محاجة أهل الكتاب كما وردت في القرآن الكريم : دراسة موضوعية

Other Title(s)

The argumentation with ahl-al-kitab (jews and christians)‎ as mentioned in the holy Qur'an : a thematic study

Dissertant

العيسى، خزامى محمد سلامة

Thesis advisor

البدوي، أحمد عباس

Comitee Members

أبو زيد، نايل ممدوح
الزقة، عبد الرحيم أحمد
الحباشنة، بهجت عبد الزراق

University

Al albayt University

Faculty

Faculty of Jurisprudence and legal studies

Department

Department of the Holy Quran and its Sciences

University Country

Jordan

Degree

Master

Degree Date

2000

Arabic Abstract

الحمد لله الذي جبل النفوس و فطرها على عقيدة التوحيد، و الحمد لله الذي أودع في الإنسان ما يميزه عن غيره من الخلائق،ففضله و كرمه و أنعم عليه بنعم لا تعد و لا تحصى و كان من أهمها العقل، هذا العقل الذي إذا أحسن استخدامه، و سيره وفق منهج الله و هديه، يكون النعمة العظمى، هذه النعمة التي قد تسمو بصاحبها إلى درجات الجنة أو تنزل به دركات جهنم، الحمد لله الذي أوجد لنا مفاتيح السعادة، و سبل الهداية، و طريق الرشاد ما إن تمسكنا بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم. و الصلاة و السلام على الهادي البشير الذي بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمة و جاهد في الله حق جهاده سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على أله و صحبه و من والاه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : خلق الله الإنسان، و قبل الإنسان كانت الملائكة، و السموات و الأرض، و كانت العبادة الحقة لله تعالى، عبادة ملائكية تنزه الله تعالى عن الشريك و الند، و خلق الله تعالى أبا البشر، أبا الأنبياء آدم عليه السلام، و علمه الأسماء و كرمه و فضله، فكان سجود الملائكة له علامة على هذا التكريم، الأمر الذي أدى إلى الحسد ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني اعلم ما لا تعلمون) (البقرة، 30). فحسده إبليس –هذا الحسد الذي أدى به إلى المعصية—المعصية في عدم الرضوخ لأمر الله تعالى—إذ أمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس آبى و استكبر و كان من الكافرين( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا غلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين) (البقرة،34)، فكانت عداوة الشيطان لبني الإنسان، بل و قد أقسم بعزة الله تعالى ليغويهم أجمعين، و استثنى المخلصين من عباد الله. و انزل آدم إلى الأرض، و كانت الخلائق، جيلا بعد جيل، و قوما بعد قوم، و أمة بعد أمة، هذه الأمم التي واجهت أزمة العقيدة و الرحيل، فشوهت الفطرة و تبدلت معالمها، فأصبح الله الواحد الأحد شركاء يتقرب بهم إلى الله تعالى، فكانت الأصنام و الأوثان و النيران و الشمس و القمر و النجوم و الكواكب و الحجر و الشجر، حتى وصل الأمر إلى عبادة البئر و الدواب.

و كانت رحمة الله تعالى التي سبقت غضبه، رحمته بإرسال الرسل مبشرين و منذرين، لتعود الفطرة إلى طبيعتها، فطرة التوحيد المطلقة لله تعالى بكل أنواعه و شعبه، فتوالى الأنبياء، و تعاقب الرسل داعين إلى عبادة لله الواحد الأحد، و انقسم البشر بين مؤمن و كافر، و كثر المتمردون المخالفون لشرع الله، فجاءت الكتب السماوية ترسم للناس معالم الخير و الهداية، فكان التوراة و الزبور و الإنجيل، لأقوامها المعاندين الرافضين لعقيدة التوحيد، من يهود و نصارى، هاتان الطائفتان أكثر الأمم عناد أو جحودا لنعم الله التي توالت عليهم عصرا بعد عصر، فكثر أنبياؤهم طمعا في هدايتهم و توبتهم فما ازدادوا إلا كفرا و عنادا و حجاجا، كان الأدعى بهم و الأجدر أن يؤمنوا بهم –و يتبعوا نهجهم، إلا أنهم لجئوا إلى قتلهم و التخلص منهم و انقطع مجيء الأنبياء و الرسل فترة من الزمن. و بقيت التوراة و الإنجيل بين أصحابها، هذان الكتابان السماويان المشتملان على الهداية و عبادة الله الواحد، و قد بشرت بالنبي الخاتم الذي سيأتي آخر الزمان، و قد ذكرت أوصافه و صفاته بل حتى الزمان الذي سيجيء به، ويا للغرابة !، فقد كان يتمنى أهل الكتاب أن يكون هذا الرسول الخاتم منهم —مع أنهم قتلة الأنبياء—؟ ؟ و جاء الشيطان ليلعب دوره من جديد، فحرفت الكتب، و بدلت شرائع السماء بشرائع الأرض التي جاءت تلائم المصلحة، و تحقق الهدف الدنيوي، و عم الفساد، و الظلم و الطغيان ...

و جاء الرسول الخاتم محمد عليه الصلاة و السلام بشيرا و نذيرا..

داعيا إلى عبادة الله وحده، إلى تطبيق شرع السماء و إقامة خلافة الله في الأرض خير إقامة، و كعادة معظم البشر الرفض و التنكر للخير و الفضيلة، هذا الرسول الذي أيده الله بإرهاصات النبوة منذ طفولته، و الذي أخبرت عنه كتب السماء و الذي عرفه أصحابها، و الذي كانوا يتمنون أني كون منهم، كانوا أكثر الناس عنادا له و تكذيبا، و خصوصا عندما علموا انه ليس من نسلهم، فقد تعاهدوا بينهم على قتله و القضاء على دعوته و النيل منه و من أتباعه، لا لشيء إلا لأنه جاء بشرع يعارض مصالحهم، و يقضي على أهدافهم و يقف في وجه ظلمهم و فسادهم، فأخذوا يحبكون له الدسائس و يبثون الفتن – و يحرضون الناس على عدم الانقياد لشرع الله و إتباع دعوته-مع أنهم أصحاب كتاب سماوي، و أصحاب علم رباني و كان منهم الأنبياء، فهم أعلم من غيرهم بناموس السماء في زمانهم، و أعلم بصدق الأنبياء و كذبهم، و كان الأجدر بهم أن يكونوا السباقين إلى الإيمان به و تصديقه إلا أن هذا لم يحدث ! ! بل كانوا أول من كذب به و رفض دعوته ! ! هذا الأمر الذي آثار ما أثاره في النفوس الضعيفة المنقادة ؟ ! لهذا و لغيره وقف معظم أهل الكتاب في وجه رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم بالصدود و الجحود، وقفوا موقف المتعنت الرافض للانقياد لدعوة الحق، فكانوا مجادلين محاججين بصدق ما يعلمون من شرائع و أمور قد أخبرت عنها التوراة و الإنجيل ؟ ؟. فجاء هذا البحث يعكس طبيعة المسائل التي كانت مثار حجاج من قبل أهل الكتاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم كما وردت في القرآن الكريم، فاحتوت هذه الرسالة على أربعة فصول و خاتمة. إما الفصل التمهيدي فيشمل التعريف بأهم المصطلحات الواردة في الرسالة : المحاجة، أهل الكتاب، بنو إسرائيل، اليهود، التفريق بين اليهود و بني إسرائيل، و النصارى.

الفصل الأول : و تضمن القضايا التي حاجج فيها اليهود رسول اله صلى الله عليه و سلم و تضمن أربعة مباحث. المبحث الأول : و قد تضمن حجاج اليهود في نبوة رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و العمل على الطعن في نبوته، و بيان بعضا من الأساليب التي سلكوها للتشكيك في نبوته، ثم أوردت أدلة القرآن في بيان تفنيد تلك الشبهات التي أثاروها حول صدق الرسالة المحمدية. المبحث الثاني : و قد تضمن حجاج اليهود في نبي الله إبراهيم عليه السلام زاعمين أنه على ديانتهم و من ملتهم، و إنه ما كان إلا يهوديا، و قد فند القرآن الكريم هذا الزعم مقابلا الحجة بحجة أقوى، و الدليل بدليل اظهر، و إنه ما كان يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما. المبحث الثالث : و قد تضمن حجاج اليهود في نبي الله عيسى و أمه عليهما السلام، و ما كان من طعنه و طعن أمه و اتهامها بالقذف رضي الله عنها و أرضاها، لمجرد أن عيسى عليه السلام جاء بالطريقة التي لم يألفها البشر -من غير أب-و كان هذا سببا في توجيه الاتهام له و لأمه و العمل على رفض دعوته و محاولة قتله و صلبه، تم بيان أدلة القرآن في تفنيد سوء قولهم، و سخف عملهم و معتقدهم. المبحث الرابع : تضمن حجاج اليهود في مسألة تحويل القبلة، هذه المسالة التي كانت سببا في إثارة الفتنه بين صفوف المسلمين، و أن رسول الله محمدا لا يعرف الطريقة التي يعبد بها ربه، بل أنه يستمد طريقة العبادة بإتباع اليهود في ذلك، و أنه جاء بالقرآن من عنده، فهو اليوم يقول شيئا و غدا يقول غيره. الفصل الثاني : و قد تضمن حجاج النصارى لرسول الله صلى الله عليه و سلم في عيسى عليه السلام لمجرد أنه ولد من غير أب فكان ذلك سببا في أن يكون ابنا فعلى زعمهم و قد تضمن أربعة مباحث : المبحث الأول : كان في شخصية عيسى عليه السلام و رسالته من خلال الآيات القرآنية و قد احتوى على تمهيد وضحت من خلاله نظرة في معنى التوحيد و قد احتوى على مطلبين، الأول : في إثبات قضية التوحيد من خلال عدة قضايا (قضية وحدانية الله تعالى، بشرية عيسى عليه السلام، المباهلة)، و اشتمل على أسس دعوة عيسى عليه السلام و كلمة نصح و إرشاد. المبحث الثاني : عقيدة النصارى في عيسى عليه السلام و أمه من خلال الآيات القرآنية.

المبحث الثالث : عقيدة التثليث عند النصارى، نشأتها و بيان معنى الثالوث و الأقانيم.

المبحث الرابع :عقيدة الصلب و الفداء عند النصارى. الفصل الثالث : جاءت تحت عنوان الإسلام و أهل الكتاب، كيف أن الإسلام أكرمهم و عاملهم بالحسنى، و حفظ حقوقهم و أموالهم و أعراضهم، و منحهم حريتهم الدينية و الاجتماعية و الشخصية، و معاملتهم بمبدأ لهم ما لنا و عليهم ما علينا، و هذه أرقى صور احترام الغير، و التسامح عرفتها البشرية.

و قد تضمن الفصل أهم مظاهر أنصاف الإسلام لأهل الكتاب و كيفية حفظ كرامتهم و غير ذلك و قد جاء في ثلاثه مباحث : المبحث الأول : كيفية دعوة القران أهل الكتاب إلى الإسلام و بيان الأسلوب الذي يجب إتباعه لدعوتهم إلى الإسلام و مجادلتهم بالتي هي أحسن و رفض مبدأ الإكراه و الإجبار لدخولهم الإسلام، و تذكيرهم بنعم الله تعالى التي أصبغها عليهم منذ نشأتهم الأولى كيف توالت نعم الله عليهم و فضلهم على عالمي عصرهم، و أكثر لهم من الأنبياء لهدايتهم و إصلاحهم فما زادوا إلا و كفرا و تكذيبا. المبحث الثاني : اشتمل على أهم الوسائل التي اتبعها الرسول لدعوة أهل الكتاب إلى الإسلام، ذاك أن الرسول الكريم لم يأل جهدا في دعوتهم إلى الإسلام، طمعا في هدايتهم، فقد اتبع مع أهل الكتاب أساليب خاصة تنسجم مع كونهم أصحاب كتب سماوية و أنهم على علم دون غيرهم، فنراه مجادلا لهم بالحسنى مذكرا لهم بنعم الله، ضاربا لهم الأمثلة، متبعا أسلوب الترغيب و الترهيب، مقيما عليهم الحجة كدعوتهم إلى المباهلة، و بيان آن دعواهم خالية من الحجة و البرهان، بحاجة إلى تصحيح و غير ذلك من الأساليب التي اشتمل عليها المبحث. المبحث الثالث : فقد جاء في ذكر إنصاف بعضا من مظاهر الإسلام لهم و حفظ حقوقهم و التعايش معهم في مجتمع واحد يمارسون كافة حقوقهم، دون التعرض لهم بسوء ما لم يصدر عنهم سوء يؤذي الإسلام و المسلمين. الخاتمة : و فيها أهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة.

و الله نسأل حسن السداد و التوفيق و الرشاد. أما عن المنهجية المتبعة في إعداد هذه الرسالة، فقد قامت على إعطاء أكبر قدر من أنماط الحجج كما استخدمها القرآن الكريم بغرض تسليط المزيد من الضوء على منطق القرآن الكريم في الحجاج العقلي بمعناه الواسع، ذاك أن من أميز خصائص التعبير القرآني أخذه بأسلوب الحجاج و الحوار و الجدل البناء الذي يهدف إلى الحصول على الحقيقة و الوصول إليها.

و ذلك عن طريق إفساح المجال للرأي الآخر و إعطائه الفرصة الكافية للتعبير الدقيق و الأمين عن رأيه و ما ينطوي عليه من شبهات و افتراءات، ثم يأتي الرد القرآني ردا موضوعيا رصينا مبينا الخطأ من الصواب، موردا للبرهان الجاد القائم على الأدلة المقنعة في رد افتراءات الخصم و دحض شبهاتهم، و مخاطبتهم بالأسلوب المناسب لما لهم عاملا على إظهار الحق و دفع الباطل، إذن لقد أخذ القرآن الكريم بمبدأ الحجاج و ذلك إما مباشرة او ضمنيا بان اعتمد الحوار و الجدل البناء أسلوبا أصيلا في توجيه الخطاب إلى أهل الكتاب و غيرهم من الأمم، و قد دعا إلى الحوار البناء و الجدل بالحسنى ( و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) (العنكبوت، ٤٦). فقد احتوى القرآن الكريم على منهجية جدلية تقوم على الحجاج العقلي، بالأدلة و البراهين، و ضرب الأمثال، و توجيه النظر إلى الآيات الكونية و العقلية و النفسية، و أوجب الحوار و الجدل على من توجه إليهم بالخطاب و طالبهم به كقوله تعالى ( و قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (البقرة، 111). ففي القرآن الكريم دعوة صريحة إلى المحاجة و الجدل و الحوار و إلى تأسيس الرأي على قاعدة من العلم و الإثبات و الأدلة.

و لبيان ذلك و توضيحه فقد اعتمدت منهج التبع و الاستقراء، فعمدت إلى القرآن الكريم مستخرجة الآيات الكريمة التي تخص كل قضية من القضايا التي تناولتها الدراسة، تم معرفة سبب نزول هذه الآيات الكريمة كلما دعت الحاجة لذلك، و تفسير الآيات القرآنية بعد ذلك تفسيرا موضوعيا بالرجوع إلى كتب التفسير القديمة و المدينة، محاولة إظهار أسلوب المحاجة من إقامة الدليل و مواجهة الخصم بالحجة و البرهان لدحض ما يثير من شبهات بهدف بيان الحق و الوقوف على معالمه، مبينة لآراء المفسرين، و محاولة التوفيق بينها عند الاختلاف، و توجيه هذا الاختلاف في ضوء مقدرتي و كلما دعت الحاجة لذلك، ثم العمل على ذكر الأحاديث النبوية الشريفة التي تناسب الموضوع و تخريجها من كتب السنة و الحكم على الروايات الحديثة و الوقوف على الصحيح منها، و قد ابتعدت عن كثير من الإسرائيليات التي قيلت بشان هذه القضايا محاولة الاعتماد على كلما هو صحيح و سليم و الله تعالى أعلم.

مع الإشارة أحيانا إلى بعض اللطائف اللغوية كلما دعت ضرورة لذلك. و المحاجة كأسلوب علمي قد ورد في القرآن الكريم في أكثر من موضع، يرمي إلى إظهار الصواب بالمنطق بعيدا عن التعصب للرأي، يقوم على إقامة الدليل كما يطلب من الخصم تقديم الدليل الذي يؤيد رأيه حتى تكون المحاجة سليمة كأسلوب علمي، لذلك فقد عمدت على إيراد الأدلة التي تفند مزاعم أهل الكتاب من خلال القرآن الكريم باعتباره المرجع الرئيس لذلك، ثم استنباط بعض الأدلة التي تتفق مع الفطرة السليمة حيثما فتح الله علي بذلك، ثم العمل على تفنيد مزاعمهم بالرجوع إلى أقوالهم من خلال كتبهم المقدسة و من خلال عقائدهم و معتقداتهم، كل ذلك لتسليط مزيدا من الضوء على زور ما يفترون و كذب ما يدعون، و للوقوف على حقيقة هذه المحاجة " بين الرسول الكريم و أهل الكتاب ” كما صورها القرآن الكريم.

كما عمدت إلى التعريف البسيط الموجز لأشهر الأعلام من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تقديرا لجلالهم و عظيم قدرهم، و لغيرهم من الأعلام الذين ورد ذكرهم في الرسالة حيثما وجدت ترجمة عنهم.

و قد قمت بالوقوف على منهج أشهر العلماء الإجلاء الذين لجأت إلى كتبهم لإكمال هذه الرسالة، مع فهرسة للآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة. و في حدود مطالعتي المتواضعة، لم أجد كتابا قد استوفى الموضوع الذي يتعلق بالرسالة قد تناول هذه القضايا و دراستها من خلال القرآن الكريم موضحا أسلوب المحاجة كأسلوب علمي يهدف إلى إثبات الحقائق و بيان الحقيقة، فمن الكتب التي عنيت ببيان بعض هذه القضايا بشيء من العموم و التي استعنت بها، ما كتبه شيخ الإسلام أحمد بن تيمية في كتابه “ الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "، و ابن حزم الظاهري في كتابه " الفصل في الملل و الأهواء و النحل "، مع الاستفادة من كتب التفسير المختلفة القديمة و الحديثة التي ورد ذكرها في الرسالة و كتب السير و التراجم. أما عن الدراسات الحديثة فقد وقفت على ما كتبه رحمة الله الهندي في كتابه " إظهار الحق " و محمد طنطاوي " بنو إسرائيل في القرآن و السنة "، و أحمد الزغيبي " العنصرية اليهودية و آثارها في المجتمع الإسلامي و الموقف منها "، بالإضافة إلى ما ترجم عن داعية العصر أحمد ديدات مثل " مسألة صلب المسيح بين الحقيقة و الافتراء ". و إنني إذ أتقدم إليكم بهذه الرسالة المتواضعة من أجل إبداء رأيكم فيها، و إعطاء الملاحظات عليها، فلست ازعم الإتيان بشيء جديد، و إنما هو جهد المقل المعترف بالعجز و التقصير، فإن أصبت الهدف، و حققت المبتغى، فنلك نعمة يمنها الله علي من بين نعم عظيمة لا تعد و لا تحصى، و إن أخطأت فحسبي أنني قد خطوت خطوة جادة في طريق البحث العلمي و نلت شرف المحاولة في دراسته، و الوقوف على بعض جوانبه، متمنيا أن تأخذوا بعين الاعتبار ضعف تحصيلنا العلمي و قلة درايتنا،و معرفتنا، و اطلاعنا في مقابل علمكم، و خبرتكم، و سعة اطلاعكم. و الله مولانا نسأل أن يرزقنا الإخلاص في السر و العلن، و السداد في القول و العمل، و أن يمدنا بعون من عنده، و توفيق من توفيقه، إنه ولي ذلك، و القادر عليه، و الحمد و الشكر لله رب العالمين أول الأمر و آخره.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Main Subjects

Religion

Topics

No. of Pages

216

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

الفصل التمهيدي : التعريف بأهم المصطلحات.

الفصل الأول : محاجة اليهود لرسول الله صلى الله عليه و سلم.

الفصل الثاني : محاجة النصارى لرسول الله صلى الله عليه و سلم من خلال القرآن الكريم.

الفصل الثالث : الإسلام، و أهل الكتاب.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

العيسى، خزامى محمد سلامة. (2000). محاجة أهل الكتاب كما وردت في القرآن الكريم : دراسة موضوعية. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-319069

Modern Language Association (MLA)

العيسى، خزامى محمد سلامة. محاجة أهل الكتاب كما وردت في القرآن الكريم : دراسة موضوعية. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (2000).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-319069

American Medical Association (AMA)

العيسى، خزامى محمد سلامة. (2000). محاجة أهل الكتاب كما وردت في القرآن الكريم : دراسة موضوعية. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-319069

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-319069