خصائص الأمطار في الجزء الأوسط من غربي المملكة العربية السعودية

Abstract AR

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن السمات و الخصائص العامة للأمطار في الجزء الأوسط من غربي المملكة العربية السعودية و ذلك من خلال فحص و تحليل السجلات الشهرية للأمطار في ثلاث و ستين محطة موزعة على أرجاء المنطقة.

و اهتمت الدراسة على وجه الخصوص بالتوزيع المكاني و الزماني لهذا العصر المهم و ما يتعرض له من تباينات و تغيرات، و محاولة تحديد علاقة ذلك بالظروف و العوامل الطبيعية السائدة على الصعيدين الإقليمي و المحلي على السواء. و أظهرت النتائج أن الأمطار في هذه المنطقة تتميز باختلافات و تباينات كبيرة شأنها في ذلك شأن سائر الجهات الجافة و شبه الجافة.

فعلى صعيد الأمطار السنوية يتراوح المعدل السنوي بين أقل من 40 ملم إلى ما يقارب من 400 ملم.

كذلك فإن الأمطار الشهرية تختلف كثيرا بين محطات الدراسة، حيث تسقط الأمطار على بعضها في جميع الشهور، في حين أنها تقتصر في غالبية المحطات الأخرى على شهور محددة بعينها.

و تخضع الأمطار في جميع أرجاء المنطقة إلى حالات شديدة من التباين بين سنة و أخرى مما ينعكس على ارتفاع قيمة معامل الاختلاف حيث يقترب من 100 % في كثير من المواقع، و يبلغ مداه في أقصى شرق منطقة الدراسة ليصل إلى 130 %. و من أبرز خصائص الأمطار أيضا أنها تتوزع على شكل أنماط نطاقيه تشمل سائر أرجاء منطقة الدراسة.

و بينت الدراسة أن أكبر الكميات تسقط على جنوب المنطقة و خاصة الجهات المرتفعة، في حين أنها تتناقص باتجاه الشمال و الغرب حيث تسقط أقل الكميات على النطاق الساحلي و الجهات الداخلية قليلة الارتفاع إلى الشرق من السهل الساحلي المطل على البحر الأحمر.

كذلك تتبع ظاهرة تباين الأمطار نمطا توزيعيا محددا يتناسب عكسيا مع الارتفاع عن سطح البحر، و مع الكميات السنوية للأمطار.

فلقد أظهرت الدراسة ارتباط أعلى قيم معامل الاختلاف السنوي بالمواقع المنخفضة في شمال و غرب منطقة الدراسة، في حين سجلت أدناها في المواقع المرتفعة التي تحظى بكميات كبيرة من الأمطار سنويا. و بالنسبة لفصلية الأمطار، يسود الربيع كفصل ممطر في معظم أرجاء المنطقة و خاصة في النطاق الجبلي و نطاق المنحدرات الشرقية التالية لها.

و باستثناء النطاق الساحلي و ما يليه من المواقع الداخلية قليلة الارتفاع، فإن احتمالية تكرار الربح كفصل ممطر لا تقل عن 40 % بل أنها تتجاوز 80 % و خاصة في المنحدرات الشرقية.

و على الجانب الآخر، يعد الشتاء هو الفصل الممطر في النطاق الساحلي و معظم أجزاء النطاق الداخلي الموالي للسهل الساحلي.

و لا يعد الصيف فصلا ممطرا في أي من نطاقات منطقة الدراسة على الرغم من مساهمة أمطاره في المجموع السنوي على العديد من المحطات الداخلية و خاصة الجبلية منها.

و أخيرا فإن دور الخريف ينحسر كثيرا و يقتصر اعتباره فصلا ممطرا على ثمانية محطات تتوزع مواقعها على اثنين من الجنوب المنعزلة إلى الغرب من الحافات الجبلية العالية بدءا من خط الطول 40 درجة شرقا.