نظرية مقاصد الشريعة و أثرُها في بناءِ المجتمع

Abstract AR

الحمد لله و كفى...

والصلاة و السلام على سيدنا محمد المصطفى و على آله و صحبه خير الورى.

أما بعد : فإن العلوم الإسلامية لها دورها الرائد في بناء المجتمع بناء حضاريا مكينا و أمينا، و في طليعة هذه العلوم علم مقاصد الشريعة الغراء، كون أن هذا العلم هو علم شمولي بمعنى الكلمة، يدخل في كل مفاصل الحياة المجتمعية ليعالجها معالجة سليمة تقوم على أساس التعامل مع روح النصوص، و الوقوف على مرامي الشريعة و عللها و أسبابها، لذلك أصبحت المقاصد اليوم تشغل حيزا واسعا في الفكر الإسلامي المعاصر و صار لعلم المقاصد فروع متنوعة، مقاصد اجتماعية يبحث فيها المتخصصون في علم الاجتماع الديني، و مقاصد مالية يكتب فيها المتخصصون في علم الاقتصاد الإسلامي، و مقاصد سياسية يبحث فيها المتخصصون في السياسة الشرعية، إلى غير ذلك من فروع المعرفة الأخرى.

و إن بحثي المتواضع هذا، هو محاولة لجمع بين الأصالة و المعاصرة في موضوع نظرية المقاصد و قد ارتأيت أن أبتعد عن الطريقة التقليدية في دراسة مقاصد الشريعة، فلم أتناولها من باب تقسيمها إلى ضرورية و حاجية و تحسينية، و لا من باب الضروريات الخمسة التي تحرص الشريعة الإسلامية على رعايتها، ليس استخفافا بها، بل أردت أن أتعرض لمسائل واقعية لها مسيس بواقع المجتمع المعاصر محللا لها تحليلا مقاصيديا مع ربط هذا التحليل بالقواعد الأصولية المتفق عليها عند علماء الأصول.

و كنت أتمنى أن المجال يتسع لذكر المزيد، و لكن لكل مقام مقال.

و حسبي أني بذلت ما في وسعي لبيان ما أردت بيانه، فإن أصبت فلله الحمد على ما هداني و إن أخطأت فإني أرجو الله تعالى أن يغفر لي زلتي و تقصيري.

و جزى الله خيرا من أقال عثرتي و نبهني إلى هفوتي.

و اقتضت خطة البحث أن أجعله من أربعة مباحث مع مقدمة و خاتمة، و على النحو الآتي : المبحث الأول : ماهية المقاصد.

المبحث الثاني : المقاصد الاجتماعية.

المبحث الثالث : المقاصد الاقتصادية ومراعاتها في الشريعة الإسلامية.

المبحث الرابع : مقاصد الشريعة ومستجدات العصر.