استدعاء تجربة المعري الشعرية عند الرصافي : قراءة تناصية في قصيدتين

Abstract AR

مما لا شك فيه أن التناص يعد أحد الآليات الإجرائية التي يتم بها الكشف عن النصوص و دراستها بوساطة توظيف دور المتلقي في العملية النقدية، و لعل المصطلح كان معرض تنازع عند الباحثين و هو ينبع بحسب " مارك انجينو " من (( أن التناص يختلف من باحث إلى آخر، انتشارا و فهما...، و انه " التناص " ينتمي عند بعضهم لشعرية توليدية، و عند الآخرين إلى جمالة التلقي، و أنه يتموضع عند بعضهم في مركز الفرضية الاجتماعية التاريخية، و عند الآخرين في تأويله فرويدية و شبه فرويدية، و انه يحتل عند بعضهم موقعا بديها كل البداهة في أساس مفاهيم النظرية، في حين أنه عند آخرين مصطلح خارجي لا يلعب إلا دورا عارضا))، و هو أمر يجعل البعد الثنائي حاضرا (النص-المتلقي) في التناص، و من ثم اكتشاف ما يدور في خلد النص من المصاديق التي لا تحصل على كل إجماع، و هو ينتج لنا ثمرة تكون محصلة للنزاع، و بما يجعلنا نقول : ثمرة النزاع المتصورة أولا و بالذات لهذا المنهج النقدي هي السير في طريق التكامل لقوانين التناص و آلياته و أنواعه، و من الأمور المسلم بها العود الأبدي للمعنى في النصوص و هو أمر ينبئ عن تداخل النصوص، فضلا عن ن النصوص لا تولد حيث الفرادة بل الاتصال بالنصوص السابقة أساس الوالدة الحقيقة له، و لذا يجب علينا القبول بان التناص يختلف من باحث إلى آخر، و أن البحث عن هذه المسألة من الأمور الأساسية المفيدة من الناحية لعلمية حتى يأخذ الباحثون بيد هذا المنهج النقدي نحو التكامل، و لو بصورة نسبية. لذلك اختارت الدراسة شاعرين هم المعري و الرصافي للبحث عند مقدار التقارب بين الأول و الآخر، و اكتشاف فاعلية النصين الشعريين طبقا لتلك التجربة، فذكرت آليات و قوانين للتناص بصورة تجزئيه كشفت بوساطته عن نتائج لعل أهمها الآتي : - إن الكتب التي ألفت في التناص لم تكن تعبر لحد الآن إلا عن آراء و أفكار مؤلفيه في قضية التناص، و فرق كبير بين ن تجري دراسات وفق منهجية مقننة و بين منهجية غير مقننة، و بالتأكيد هو مر يجعل اقتباس الثمرة لنهائية للتناصية من الأمور الصعبة و المعقدة، فالتناص في أبسط صورة هو استنباط لنص و تحديد مرجعيته اللفظية و المعنوية من النصوص السابقة عليه بحسب التتابع التاريخي. - استدعت تجربة الرصافي الشعرية تجربة المعري في معظم نواحي أدائها الموضوعي و الفني، مم أكد على أن قصيدة المعري بالأساس مشحونة بالتراث الثقافي الذي ألقى بثقله على فكر الرصافي فحصل التجاذب الشهري.