علي بن سلار الوزير في الدولة الفاطمية 544-548 هـ 1149-1153 م

Abstract AR

يغطي حك الفاطميين مساحة لاسهان بها من تأريخ مصر و بعض أطراف بلاد الشام و المغرب و لكن الدراسات التاريخية على كثرتها و تشعب موضوعاتها لم تكشف بعض الجوانب المهمة من ذلك التأريخ و خاصة ما يتعلق بالتغلغل إلى دراسة شخصيات الوزراء المتنفذين و رجالات قوية من الأمراء و القواد الذين كان لي في أكثر الأحوال القدح المعلى في أحداث تلك العهود و معالجتها.

و لا نغالي إذ قلنا ان ابن سلار الكردي هو احد هؤلاء الرجال الأشداء الأقوياء إذ أسهم بدور قيادي متميز في تولية لمناصب مهمة في الدولة الفاطمية سواء حينما كان واليا على الإسكندرية او بعدما أصبح وزيرا في الدولة ان المؤرخين يكادون لا يتفقون على تحديد أي صفاته في إدارة شؤون بلاده حين نعته الأكثرون بأنه كان رجلا عادلا محبا للخير حازما في تطبيق القوانين و فرض النظام فهنالك من يصفه بالجور و الظلم و التشدر مع الرعية الا أنهم يكررون القول بأن صفات قيادته حيوية كالشجاعة و الحزم و الإرادة القوية و الحكمة في معالجة المشاكل و غيرها قد تجمعت في ابن سلار مما جعله منذ شبابه أن يتمتع بممارسة دوره الريادي و يوما بعد يوم كان يزداد قوة و عزما و حسن أداء لواجباته مما قربه إلى الخلفاء و التصدرين في دست الحكم. و اشتهر بالعدالة و لقب ب (العدل) لانجازه أعمالا كثيرة نافعة و لحرصه على تطبيق القانون على الجميع دونما تمييز فذاع صيته بأنه يحب الأعمال الخيرية لخدمة الإسلام و المسلمين فأنشأ كثيرا من المساجد و المدارس و المرافق العامة.

كما برز في الميادين العلمية.

و قام بنشر التعليم و الإنفاق على طلبة العالم، و صرف من أمواله الخاصة في ذلك المجال الكثير كما خصص للمدرسين رواتب مجزية.

و جراء كثرة اهتمامه بالمدارس و الدراسة فيها اشتهرت عدة مدارس باسمه.

و منهاد العادلية في الإسكندرية.

كما كان مدافعا صلبا عن حدود البلاد.

و خاصة في إقليم الإسكندرية عندما كان واليا هناك و رغم كثرة الصراعات في السيطرة على أمور البلاد بين القادة و الأمراء فان ابن سالار تهيئا للوزارة بعدما علم بأن الخليفة قد عين ابن مصال وزيرا.

و فعلا نجح في مهمته و استولى على الوزارة عنوة برغم كراهية الخليفة لابن سالار و لابن مصالاي ابن سالار كما اثبت قوته و جدارته و حكمته في إدارة البلاد على أحسن ما يرام لم ينفك في نفس الوقت عن إدارة العسكر و تدريبهم و إعدادهم لمواجهة المخاطر التي تهدد البلاد و بالأخص الخطر الصلبي. و لكن الكراهية التي كانت في قلب الخليفة الفاطمي تجاه ابن سالار كانت تشتند يوما بعد يوم ولم يرق للخليفة بروز ابن سالار و السيطرة على الأمور و إدارة و بحكمة و قوة و حزم.

فدبر ضده عدة مؤامرات لكي يقضى عليه و أن الخليفة استغل ضعف نفس نصر بن العباس الذي كان ابنا لزوجة ابن سالار ...

و كان نصر يتولى قيادة مجاميع عسكرية و هو كان احد من يثق بهم ابن سالار و سلمهم زمام بعض الأمور الهامة.

فدبر الخليفة خطة في الخفاء للقضاء على ابن سالار و كلف نصرا القيام بتنفيذها.

لقاء اجر زهيد يأخذه بعد تنفيذ جريمته.

و فعلا قام نصر بن العباس باغتيال ابن سالار في منامه.

بعد اتفاقه مع احد أفراد حمايته و اتفاقهما على موعد لقتله في منامه.

و هكذا اغتيل ذلك القائد المحفل المعروف بشجاعته و عدالته و هبة للخير و تطبيق القانون و إقامة الحق و العدل و المساواة.

و بقتله تم طي صفحة مشرقة من حياة الأمة.