النظرة الى الزراعة و الزراع و تطورها في صدر الإسلام

Abstract AR

كان العرب قبل الإسلام يمارسون حرفة الرعي باستثناء مكة التي كان أهلها أهل تجارة، و اليمامة و يثرب و الطائف و اليمن كان سكانها أهل زراعة.

و قد ظهر الإسلام في بيئة مكة الحضرية، و كانت توجيهاته و تعاليمه حضرية في أسسها.

و قد تمكن الرسول (صلى الله عليه و سلم) بعد هجرته إلى يثرب (المدينة المنورة) من تأسيس الأمة.

و عندما توفي الرسول (صلى الله عليه و سلم) كانت مبدئية الجهاد و أنه ماض إلى يوم القيامة قد ثبتت و تجذرت.

و في فترة الخلافة الراشدة انساح العرب المسلمون إلى بلاد الشام و العراق و الجزيرة و مصر و بلاد فارس.

و كان باعث هذا الانسياح هو الجهاد في سبيل الله و نشر الإسلام و لغرض توجيه العرب إلى الجهاد، نهت الخلافة المقاتلة العرب من ممارسة الزراعة و من ثم الإقامة في الريف لئلا يختلطوا مع سكان البلاد المفتوحة فتفتر روحهم الجهادية، لذلك عزلت الخلافة الراشدة العرب في المدن التي مصرتها في العراق و الشام و مصر و دون الديوان و فرض (للمقاتلة العرب) العطاء لينصرفوا للجهاد الذي كان مهمة الآمة الأولى آنذاك.

و قد عالج البحث النظرة السلبية للزراعة و الزراع و سبب كراهيتها و كراهية الإقامة في القرى استنادا إلى أحاديث نبوية شريفة و تعليمات الخلافة إلا أن هذه النظرة إلى الزراعة و الزراع تحسنت بفعل توجه العرب إلى الإقامة في الريف و انتشار الإسلام بين الفلاحين.

فكانت النتيجة خروج العرب من عزلتهم و اختلاطهم بسكان البلاد المفتوحة و ظهور نوع جديد من القرى و هي (القرية الجامعة) التي تمتعت بمقومات المدينة الإسلامية فغدت القرية جزءا من الأمة، و ليست خارجة عنها كما كانت في السابق.