تقييم مخاطر الأشعة الكهرومغناطيسية غير المؤذية ذات التردد الضعيف جدا ELF الصادرة من التيارات الكهربائية 50 60 هرتز و الآثار الحيوية السلبية لها و المنظمات المشروعة لحدود التعرض

Abstract AR

يدور جدل واسع على المستوى العالمي و المحلي حول الأشعة المنبعثة من التيارات الكهربائية سواء من خطوط الضغط العالي، أو التوصيلات المنزلية أو الأجهزة الكهربائية، و مدى تأثيرها على الإنسان، بطريق مباشر أو غير مباشر.

و قد انقسم الناس بين مبالغ في خطورتها و آخرين لم يعيروا ذلك أي اهتمام.

كما انقسم الباحثون بناء على ما توصلوا إليه من نتائج، و التي يمكن وصفها بأنها نتائج متباينة.

بناء على ذلك تباينت الهيئات و المنظمات المشرعة في وضع حدود التعرض للمجالين الكهربائي و المغناطيسي 50 / 60 هرتز.

و هذا البحث يقدم تمهيدا لمعرفة حجم المشكلة مقارنة ببقية طيف الأشعة الكهرومغناطيسية، و توضيح ما ذكر من تباين في نتائج الأبحاث و حدود التعرض و بيان أسبابه.

و قد خرج البحث بالنتائج التالية : أولا : التعرض للمجال الكهربائي و المغناطيسي في حدود التعرض المسموح به الصادر من الهيئات الدولية مثل (ICNIRP) و غيرها، لم يثبت علاقته بأمراض مثل السرطان للأطفال و البالغين أو أي أمراض أخرى بشكل قاطع و مؤكد، و الأبحاث العلمية و الإحصائية التي ذكرت ذلك إما أنها لم تتحكم بالمتغيرات الكثيرة التي تشوش على دقة النتائج، أو أنها لم تدعم ببحوث أخرى تؤكد تلك النتائج، هذا من جهة و من جهة أخرى وجود كم أكبر من الأبحاث التي تنفي علاقة تلك المجالات بالأمراض المذكورة، و أكبر دليل يمكن أن يسجل هو تصنيف الـ IARC بأن الأشعة الكهرومغناطيسية ذات التردد الضعيف جدا ضمن الأشياء التي يمكن أن تكون مسرطنة.

ثانيا : ترك الباب مفتوحا من المنظمات المختصة لمزيد من البحوث لأنه لا يزال القول بإمكانية وجود علاقة بين التعرض لتلك المجالات و بين الأمراض، و تقرير أن لها آثارا سلبية.

ثالثا : يجب تجنب الأخطاء الفنية التي من شأنها زيادة التلوث الإشعاعي عن طريق تقنين طرق التوصيل و التمديدات الكهربائية.

رابعا : معدلات التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من خطوط الضغط العالي و الشبكات و الأجهزة الكهربائية، و التي هي دون الحدود المسموح بها دوليا، يجب تخفيضها ما أمكن ذلك مع أخذ الجانب الاقتصادي بالاعتبار، لأنه لم يثبت ارتباط بين تلك الحدود و الصحة، و لكن إذا كان الانبعاث بسبب خطأ فني فهذا غير مقبول و لا بد أن يصحح الخطأ حتى و إن كان الانبعاث قليل جدا.