المتغيرات الدولية و أثرها على مستقبل العراق السياسي

Abstract AR

إن عالم اليوم يشهد تغيرات و متناقضات تترك تأثيرا واضحا على الساحة الدولية، و برزت العولمة بشكل واضح منذ عقد التسعينات و تحولت إلى قوة مؤثرة في الساحة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية المعاصرة، و قد ساعد ذلك عوامل كثيرة و لعل أبرزها تفكك القوى العظمى (الاتحاد السوفييتي) الموازية للقطب الأحادي الحالي (أمريكا)، مما عزز الهيمنة و فرض القيم التي تؤمن بها و حددت وسائلها لتحقيق أهدافها تحت مظلة (مكافحة الإرهاب)، و لم يكن العراق بمنأى عن الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة (الشرق الأوسط الكبير)، كما أن تطوير سياسات نقل التكنولوجيا و توظيفها و العمل على تنمية قاعدة تكنولوجية محلية يعد من المتطلبات الأساسية لعصر العولمة.

إضافة إلى ضرورة الإصلاح السياسي كونه الركيزة الأساسية في أية استراتيجية إصلاح داخلي و يتمثل في تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي و بصورة تدريجية و تراكمية و تحقيق العدالة.

وفق هذا المنظور نجد أن من مصلحة القوى المتعددة سواء أكانت هذه القوى متحالفة أو متصارعة أو متنافسة أن تتعامل مع تلك التحديات و مواجهتها، و هذا يتطلب فهما و إدراك للمحيط العالمي و طبيعة المتغيرات في ذلك المحيط، و عليه لا بد من الإحاطة بعدد من القضايا والإجابة على عدد من التساؤلات و أهمها : كيف تكون طبيعة العلاقات الدولية بعد هذه المتغيرات و هل هي في حالة صراع أم حوار بين الحضارات؟ و هل أن الاختراق الثقافي و الاجتماعي و السياسي يسهم في بعض المعوقات؟ و كيف يمكن تحقيق مسألة الهوية الثقافية و الحضارية و بناء الإنسان العراقي وفق معايير تلك الثقافة؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات و غيرها تضمنها بحثنا المطروح من خلال عدد من الفقرات حيث انصرفت الفقرة الأولى لتناول طبيعة المتغيرات الدولية، أما الفقرة الثانية فقد انصرفت إلى التعامل مع تلك المتغيرات من خلال تحديد ما يمكن أن يكون عليه مستقبل العراق السياسي، أما الفقرة الثالثة فتضمنت الاستنتاجات و التوصيات كنتيجة للدراسة المطروحة.