مؤشرات هيدروجيولوجية و هيدروكيميائية لتحكم الصدوع على سريان، و نوعية المياه الجوفية بحوض وادي فاطمة، الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية

Abstract AR

أظهرت قياسات مستوى المياه الجوفية و الأعماق الكلية للآبار المحفورة، و كذلك التركيب الكيميائي للمياه، إلى أن أسباب تواجد نطاقات الملوحة المرتفعة للمياه الجوفية في كل من منطقة السيل الكبير و منطقة الجموم–بحرة، و الواقعتان بحوض وادي فاطمة، ربما يعزى في الأساس إلى تأثر هاتين المنطقتين بصدوع موجودة، و التي من يعتقد أنها لعبت دورا مهما في تشكيل خزانات مياه جوفية شبه معزولة، نتيجة إعاقتها المياه الجوفية من التحرك بحرية في تلك المناطق، و الوصول إلى تلك الخزانات المعزولة، و التي تتميز باحتوائها على مياه عالية الملوحة.

و في منطقة السيل الكبير، لوحظ وجود قاطع صخري ممتد من الغرب نحو الشرق، و الذي ربما يكون امتدادا لصدع وادي اليمانية، قد قسم المنطقة إلى جزأين رئيسيين، جنوبي و شمالي.

ففي الجزء الجنوبي من المنطقة تتميز المياه الجوفية بانخفاض في درجة ملوحتها، حيث تتفاوت ما بين 866 و 1689 ميكروسيمنس / سم، في حين تتراوح درجة ملوحة المياه في الجزء الشمالي من المنطقة بين 3420 و 5020 ميكروسيمنس / سم.

شكل هذا القاطع حاجزا مائيا أعاق حركة المياه الجوفية، و المتجهة من الجنوب نحو الشمال.

ربما تسبب في تعديل مسار حركة المياه الجوفية نحو الغرب في اتجاه وادي اليمانية كما اتضح من نتائج مقارنة نوعية المياه الجوفية بوادي اليمانية، و مثيلتها في الجزء الجنوبي من منطقة السيل الكبير.

من ناحية أخرى و في منطقة الجموم–بحرة، أشارت قياسات الموصلية الكهربائية، أن درجة ملوحة المياه الجوفية تتراوح بين 5400 و 24900 ميكروسيمنس / سم، و أن نطاق الملوحة المرتفعة للمياه يتركز في الجزء الواقع بين منطقتي حدا و بحرة.

تشير سجلات مسح الآبار إلى جانب المسح الجيوفيزيائي في المنطقة أن وجود نطاق التمعدن العالي للمياه الجوفية، يعزى إلى تأثير امتداد صدع وادي الشميسي، و الذي يقطع المجرى الرئيسي لوادي فاطمة، و المتجه من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي، و الذي تسبب في رفع صخور القاعدة للمتكون المائي المتواجد، مما أدى إلى إعاقة حركة المياه الجوفية عبر القناة الرئيسية لوادي فاطمة، و المتجه نحو الجنوب الغربي في اتجاه البحر الأحمر، و عدل مسارها نحو الجنوب عبر وادي الشميسي.

كما أشارت صور الأقمار الصناعية إلى وجود صدع آخر يقع بالقرب من مخرج الوادي، و المتجه من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي، مما أدى إلى رفع صخور القاعدة.

تأثير وجود الصدعين المدفونين سبب في تشكيل خزان مائي جوفي شبه معزول بينهما، تتميز نوعية مياهه الجوفية بدرجة ملوحة مرتفعة جدا.