أبعاد أحاديث الرأفة بالعصاة و بغير المسلمين : دراسة تحليلية

Other Title(s)

Dimensions conversations clemency disobedient and non-Muslims : an analytical study

Author

خضير، زياد محمد

Source

مجلة كلية العلوم الإسلامية

Issue

Vol. 7, Issue 14 (31 Dec. 2013)52 p.

Publisher

University of Mosul College of Islamic Science

Publication Date

2013-12-31

Country of Publication

Iraq

No. of Pages

52

Main Subjects

Religion

Topics

Abstract AR

قد بينت النصوص النبوية كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالعلاقات الإنسانية، فبينت ما يجب أن تكون عليه علاقة الإنسان بالإنسان، ابتداء من علاقته بوالديه و أولاده و ذوي رحمه و مرورا بعلاقته بجيرانه و مجتمعه و صديقه و من يوافقه من سائر المسلمين، و انتهاء بعلاقته بأعدائه و مخالفيه و خصومه من أهل ملته و غيرهم ؛ فما من علاقة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية إلا و بينت السنة ما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة.

و قد قامت العلاقات الإنسانية في النصوص النبوية على أساس من العدل و الرحمة و الرأفة و الأخلاق الحميدة و غيرها من المبادئ السامية و القيم الراقية، و ليس بالأمر الغريب أن نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحث في أقواله و أفعاله أتباعه، و لكن الأمر الذي قد يستغربه بعضهم أن يكون رؤوفا بمن عصاه و من ليس على دينه بل و من كان شديد العداوة و البغضاء له و لأصحابه ؛ لأن التعامل مع العصاة و غير المسلمين قد استقر في مخيلة كثير من الناس من مسلمين و غيرهم أنه لا يكون إلا بالشدة و العنف ؛ و لكن لا ينبغي أن نستغرب أن الأمر يكاد يكون على العكس من ذلك إذا ما جعلنا في حسباننا أن الله سبحانه أرسل محمدا بن عبد الله صلوات الله و سلامه عليه رحمة للعالمين.

و في هذا البحث أردت أن أبرز هذا الجانب العظيم بجمع طائفة من الأقوال و الأفعال النبوية المفعمة بالرأفة بالعصاة و بغير المسلمين، مع الإشارة إلى أن الرأفة بالعصاة لا تعارض الحدود و الأوامر الشرعية و لا تعني السكوت عن أهل الفسق و المعصية و تعطيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ترك محبة أهل الطاعة على قدر طاعتهم و بغض أهل المعصية على قدر معصيتهم ؛ فإنها من ثوابت الدين.

كما أن الرأفة بغير المسلمين لا تعني إلغاء الفوارق بين الإسلام و غيره من الأديان و الثناء على الأديان الباطلة و العقائد المنحرفة و مداهنة أصحابها ؛ فإن ذلك يؤدي إلى التسوية بين الحق و الباطل و لا يجوز أن نسوي بين من فرق الله بينهم كما لا يجوز أن نفرق بين من سوى الله بينهم.

و لا بد أن نعلم أيضا أن الرأفة لها موضعها المناسب و لا يجوز أن نضعها في غير موضعها كما لا يجوز أن نضع الشدة في غير موضعها فوضع الندى في موضع السيف في العلى مضر كوضع السيف في موضع الندى و من ثم فحين نطلع من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم على شدة في حق بعض الناس لا ينبغي أن يقال لم و الجواب عن ذلك حينئذ يكون سهلا واضحا و هو أن هصلى الله عليه و سلم كان يضع كل شيء في موضعه المناسب فيضع الشدة في موضعها و اللين في موضعه.

اذا لم يستعمل معهم اللين، و بعد أن نستحضر كل هذه الأمور في بالنا نأتي إلى النصوص النبوية الطيبة فنتعلم منها الرحمة و الرأفة بالعصاة ممن تدنس بالإثم و الخطيئة الإنسانية أعظم رأفة منه، و قد تضمن هذا البحث مبحثين تضمن كل منهما عددا من المطالب.

و رفض أن يكون من أتباع من لم تعرف ففيما يتعلق بالحدود و العقوبات نلاحظ أنواعا من الرأفة و من نواح عديدة فالسنة تحث على العفو عمن ارتكب حدا قبل رفعه إلى السلطان، و يلمح السلطان لمن اعترف على نفسه بما يوجب حدا بالستر و التوبة و الاستغفار و يؤجل إقامة الحد ما وجد إلى ذلك سبيلا، و لا يجوز أن نتكلم بالسوء على من أقيم عليه الحد إن علم أن فيه إيمانا صادقا.

و من عظيم أبواب الرأفة محاولة صرف من هم بمعصية عن فعلها أو انتشاله منها بعد وقوعه فيها و سلوك الطرق الموصلة إلى ذلك، و معالجة نفوس العصاة بالطرق المادية و المعنوية و التلطف بهم و دعوتهم بالحكمة و الموعظة الحسنة.

و التوبة أيضا فيها جانب عظيم من جوانب الرأفة، من خلال سهولة متطلباتها، و عدم وجود ما يحول بينها و بينهم مهما كانت الذنوب عظيمة و كثيرة، و جعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له بل قد يرجع إلى أحسن من حاله الأول.

و من ألوان الرأفة بالعصاة تعريفهم بسعة رحمة الله و عظيم مغفرته، و إرشادهم إلى أسباب المغفرة و الوعيد الشديد على من يقنطهم من رحمة الله، بل قد دلت النصوص على ضرورة الرأفة بالمذنبين حتى بعد موتهم و حتى من مات منهم من غير توبة.

كما أرشدت النصوص إلى وجوب معاملة بعض المذنبين بالحسنى، و الاستبيان عن حقيقة فعلهم إذا كان لما فعلوه أكثر من احتمال و الإنصات لمن يحاول أن يبدي عذرا، و الدفاع عنه إن كان له حسنات عظيمة و محاولة دفع العقوبة عنه ما أمكن بذكر تلك الحسنات.

و كذلك غير المسلمين كان لهم نصيب وافر من هذه الرأفة فقد جاءت النصوص بالوعيد الشديد على من قتل ذميا أو معاهدا أو ظلمه كما جاءت النصوص النبوية بالرفق بالأسرى و حسن معاملتهم و الصفح عنهم بعد وقوعهم في الأسر و القدرة عليهم و ان كانوا قبل ذلك أعداء محاربين و من عظيم ما ورد من الرأفة بغير المسلمين أن النصوص دلت على أننا يجب أن نحب لهم الخير و ندعو لهم بالهداية، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو أحيانا لهم و يرفض الدعاء عليهم عندما يطلب منه ذلك و لو صدر عنهم أذى له و لأصحابه.

و قد ضرب لنا النبي صلى الله عليه و سلم أروع الأمثلة في الرأفة حين شملت رأفته حتى المنافقين الذين يبطنون العداوة و الكفر و يظهرون الإيمان و يتربصون بالمؤمنين و قد ذكر الله أن مقامهم أسفل الدركات.

و من الرأفة التي تضمنتها النصوص النبوية أيضا أن غير المسلمين حين يحتضرون فالواجب على المسلم أن يحرص على جعلهم يموتون على الإسلام ليكون ذلك سببا في نجاتهم و فوزهم و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يستبشر حين يهدي الله رجلا على يديه و يحمد الله الذي أنقذه من النار، و الحمد لله رب العالمين صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

American Psychological Association (APA)

خضير، زياد محمد. 2013. أبعاد أحاديث الرأفة بالعصاة و بغير المسلمين : دراسة تحليلية. مجلة كلية العلوم الإسلامية،مج. 7، ع. 14.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-341378

Modern Language Association (MLA)

خضير، زياد محمد. أبعاد أحاديث الرأفة بالعصاة و بغير المسلمين : دراسة تحليلية. مجلة كلية العلوم الإسلامية مج. 7، ع. 14 (2013).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-341378

American Medical Association (AMA)

خضير، زياد محمد. أبعاد أحاديث الرأفة بالعصاة و بغير المسلمين : دراسة تحليلية. مجلة كلية العلوم الإسلامية. 2013. مج. 7، ع. 14.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-341378

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

يتضمن هوامش.

Record ID

BIM-341378