رموز الستارة الحمراء في الرسوم الزيتية الأوروبية (1600-1800 م)‎

Abstract AR

يسهل على أي باحث في تاريخ الرسم الأوروبي، أن يرصد العديد من المفردات الشكلية الثانوية التي يتكرر ظهورها، منها ما يحمل تبريرا منطقيا، كشكل الباب على جدار غرفة في لوحة تصور مشهدا داخليا، و منها ما يكون تقبله لدى المتلقي شيء مسلم به لكثرة تكراره فاعتادته العين و أصبح متوارثا بصريا، لا يبحث له عن سبب لوجوده، و الستائر الحمراء المتطايرة و المسدلة، خير مثال على ذلك قد ترجع بعض هذه الأشكال إلى رسام واحد أو إلى مجموعة من الرسامين يتعاصون ضمن حقبة زمنية، و قد تغدو المفردة الشكلية رمزا يمكن رصد ولادته و تتبع جذوره الأولى و تحديد ظهوره المتكرر و التفاوت عبر حقبة زمنية متتالية فضلا عن تأويلاته و مدلولاته الفكرية، و علاقته بالمتلقي و المجتمع بعضها ما يكون، أو ما يحسب على أنه مفردات شكلية تم توظيفها من قبل المنتج.

لذا كان هذا البحث عن أشكال الستارة الحمراء في الرسوم الزيتية الأوروبية في عصر الباروك و الركوكو حيث كان ظهورها الأبرز و الأكثر تميزا و بإزاء ذلك يكمن الهدف الحقيقي في التعرف عن الدلالات الرمزية لشكل الستارة الحمراء، و دورها في تدعيم و إغناء المضامين الفكرية في الرسوم الزيتية الأوروبية المنجزة في عصر الباروك و الركوكو.

و قد بوبت في الفصل الثاني مجموعة من المباحث مكنت من إتمام عملية التحليل بما يتماشى مع أهداف البحث تناول أولها الستارة بين الوظيفة و المسرح و رموزه، و تناول البحث الثاني تاريخ و رموز اللون الأحمر، أما المبحث الثالث فقد استعرض الرسم الأوربي في عصر الباروك و الركوكو تداول الفصل الثالث معلومات عن مجتمع البحث و المنهجية حيث اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي للعينات التي بلغ عددها أربع عينات و بعد اتمام عملية التحليل توصل الباحث الفصل الرابع إلى مجموعة من النتائج، من أهمها : 1- تأثرا بالأجواء المسرحية، في كيفية عرض النص السردي في رؤية إخراجية مقتصة للمشاهد، ذات دلالة شاملة، فضلا عن تأثير الشكل المسرحي العام (خشبة و ستارة و إنارة) على رؤية الرسام المستعرضة لموضوعه و أفكاره، قدم رسامو الباروك و الركوكو لوحات عديدة كانت تأثيرات الأجواء المسرحية تبدو جلية فيها، و كان لظهور شكل الستارة الحمراء الشبيه بالستارة المسرحية التأثير الأقوى و الأبرز في ذلك.

كما وظفت فكريا عندما غدت بلونها الأحمر الذي يشد الانتباه، رمزا للمثير الذي ينقشع كاشف عما خلفه من أسرار، فتضافرت عناصر المفاجأة و الاندهاش عند المتلقي، لتخلق لديه حالة من الشعور بلذة الاكتشاف.

٢.

كون اللون الأحمر، رمزا للعاطفة المتأججة و الفتنة المرتبطة بالإثارة الجسدية.

فقد تم توظيف شكل الستارة الحمراء كمبرر لظهور الأحمر الطاغي أحيانا، أو بشكله الثانوي في أحيانا أخرى في غالبية اللوحات التي تتناول موضوعة الحب الإنساني و العلاقات العاطفية أو في لوحات تعرض مفاتن الجسد الأنثوي، لإبراز الإدارة الجسدية أو تأكيدا لفكرة الغواية.