أثر التغيرات في النظام الدولي على الامن القومي العربي في الفترة من 1985 إلى 1995

Other Title(s)

The impact of changes in the world order on the Arab national security during the period 1985-1995

Dissertant

أبو لبدة، نظمي عيسى سعيد

Thesis advisor

عطا الله، حمدي عبد الرحمن حسن

Comitee Members

منجود، مصطفى محمود
الرشدان، عبد الفتاح علي السالم
زهرة، عطا محمد صالح

University

Al albayt University

Faculty

Bayt Al-Hekmah (House of Wisdom)

University Country

Jordan

Degree

Master

Degree Date

1999

Arabic Abstract

انطلاقا من موضوع الدراسة و المشكلة البحثية التي تعالجها، و بناء على المنهج الذي تأخذ به هذه الدراسة، و حفاظا على الوحدة المنهجية و الموضوعية، فقد جاءت الدراسة في ثلاث فصول، حيث تناول الفصل الأول "التغيرات في النظام الدولي خلال الفترة : 1985-1995 ضمن مبحثين، الأول "مصادر و عوامل التغير في النظام الدولي"، كشفت الدراسة من خلاله عن وجود أزمة هيكلية بالغة العمق تتعلق بصميم بنية النظام السياسي و الإقتصادي في الاتحاد السوفيتي و دول اوروبا الشرقية.

و كيف أدت سياستا "البيروسترويكا" و "الجلاسنوست" اللتان شرع غورباتشوف في تنفيذهما عندما تولى الحكم في الاتحاد السوفيتي في منتضف الثمانينات إلى إحداث تحولات جذرية في هيكل النظام الدولي، بدءا بانتهاء الحرب الباردة مرورا بانهيار أنظمة الحكم الشيوعية مع أواخر الثمانينات و ما رافقها من تفكك هياكل الحرب الباردة كحلف وارسو و انتهاء بانهيار الاتحاد السوفيتي و تفككه مع أواخر عام 1991.

كما أظهر هذا المبحث أن هناك أربعة متغيرات و تحولات كبرى أساسية يعود لها الفضل في التحول نحو نظام دولي جديد تتمثل في الثورة الصناعية و التكنولوجية الثالثة و إفرازاتها، و التحولات في الاتحاد السوفيتي و بقية بلدان اوروبا الشرقية منذ عام 1985، و انهيار الاتحاد السوفيتي و تفككه، و حرب الخليج الثانية.

كذلك أبرز هذا المبحث كيف أدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى إعادة صياغة العلاقات الدولية بشكل جوهري، و بروز مركز و نفوذ الولايات المتحدة كقوة عظمى استراتيجية وحيدة في العالم، مما أتاح لها إعادة صياغة النظام الدولي بما يتوافق مع مصالحها و استراتيجياتها الكونية.

أما المبحث الثاني "ملامح التغير في النظام الدولي"، فقد تناول بالعرض و التحليل لهيكل النظام الدولي الجديد و مراكز القوى الفاعلة فيه، و أبرز أهمية هيكل النظام الدولي في التأثير على الوحدات الدولية و قدرة أحدها أو البعض منها على السيطرة على توجهات الفاعلين الآخرين، علاوة على أهميته في تحديد وضع الاستقرار أو العنف و الفوضى و الصراع على الساحة الدولية.

و من جهة أخرى تناول المبحث المناظرة الفكرية المحتدمة بين المفكرين و الباحثين في حقل العلاقات الدولية حول توصيف هيكل النظام الدولي الجديد، حيث أمكن رصد ثلاثة اتجاهات فكرية، أولها اتجاه القائلين بالقطبية الأحادية، و ثانيها اغلاتجاه القائل بالقطبية المتعددة، و ثالثها اتجاه القائلين بتعدد مستويات النظام الدولي.

و توصل الباحث إلى أن النظام الدولي يمر بطور انتقالي يتسم بالسيولة الدولية، مع بروز متكيز للولايات المتحدة على الصعيد الاستراتيجي في الزمن المنظور.

و في سياق تكريس الانفراد الأمريكي بالهيمنة على النظام الدولي، فقد أظهر المبحث كيف عملت الولايات المتحدة على تدعيم دور الأمم المتحدة و بالتحديد دور مجلس الأمن في أزمة الخليج الثانية من أجل استصدار القرارات التي تخدم مصالحها و أهدافها الاستراتيجية تحت مظلة الشرعية الدولية.

و كيف أصبحت فاعلية الأمم المتحدة رهينة المصالح و الأمريكية، فأصبح دورها كإطار للشرعية الدولية يتم إبرازه في بعض القضايا و تغييبه في قضايا أخرى، و على صعيد آخر فقد أظهر هذا المبحث بروز ظاهرة استخدام القوة العسكرية كإحدى الآليات ت الأساسية في تنفيذ السياسة الخرجية الأمريكية، الأمر الذي يعكس التفكير الاستراتيجي الأمريكي لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، بهدف المحافظة على موقع الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

أما الفصل الثاني "آثار انهيار الاتحاد السوفتي و التحولات في اوروبا الشرقية على الأمن القومي العربي" و الذي جاء في مبحثين، فقد أبرزت الدراسة في المبحث الأول "الآثار السياسية و الإقتصادية" أن الوطن العربي و أمنه القومي كان أول الخاسرين نتيجة التحولات العميقة التي حدثت في بلدان الكتلة الاشتراكية و تفكك الاتحاد السوفيتي و انهياره، و ما نجم عن ذلك فتح باب الهجرة الجماعية لليهود السوفيت إلى فلسطين دون سواها، كاستجابة للضغوط الأمريكية و الإسرائيلية، و رغبة في تحقيق بعض المكاسب الاقتصادية التي كان يسعى غورباتشف للحصول عليها من الولايات المتحدة، إضافة إلى مسعاه نحو التقارب و الاندماج مع الغرب.

و قد أظهر هذا المبحث أبعاد المخاطر و التهديدات التي تنطوي عليها هجرة اليهود السوفيت إلى إسرائيل و انعكاساتها على الأمن القومي العربي من خلال تدعيمها للمشروع الاستعماري الإسرائيلي، و عرقلتها لتحقيق تسوية معقولة للصراع العربي الإسرائيلي تحقق استعادة الأرض العربية المحتلة عام 1967، و مضاعفتها من مخاطر التوسع الإسرائيلي على حساب الأقطار العربية المجاورة لفلسطين.

كما أظهر هذا المبحث كيف أدت تلك التغيرات إلى تدهور مكانة الوطن العربي في النسق الدولي نتيجة لفقدان الدعم الذي كانت تقدمة دول الكتلة الاشتراكية للبلدان العربية، فعلى الصعيد السياسي وفرت تلك الدول الدعم و التأييد الواسع لمناصرة القضايا العربية في المحافل الدولية، و لم تكن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ حرب 1967، كما أمكن في ظل ذلك الدعم التصدي بنجاح لسياسة الأحلاف العسكرية التي كانت الدول الغربية تسعى لفرضها على المنطقة العربية، و في المجال الإقتصادي فإن شروط التعامل مع دول الكتلة الاشتراكية كانت توفر المزايا و الظروف المناسبة للبلدان العربية لتلبية احتياجاتها و تحقيق برامجها التنموية، و تجنبها مخاطر الوقوع تحت رحمة المؤسسات المالية الرأسمالية، حيث توقعها الديوان و فوائدها و العجز عن سدادها في شراك التبعية السياسية و الاقتصادية للدول الدائنة و من ثم يصبح أمنها القومي رهنا بيد تلك القوى الأجنبية.

كما أبرز هذا المبحث كيف أفضت تلك التغيرات إلى زوال هامش المناورة و حرية الحكة أمام الدول العربية، و بالتالي أصبحت الأقطار العربية تعاني من العزلة السياسية الدولية و من تضييق الخناق حولها كالعراق و سوريا و ليبيا و السودان.

و في المقابل تمكنت إسرائيل من استعادة كامل علاقاتها الدبلوماسية مع تلك البلدان بعد كانت ساحة محظورة على إسرائيل.

و يتناول المبحث الثاني "الآثار الاستراتيجية لانهيار الاتحاد السوفيتي على الأمن القومي العربي"، حيث أظهر هذا المبحث كيف كان الاتحاد السوفيتي حليفا استراتيجيا لبعض الدول العربية أثناء المواجهة بين الشرق و الغرب، ما أتح لها فرصة الحصول على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، و كيف أفضى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى انحسار دائرة الفرص و اشتداد القيود المفروضة على الأمن القومي العربي نتيجة لتعاظم قدرة الولايات المتحدة على التحكم في الميزان الاستراتيجي في المنطقة، و كيف ازداد الموقف العربي تأزما نتيجة لتصاعد النزعة الأمريكية في الانتقام من الأقطار العربية التي تصفها بالراديكالية.

كذلك أظهر هذا المبحث كيف أثر انهيار الاتحاد السوفيتي على مواقف الدول العربية من مسألة الصراع العربي-الإسرائيلي، فقد كان الاتحاد السوفيتي المصدر الرئيسي لتسليح بعض الجيوش العربية، و لا سيما سوريا التي كانت تسعى لبلوغ التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل، و من ثم فإن انهيار الاتحاد السوفيتي أدى إلى ضرب ما تبقى من مصداقية للخيار العسكري العربي.

و من جهة أخرى فقد أضفت تلك التغيرات إلى بروز دور دول الجوار الجغرافي و تعاظم طوحاتها الإقليمية في المنطقة على حساب المصالح و الحقوق العربية.

فقد جاءت التغيرات في النظام الدولي لتصب في اتجاه أضعاف الموقف العربي في الميزان الاستراتيجي في المنطقة، و بالتالي تدهور مكانتها على الصعيد الدولي، فاختلاف ميزان القوى الإقليمي لصالح دول الجوار الجغرافي، و خصوصا تركيا و إيران، أدى إلى برزو دورها و إعلاء مكانتها الإقليمية، و فتح المجال أمامها لاستخدام علاقات الإرغام و الإخضاع في تفاعلاتها الإقليمية مع الدول العربية بدءا بالتهديد اللفظي و انتهاءا باستخدام القوة المسلحة.

أما الفصل الثالث "التغير في هيكل النظام الدولي و الأمن القومي العربي" يتضمن كذلك مبحثين، الأول "صعود الدور الأمريكي و أثرة على الأمن القومي العربي".

فقد أظهر المبحث بشكل تحليلي مقارنة كيف كانت الأقطار العربية تستطيع الحصول على الأسلحة لصون أمنه القومي في ظل التنافس الأمريكي السوفيتي على النفوذ في المنطقة و ما كان يتيحة ذلك من هامش لحرية الحركة و المناورة، و ما أصبحت عليه المصالح القومية العربية من انكشاف أمام التهديدات الأمريكية و لا سيما مع تزايد النزعة الأمريكية نحو استخدام القوة المباشرة أو التهديد بها لإرغام الأقطار العربية على التقيد بمضامين استراتيجيات ضبط التسلح التي تفرضها عليها، و خصوصا في مجال منع انتشار الأسلحة النووية بهدف حرمان العرب من حيازة هذا الرادع الاستراتيجي لحماية الأمن العربي في مواجهة التهديد النووي الإسرائيلي.

كما أظهر المبحث كيف أفضى التغير في هيكل النظام الدولي إلى زيادة القدرة لدى إسرائيل على حرية الحركة في مواجهة الأقطار العربية على عكس ما كان يتصوره البعض من أن تلك التغيرات ستقود إلى تآكل القيمة الاستراتيجية لها.

ثم بين الباحث كيف تعمق التحالف الاستراتيجي الأمريكي-الإسرائيلي من خلال ترسيخ واقع تلاختلال في ميزان القوى لصالح إسرائيل و ما يشكله ذلك من قيد ثقيل يعمق من حالة الانكشاف و التدهور التي يعاني منها الأمن القومي العربي.

كما أبرز المبحث مظاهر الاختراق الأمريكي للأمن القومي العربي و خصوصا عزل منطقة الخليج العربي من الناحية الأمنية عن عمقها العربي و إجهاض أي مسعى لقيام عمل أمني عربي مشترك في المنطقة (إعلان دمشق)، و تكريس الانقسامات الربية، و الوجود العسكري الأمريكي الكثيف في المنطقة العربية عبر صيغ تعاقدية غير متكافئة تضفي عليه طابع الشرعية، و إجهاض دور البترول العربي لمنع استخدامه مستقبلا كسلاح سياسي في خدمة قضايا الأمن القومي العربي.

و تناول المبحث الثاني "الترتيبات و المشروعات الإقليمية في الشرق الأوسط و أثرها على الأمن القومي العربي"، فأظهر المبحث كيف أن الولايات المتحدة تعتبر عملية تسوية الصراع العربي-الإسرائيلي بمثابة حجر الزاوية في أية ترتيبات إقليمية تسعى لإرسائها في المنطقة.

و كيف انفردت الولايات المتحدة بفرض تصوراتها-المتطابقة مع التصورات الإسرائيلية-على الأقطار العربية التي ذهبت إلى مؤتمر مدريد (30 / 10 / 1991) بوفود منفردة و تفاوضت مع إسرائيل عبر مسارات مجزأة، مع استبعاد الولايات المتحدة لأي دور للأمم المتحدة، و تأتي جميع هذه الشروط معاكسة للمصالح العربية و تؤدي إلى ضرب مضامين الأمن القومي العربي من خلال التركيز الأمريكي على أن كل طرف عربي له قضاياه الفطرية و مصالحه و أهدافه الخاصة بمعزل عن بقية الأطراف العربية الأخرى.

كذلك أبرز هذا المبحث الجهود و المساعي التي تبذلها الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل لإرساء نظام شرق أوسطي جديد يكون بديلا عن النظام الإقليمي العربي في مرحلة لاحقة و يؤدي إلى طمس الهوية العربية في خليط من القوميات و الأجناس الأخرى، و إلى إعادة رسم الخرائط الاقتصادية و السياسية و الأحزمة الأمنية الجديدة في المنطقة بما يمكن إسرائيل من فرض نفسها لا باعتبارها جسدا غريبا في المنطقة، و إنما باعتبارها جزءا عضويا منها، على أن يتم ذلك كله وفقا لأسس و قواعد النظام الدولي الجديد الذي تتزعمه الولايات المتحدة.

و في السياق ذاته تطرح دول الاتحاد الاوروبي المشروع المتوسطي مقابل المشروع الشرق أوسطي باعتباره مشروعا أمريكيا-إسرائيليا يهدد مصالحها في منطقة تشكل مجالا حيويا لها، و يؤكد هذا المشروع كسابقه الشرق الأوسطي على تجزئة الوطن العربي إلى أقاليم جغرافية (مشرق و مغرب و خليج) علاوة على استبعاد بعض الدول العربية كليبيا و هي دولة متوسطية، و يضم دولة كالأردن ليس لها سواحل على المتوسط، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن أهداف هذا المشروع سياسية في المقام الأول.

Main Subjects

Political Sciences

Topics

No. of Pages

266

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

الفصل الأول : التغيرات في النظام الدولي في الفترة 1985-1995.

الفصل الثاني : آثار انهيار الاتحاد السوفيتي و التحولات في أوروبا الشرقية على الأمن القومي العربي.

الفصل الثالث : التغير في هيكل النظام الدولي و الأمن القومي العربي.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

أبو لبدة، نظمي عيسى سعيد. (1999). أثر التغيرات في النظام الدولي على الامن القومي العربي في الفترة من 1985 إلى 1995. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310991

Modern Language Association (MLA)

أبو لبدة، نظمي عيسى سعيد. أثر التغيرات في النظام الدولي على الامن القومي العربي في الفترة من 1985 إلى 1995. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (1999).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310991

American Medical Association (AMA)

أبو لبدة، نظمي عيسى سعيد. (1999). أثر التغيرات في النظام الدولي على الامن القومي العربي في الفترة من 1985 إلى 1995. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-310991

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-310991