النخلة في التعبير القرآني

Abstract AR

إن الحقيقة التي يمكن أن تثيرها هذه الشجرة، هي البعد الدلالي الذي يفرض نفسه في هذا المجال، فالعراق مهد الحضارات التي يمتد عمرها إلى آلاف السنين، فأول حضارة ظهرت كانت على أرض الرافدين، كما إن تاريخ أشجار النخيل يمتد إلى أعماق سحيقة في التاريخ ؛ إذ هي قديمة قدم الإنسان، و يذكر أن أقدم ما عرف عن النخيل كان في بابل التي يمتد عمرها إلى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، فالنخلة اقترن اسمها بالعراق، و يأتي العراق في المرتبة الأولى بين دول العالم من حيث انتشار النخيل فيه.

كما تعد النخلة رمزا للعراق ذي الحضارة و الشموخ، كشموخ نخيله من بين الأنواع الأخرى من الأشجار.

و قد وردت الإشارة إلى النخلة في مسلة حمورابي، التي خصصت عددا من موادها لحماية أشجار النخيل و الحفاظ عليها من عبث العابثين، فوضعت غرامة على من يقطع نخلة.

فالعراق و النخلة لفظان متلازمان، إذا ذكر أحدهما قفز إلى الذهن اللفظ الآخر.

تحدث البحث عن لفظ النخلة و الجذر اللغوي له و دلالة هذه المادة على شرف التسمية و أهميتها، وجاء التعبير القرآني متناغما مع الشكل الذي اتخذته هذه الشجرة، فوصفت بالصنوان و غير الصنوان، و هو ما يعرف بالفسائل التي تولد من الشجرة الأم.

و وصفت بذات الأكمام و طلعها نضيد و هضيم و هي ذات قنوان دانية و ما إلى ذلك.

و جاء ذكر النخلة في القرآن الكريم بغير لفظها ؛ إذ عبر عنها بالشجرة الطيبة و اللينة و حدائق غلبا، و هذان اللفظان الأخيران مبتكران ؛ إذ يعدان من الأسماء الجديدة التي أطلقها القرآن الكريم على النخلة المباركة، بيانا لمكانتها و أهميتها حتى غدت بحق شجرة الحياة، فلم يسمع عن العرب أنهم أطلقوا على هذه الشجرة مثل هذين الاسمين.