الملك الأشرف خليل و جهاده ضد الصليبين

Abstract AR

هناك صفحات منيرة في تاريخ الأمة الإسلامية أضاءها رجال من أبطال هذه الأمة فسطروا بذلك أروع آيات البطولة و الفداء، و تاريخ أمتنا حافل بمثل هؤلاء الأبطال ؛ و هذه الدراسة ستقف على سيرة رجل ممن سطع نجمهم في تاريخ أمتنا فتركوا تأثيرا بقي على مر القرون يحتفي به أنه الملك الأشرف خليل (689-693هـ / 1290-1293م) الذي كان له دور مشرف في تاريخ أمتنا، و في التصدي للوجود الصليبي الذي ما زال جاثما على ارض بلاد الشام رغم الدور البطولي الذي قام به أبطال سبقوه كالسلطان صلاح الدين الأيوبي (567-589هـ / 1171-1193م).

لكن خلفاءه فشلوا في استكمال الدور التاريخي الذي قامت دولتهم عليه ففتر أمر جهادهم ضد الصليبيين و آثروا سياسة المهادنة، و في خضم هذا الصراعات، و الأحداث برزت قوة جديدة لتأخذ دورها في الأحداث في دولة المماليك البحرية التي أثبتت قدرتها على التصدي للصليبيين في عهد سلطنة الملك الظاهر بيبرس (659هـ-676هـ / 1260م- / 1277م)، و الملك المنصور سيف الدين قلاوون (678-689هـ / 1279-1290م) و لاستكمال الدور التاريخي الذي قامت عليه دولتهم في التصدي للصليبيين سطع نجم جديد هو الملك الأشرف الذي دخل إلى رحاب التاريخ باستعداداته و استحضاراته التعبوية من أجل التصدي للصليبيين الذي ولد في القاهرة (666هـ / 1267م) و توفي في مدينة تروجه قرب الإسكندرية عام (693هـ / 1293م)، فنشأ على الجهاد و العزة و لم يرض بالذل و الهوان، لذا استفتح ملكه بالجهاد لتحرير الأرض من دنس الصليبيين ابتدأها بعكا، و صور، و صيدا ؛ حتى لم يبق على ارض الشام صليبي، ثم أعد العدة لتحرير العراق لكن القدر لم يمكنه من تحقيق هدفه حيث سقط شهيدا أثر مؤامرة دبرها أمراء مماليكه ليأفل نجمه من سماء أمتنا الإسلامية.