الفاعل الخارجي في الصومال : طبيعته و دوافعه و حدوده

Abstract AR

تعاني القارة الإفريقية العديد من المشعلات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الصحية و غيرها، فعلى الرغم مما تتسم به القارة من وفرة الموارد البشرية و الطبيعية، إلا أن هذه الوفرة في الموارد لا تنعكس بالضرورة على الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية في القارة، و يمكن فهم ذلك في ضوء تعدد مدخلات تلك الأوضاع بين أدوار خارجية، و فرقاء محليين، و صراعات عرقية و سياسية على مقدرات النظام، ناهيك عن تورط الكثير من أنظمة القارة في الصراعات الداخلية و الفساد، مما يصرف اهتمامها عن مسئوليتها الرئيسة تجاه مجتمعاتها و شعوبها، و هي مسئولية التنمية.

و لما كانت الصومال جزءا من تلك القارة، فقد انعكست فيها بشكل جلي مشكلات القارة الإفريقية و معطياتها المتناقضة ؛ فهي تعاني مشكلات سياسية كالصراع بين الفرقاء المحليين على مقدرات النظام السياسي بعد سقوط نظام سياد بري في عام 1991 م، و هناك معاناتها من مشكلات اجتماعية كوضع القبيلة في مواجهة الدولة، بالإضافة إلى المشكلات العرقية، و التي كان انفصال شمال الصومال في شكل دولة مستقلة لأسم "أرض الصومال" أحد تداعيات تلك المشكلات.

و هناك أيضا المشكلات الاقتصادية المتمثلة في غياب التنمية بسبب استنزاف موارد البلاد في الصراعات السياسية.

و هناك أيضا المشكلات الصحية كانتشار الأوبئة و المجاعات، و من ثم أضحت الصومال تمثل تجسيدا جليا لكل مشكلات القارة الإفريقية، و التي تتطلب درجة عالية من الإدراك و الحذر في التعامل مع معطياتها الشائكة.

و تتضح أهمية الخالة الصومالية و أبعادها و تطوراتها لما يتوفر لتلك الخالة من مفردات و مدخلات متمايزة، بعضها ثابتة و مستقرة جزئيا، و بعضها الآخر في تطور مستمر، مما يحتم ضرورة متابعة تلك التغيرات التي تطرأ على تلك المدخلات، و من أهم تلك المدخلات الدور الخارجي في الخالة الصومالية، و الذي قد يتغير حدوده من وقت لآخر، و إن استقرت دوافعه و طبيعته، مما يؤدى إلى ديناميكية الحالة الصومالية، و هذا ما ستعنى به الدراسة، عبر التمييز بين الفواعل الخارجية إلى فواعل عالمية، و أخرى إقليمية، و التي تنقسم بدورها إلي إقليمية عربية، و إقليمية إفريقية، و بيان طبيعة تلك الأدوار و دوافعها و حدودها في الحالة الصومالية.