التأثير المتبادل بين التطور الديموغرافي و الاقتصادي في السودان

Abstract AR

تحاول هذه الورقة التعرف على العلاقة و التأثير المتبادل بين التطور الديموقرافي المتمثل في الاتجاه العام لمعدلات النمو السكاني، و التطور الاقتصادي المتمثل في الاتجاه العام لمعدلات النمو الاقتصادي في السودان، و ذلك من خلال علاقة السبب و النتيجة، فالنمو الاقتصادي و النمو السكاني كل منهما يتأثر و يؤثر في الأخر.

و تتمحور المشكلة بصفة أساسية في عدم تناسب معدلات النمو الاقتصادي و النمو السكاني، و يرجع ذلك إلى اختلالات في التركيبة السكانية و بعض السمات الديموقرافية المتدنية، كما أن مساحة السودان الجغرافية الشاسعة و البالغة حوالي مليون ميل مربع لا تتناسب مع عدد السكان البالغ حوالي 34 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2000، حيث كل 10 أشخاص للكيلو متر المربع الواحد. اعتمدت الورقة على المنهج الوصفي و المنهج الاستقرائي لتحليل البيانات و المعلومات و الإحصائيات التي استقاها الباحث من مؤشرات الاقتصاد الكلي السوداني و مسح القوى العاملة، هذا و قد أظهرت نتائج الدراسة أن حجم السكان في السودان صغير بالنسبة للمساحة الجغرافية. و يلاحظ أن هنالك ازدياد في معدلات نمو السكان في السودان إذ يبلغ حوالي 2,8% سنويا، و أن ازدياد معدل النمو الاقتصادي يتراوح ما بين 1% - 1,5%. و أن هنالك عدم تناسب في معدلات النمو الاقتصادي مع معدلات النمو السكاني في السودان، و هذا ما تؤكده كثير من الدراسات التطبيقية على مستوى العالم ليس السودان فحسب، إذ أن الموارد الغذائية هي دون ما يحتاجه السكان، بدليل الأزمات الغذائية المتكررة. و أن معدلات النمو السكاني المطرد لها انعكاساتها على سياسات التشغيل و الاستخدام و حاجات المجتمع من السلع و الخدمات، و من الملاحظ في السودان وجود أعداد كبيرة من السكان خارج سوق العمل (بطالة)، و خاصة من مخرجات التعليم العالي كما خلصت الورقة لبعض التوصيات و المقترحات. يكمن الحل الاقتصادي في زيادة الإنتاج و الإنتاجية و المزيد من الاستثمارات لكي يزيد الدخل القومي فيزيد متوسط دخل الفرد، و بالتالي فتح المزيد من فرص التشغيل للعمالة، و كل ذلك يعمل على زيادة معدلات النمو الاقتصادي، و تأتي هذه التوصية نسبة لمساحة السودان الشاسعة و وفرة الموارد الطبيعية و الأراضي الصالحة للزراعة و لكن أغلبها غير مستغل. يكمن الحل السكاني في زيادة السكان، و استصلاح الأراضي الزراعية لإنتاج الغذاء و استخدام تقانات حديثة للتصنيع الغذائي، و التخطيط العمراني و تخطيط القوى العاملة. ضرورة التناقم بين السلوك الإنساني و ذلك من خلال ترقية سلوك الإنسان السوداني بتثقيفه و توعيته و التوسع في التعليم لتقليل نسب الأمية و المزيد من التدريب و التأهيل الوظيفي و المهني.

و السلوك الاقتصادي، و ذلك من خلال التخطيط الاقتصادي السليم و تحقيق التنمية الشاملة.