المنطق الدعائي و الحجاجية الإقناعية

Abstract AR

الدعاية في جوهرها منطق لا يهدف إلى التوجيه أو التقويم، و إنما قصدها التحريض و بالتالي فإن منطق الدعاية هو منطق إقناعي، يتوسل بكافة الأدوات و الوسائل لتحقيق مقصدية الفاعل الدعائي و أهدافه و استراتيجياته، عبر حجاجية اقناعية لها تقنياتها اللغوية و اغاليطها المنطقية و تأثيراتها العاطفية و غالبا ما يتداخل ما هو عقلاني منطقي بما هو شعوري عاطفي و الفصل بينها إنما يجري لأغراض أكاديمية لتوضيح آليات اشتغال الخطاب الدعائي في الإقناع و التقنيع، و يأتي هذا البحث ليوضح علاقة المنطق بفلسفة الدعاية، و التي تتجلى بتمحور الفعل الدعائي حول منطق يعني بالحصول على أكبر قدر ممكن من الإقناع و لو كان ذلك على حساب الحقيقة سوا أكان ذلك بتقديم جزء منها، أو حتى باختلافها، و من أجل تحقيق ذلك فإن بنية هذا المنطق هي بنية حجاجية قائمة على حجج رئيسية و حجج فرعية تنتظم في سلم حجاجي يتصف بعدم التناقض و بالانسجام في أنساقه الاقناعية، ليمثل بنية منطقية كلية شاملة، تنبع من إستراتيجية سياسية و عسكرية و اقتصادية و دينية و ثقافية واضحة تمت صياغة أهدافها عبر هذا المنطق و من أجل تحقيق الفعل الإقناعي و التأثير على المتلقي و الحصول على استجابته فإن حجاجية المنطق الدعائي تتوسل بتقنيات حجاجية متعددة و قد تناول البحث عددا منها و هي أطلاق التسميات و التعميمات البراقة و التلطيف البلاغي و الإجماع الكيفي أو ما يسمى بسلطة الشاهد سوفسطائيا و بالإجماع الكمي أو السير وراء اهتمام الناس بتعميم الخاص، و قد بين البحث آليات اشتغال الخطاب الدعائي عبر هذه التقنيات لذا تأتي أهمية هذا البحث من حيث كونه يبحث في آليات اشتغال الخطاب الدعائي في التأثير على الجمهور بواسطة حجاجية منطقية و عاطفية ظلت طويلا بعيدة عن التحليل في حقل الدراسات الإعلامية.