الأبعاد النفسية في الرسم العراقي المعاصر

Abstract AR

إن الفن التشكيلي العراقي المعاصر يمتاز بإثراءاته التحولية الجمالية، فضلا عن تأسيساته الفنية عربيا و محليا، فهو على تماس مع إفرازات و تحولات و جماليات الفن التشكيلي الأوربي الحديث، و لذلك فأن الرسم العراقي المعاصر أظهر انفعالات الفنان العراقي و أزماته، داعيا إلى أجواء تتلائم و الأفكار التخيلية التي تلبي حاجته الداخلية، متمثلا ذلك باختياره لجملة من الاعمال الفنية، و ازداد ذلك الاندفاع خاصة في رسوم حركة الشباب.

و نلاحظ ملامح ذلك في رسومات نخبة من الفنانين العراقين أمثال (فائق حسن، جواد سليم، إسماعيل فتاح الترك، عامر العبيدي، كاظم حيدر، علاء بشير، كريم رسن، مديحة عمر، شاكر حسن ال سعيد، اسماعيل الشيخلي وليد شيت) و كم كبير من نتاجات هذه المرحلة.

فمن هذا التصور تبرز مشكلة البحث الحالي من خلال التساؤل الآتي : ١- هل ينطوي الرسم العراقي المعاصر على الأبعاد النفسية بالتوصيفات الفكرية و الجمالية ؟ ٢- ما هي الدلالات و المضامين للأبعاد النفسية في نتاجات الرسم العراقي المعاصر ؟ ٣- ما العلاقة بين الأبعاد النفسية الكامنة لدى المصور العراقي و نتاجه الفني ؟ كما عرضت أهمية البحث فضلا عن تحديد هدف البحث الذي حدد بالتعرف على الأبعاد النفسية في الرسم العراقي المعاصر من خلال قياس الإبعاد النفسية بمعايير و مقاييس يكمن وجودها في اللوحة الفنية بالفكرة و المضمون، الرمز و دلالته، الصور و الرسوم، و كل هذه المعايير تعد مقياسا مهما تقاس به قابلية الاستجابة الذاتية للمتلقي في نتاجات الرسم العراقي، كما حدد البحث بحدود زمانية من عام (١٩٦٠ م حتى عام ١٩٩٠ م)، أما الحدود المكانية فهي دراسة في الرسم العراقي المعاصر للوحات المرسومة بالزيت المنفذة في العراق، و الحدود الموضوعية هي الإبعاد النفسية (السيكولوجية) ضمن الفترة أعلاه، و في ختام الفصل الاول تم تحديد عدة تعريفات لمصطلح الأبعاد النفسية كمصطلح رئيسي في هذا البحث، أما الفصل الثاني من هذه الدراسة فقد تضمن الإطار النظري و الدراسات السابقة، إذ كان المبحث الأول متخصصا بالنظريات و الآراء النفسية المفسرة لفن الرسم أما المبحث الثاني فقد تضمن بدراسة ملامح الأبعاد النفسية في الفن العراقي المعاصر بعدها عرض للدراسات السابقة التي سبقت هذه الدراسة و ختم الفصل الثاني بمجموعة مؤشرات للإطار النظري.

أما الفصل الثالث فقد تضمن إجراءات البحث إذ تم تحديد مجتمع البحث، و تحديد و اختيار عينات البحث و منهج تحليل عينات البحث إذ تم تحليل (٧) نماذج للوحات فنية من الرسم العراقي المعاصر بصورة قصدية و وفق الضرورات الآتية : اختيار الموضوع و المضامين الوجدانية المتميزة التي تضمنها العمل الفني، و تباين النماذج المختارة من حيث الأسلوب الفني، مما يتيح مجالا أوسع لمعرفة آليات اشتغال الأبعاد النفسية في الرسم العراقي المعاصر.

و تم اختيار النماذج لغرض تحقيق هدف البحث الحالي استنادا إلى أراء مجموعة من الخبراء بغية التأكد من صلاحيتها و ملائمتها هدف البحث.

و بعد تحليل للنماذج السبعة المنتقاة قصديا خرج البحث بعدد من النتائج منها : ظهرت الأبعاد النفسية من خلال التعبير بالخط بواسطة آليات الحركة و الاتجاه و النوع و القياس و العلاقات و التي تكشف بمجملها عن جملة من الدلالات النفسية و تظهر الأبعاد النفسية من خلال التعبير بالملمس الناعم الظاهر كذلك في الملمس الخشن الظاهر في العينات.

بعدها أدرجت أهم المصادر و المراجع، و من الله التوفيق.