اختلافا في نوع و مستوى التحصيل العلمي العالي لكليهما، حيث حصل الأول على درجة الدكتوراه في القانون في حين حصل الثاني على درجة الليسانس في الفلسفة و التحق بمستوى الدكتوراه بدون أن يتمكن من تحصيلها كما سبقت الإشارة. في حين تناول المبحث الثاني الواقع الثقافي في بيئتيهما (السودان و تونس) حيث برزت تشابهات و اختلافات في هذا الواقع، حيث برز في بيئة الترابي الثقافية تعدد ثقافي و لغوي نابع من التعدد العرقي و الديني و اتساع رقعة السودان و موقعها الجيوبولوتيكي الحساس من القارة الإفريقية، مقابل انسجام عرقي و لغوي و ديني في تونس، إلا أنها أظهرت في الوقت ذاته معاناة البيئتين من واقع ثقافي غير مستقر و ان باختلاف مسبباته ففي حين أن الأزمة التي يواجهها الواقع لاثاقفي السوداني هي ازمة تكامل قومي، يعاني نظيره التونسي من أزمة لا تقل خطورة و هي أزمة التغريب و الصراع الحضاري الداخلي ما بين فئتي التغريب الفرانكفوني من جهة و العروبة و الإسلام من جهة أخرى. و جاء المبحث الثالث الذي ناقش الواقع السياسي في كلتا البيئتين ليبرز أيضا التماثل في العديد من السمات من غياب للمؤسسية و للديمقراطية و لوجود واقع الكبت و القهر و تفرد الحزب الحاكم، و وجود الدور القوي و الفاعل للجيش و لقوات الأمن و غيرها، إلا أن الدراسة أظهرت أن الواقع السياسي السوداني كان اقل استبدادا من الواقع التونسي في هذا الصدد، غلا انه يعني اشتراكا أيضا في العديد من السمات السلبية من عدم الاستقرار و وجود الفساد في النظام السياسي في حين تطرق المبحث الرابع لهذين الواقعين من جانبهما الاقتصادي، حيث تبين من خلال الدراسة أيضا وجود تشابه في العديد من الأمراض من القلب في الخطط التنموية، و عدم الاستقرار و شبه غياب للتخطيط و وجود للفساد الإداري و المالي، و معاناتهما من خلل هيكلي و وجود عجوزات و نسب بطالة عالية إضافة للتضخم، و غياب للفعالية و الرشد الاقتصادي و غيرها من الأمراض الاقتصادي الأخرى، مع اختلاف حجم كل منهما و مسبباته في كل من الواقعين.

و تناول المبحث الخامس الواقع الاجتماعي في بيئتي الترابي و الغنوشي و الذي اظهر معاناة الواقعين من خلل واضح كنتاج طبيعي للمشاكل التي يعانيان منها و أن بتفاوت و اختلاف و التي تم تناولها في الجوانب الأخرى من ثقافية و سياسية و اقتصادية، و إن بدا بعض الالتقاء بينهما في حالات سلبية تعاني منها كلتا البيئتين. أما الفصل الثاني " التعريف بمفهوم منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي "، فقد جاء في ثلاثة مباحث الأول : بحث في " مشكلات التعريف بمفهوم منهاج التغيير السياسي لديهما " و الصعوبات المنهاجية التي واجهها الباحث في إطار سعيه للتعرف على منهاجي التغيير السياسي لديهما، في حين سعى المبحث الثاني للتعرف على " مقومات تعريف مفهوم منهاج التغيير السياسي لديهما "، بينما حاول المبحث الثالث التعرف على " علاقة مفهوم التغيير السياسي لديهما بالمفاهيم الأخرى (ذات صلة) كالتنمية السياسية و التطور السياسي و التجديد السياسي "، في محاولة للتعرف على مدى تميزه بين هذه المفاهيم و محاولة لفك اللبس عنه في إطار السعي للضبط المفاهيمي الذي يمكن أن يساعد الدراسة في الوصول إلى نتائج أكثر دقة في محاولتها للتعرف على منهاج التغيير السياسي لدى هذين المفكرين.

و تطرق فيه الفصل الثالث إلى " سمات و خصائص منهاج التغيير السياسي لدى الترابي و الغنوشي "، و هي هنا سمات و خصائص رئيسية وجدت الدراسة أن المفكرين ركزا كثيرا على وجوب أن يتسم بها أي منهاج تغيير سياسي إسلامي، كما وجدت أنهما تشابها فيها و أن بتفاوت بين كل منه، و قد ناقشت الدراسة ما إذا كان هذان المنهاجان قد اتسما فعلا بهذه السمات الخمس و التي يدعو غليها كل المفكرين في مناهج التغيير السياسي في إطاره الحضاري الشامل، و قد توزعت على خمسة مباحث، الأول منها ناقش سمة واقعية المنهاج في وجهته السياسية، في حين ناقش المبحث الثاني سمة شمول المنهاج في مخاطبة الواقع السياسي و مناحي الحياة كافة، و الثالث سمة تدرج المنهاج في النزول إلى الواقع السياسي لتغييره وفقه أولوياته، و الرابع سمة الانفتاح الحضاري على التراث السياسي للآخرين، و الخامس سمة التوازن و الوسطية في صياغة منهاج التغير السياسي و تطبيقه في الواقع السياسي. و قد كشفت عن تقارب لا بأس به أيضا في سمات و خصائص منهاجيهما للتغير السياسي، إلا أن ذلك لا يعني غيابا لبعض التمايز بين هذه الخصيصة أو تلك لهذا المنهاج على ذاك تجعل منها أكثر وضوحا في هذا المنهاج عن الآخر، مع ملاحظة توفر جميع هذه الخصائص في كلا المنهاجين.

بينما تناول الفصل الرابع " مقومات منهاج التغيير السياسي لدى الترابي و الغنوشي "، و قد توزع هو أيضا على خمسة مباحث أيضا : تناول الأساس الأول الانطلاق من الشرع الإسلامي كأساس للتغيير السياسي فكرا و ممارسة، و الثاني الأخذ بالاجتهاد كمنطلق للتغيير و التجديد السياسي في الواقع المعيش، و الثالث إلى اعتبار الواقع دون تحكيمه في تنزيل منهاج التغيير السياسي على هذا الواقع، و الرابع اعتماد التخطيط للحركة و التنظيم بعيدا عن التخبط و الارتجال فيهما، و الخامس اخذ المنهاجين بالمنهاج الديمقراطي في الممارسة السياسية. و قد لاحظت الدراسة التقاء عاما و واضحا في المقومات الرئيسية لمنهاجي التغيير السياسي لدى كل من الترابي و الغنوشي كالأخذ بالاجتهاد كمنطلق للتغيير و التجديد في الواقع المعيش، إضافة للانطلاق من الشرع الإسلامي، و اعتبار الواقع دون تحكمه في تنزيل منهج التغيير السياسي على هذا الواقع، و التخطيط للحركة السياسية و التنظيم بعيدا عن التخبط و الارتجال فيهما، و أخيرا الأخذ بالنهج الديمقراطي في الممارسة السياسية. إلا أن هذا التقارب الواضح في المقومات بين منهاجي التغيير السياسي لدى كل المفكرين و في إطاره الحضاري الشامل، لا يعني غيابا للتمايز بينهما في هذا المقوم أو ذاك أو في بعض مضامينه الجزئية، و التي رأت الدراسة خلال استعراضها لها أن بعض هذه التمايزات و الاختلافات الجزئية غنما تقف خلفها أمور موضوعية تمت الإشارة إليها، كاختلاف في بعض المعطيات الشخصية و البيئة المحلية و غيرها. و تناول الفصل الخامس و الأخير من هذه الدراسة " مسالك التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي "، و التي توزعت على ثلاثة مباحث الأول المسلك السلمي في تنفيذ منهاج التغيير السياسي، في حين تطرق الثاني إلى المسلك العنيف في تنفيذ منهاج التغيير السياسي، بينما ركز الثالث على التوازن و الوسطية بين المسلكين السابقين في تنفيذ منهاج التغيير السياسي. و قد بينت الدراسة مدى الاتفاق بين المنهاجين في مسالك التغيير السياسي، حيث بدا أنهما يرفضان الخيارين السلمي أو العنفي على إطلاقيهما، في حين يدعوان إلى الوسطية في ذلك من خلال منهاج التوازن بينهما لأسباب تناولتها الدراسة بالتفصيل منها عاملي شرعية هذه الأساليب وجدواها و غيرها من العوامل الأخرى، و ذلك مع بعض الاختلافات التي تبدو هنا أكثر وضوحا في مضامين هذين المنهاجين، لا سيما في المدى الذي يمكن أن يذهب فيه كل منهما في الأسلوب العنفي. إذ اتضح أن الترابي يذهب في هذا الخيار إلى مداه الأقصى باللجوء للقوة و لكن ضمن شروط و معطيات يجب توفرها قبل ذلك، في حين يبدو الغنوشي رافضا لمثل هذا الخيار تحت أي ظرف كان من موافقته الترابي على اللجوء للثورة الشعبية سعيا لإسقاط الأنظمة الاستبدادية.

إلا أن الغنوشي يقر في الوقت ذاته بممارسة حركته لبعض أنواع العنف اضطرارا لواقع صعب لم تخطط له، كما سبقت الإشارة. و يتجلى هنا أوضح اختلاف بين هذين المنهاجين غلا انه كما اتضح سابقا يمكن اعتباره اختلاف تكامل و ليس اختلاف تضاد حيث يقر كلا المنهاجين ابتداء بوجوب تجاوب أي منهج للتغيير السياسي للبيئة التي يعيش فيها هذا المنهاج، دون إسقاط نظري بعيد عن الواقع ضمن خصائص و سمات هذه البيئة إضافة إلى التدرجية في التنفيذ و غيرها من السمات الأخرى.

Main Subjects

Political Sciences

Topics

No. of Pages

229

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

الإطار النظري.

الفصل الأول : محددات منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي.

الفصل الثاني : التعريف بمفهوم منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي.

الفصل الثالث : سمات و خصائص منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي.

الفصل الرابع : المقومات الفكرية لمنهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي.

الفصل الخامس : مسالك تنفيذ منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

عبد الحميد عبد الغني عدي. (1999). منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310967

Modern Language Association (MLA)

عبد الحميد عبد الغني عدي. منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (1999).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310967

American Medical Association (AMA)

عبد الحميد عبد الغني عدي. (1999). منهاج التغيير السياسي في فكر الترابي و الغنوشي. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310967

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-310967