طراد بن محمد الزينبي ت 491 هـ : نقيب النقباء و مسند الوقت

Abstract AR

قدمت أسرة آل الزينبي العباسية للتاريخ رجالا أعلاما، أسهموا في صنع التاريخ كل في مجاله، فكان منهم الوزير، و المحدث، و النقيب، و الحاجب، و الخطيب، و النساب، و المؤرخ، إذ أسهمت هذه الأسرة في التاريخ العباسي منذ القرن الرابع الهجري حتى نهاية الدولة العباسية.

و من بين هؤلاء لمع نجم طراد بن محمد الزينبي، فهذا الرجل شغل منصب نقيب النقباء العباسيين و هي وظيفة مهمة لها مكانتها في ترتيب أرباب المناصب، إذ يأتي موقع نقيب النقباء بعد الوزير في المواقف و المناسبات الرسمية و الدينية و بحضرة الخليفة.

أشارت المصادر إلى كثرة من درسه من الشيوخ، لكن ما صرحت به المصادر المتاحة ثمانية منهم، كانوا أعلاما في الحديث، إذ أسهم هؤلاء و غيرهم في بلورة شخصيته فسمع هذا الرجل الحديث في صباه، حتى سمع منه الكثير من طلبة العلم، و كتب عنه الكبار في علم الحديث، إذ عمر حتى انفرد بالرواية عن أكثر شيوخه، و طار ذكره في الآفاق.

و قد عقد مجالس إملائه أينما حل، إذ كانت مجالسه من المجالس المعدودة في بغداد يحضرها جميع أهل العلم من الطوائف و أصحاب الحديث و الفقهاء و القضاة، و حاز على مرتبة (مسند الوقت).

و من بين هذا الخلق العظيم ممن سمعوا منه و نقلوا عنه صرحت لنا المصادر بــ (67) سبع و ستون منهم، أضحى معظمهم من كبار المحدثين في وقتهم.

و قبل أن يتولى القيادة نقابة النقباء العباسيين كان هذا الرجل قد تولى نقابة العباسيين بالكوفة ثم ببغداد، ليتحمل عبء رعاية أهل بيته العباسي في كل نواحي حياتهم الاجتماعية و الدينية و الاقتصادية و غيرها.