إمكانية الارتقاء بالهوية الحضارية لمكة المكرمة : الأعمال الفنية التشكيلية العامة و الفراغات المفتوحة

Abstract AR

هناك ارتباط قوي بين الهوية الحضارية للمدينة و العوامل المؤثرة فيها، مثل الخلفية الثقافية للسكان و الأوضاع الاقتصادية و السياسية.

فعندما يقوى مستوى هذه العناصر يرقى مستوى الهوية الحضارية للمدينة.

و لا شك أن انطباع الزائر أو تعريفه للهوية الحضارية للمدينة ينتج عن الصورة الذهنية البصرية التي كونها أثناء زيارته و إقامته في المكان.

هذه الصورة الذهنية هي نتاج التجربة الحسية و الوجدانية و التي تتأثر بجميع عناصر و مكونات البيئة العمرانية.

الملاحظ أن هناك فاصلا لدى زائر مكة المكرمة بين الإحساس الوجداني و المنظور الحسي.

السبب في ذلك أن مستوى البيئة العمرانية سواء من ناحية منظومة الفراغات العامة أو عناصر البيئة العمرانية تعتبر دون المستوى اللائق بمكة المكرمة، و بحاجة إلى نظرة جديدة بمستوى ذوقي و وجداني مميز.

الأهم هنا هو النظرة الشاملة الاستشرافية لهوية مكة المكرمة و مستوى البيئة العمرانية بها.

من ثم من الممكن لضوابط التخطيط و التصميم العمراني أن تلعب دورا في الارتقاء بالهوية الحضارية.

من الملاحظات الهامة كذلك، أن هناك ما يمكن تسميته "عشوائيات معاصرة" نتيجة تجزئة و تعدد القرار التخطيطي و التصميمي (مثل المواقع المؤقتة للأجهزة الحكومية تحت الكباري و التقاطعات)، كذلك الاستغلال الاستشاري المبالغ فيه، مثل اللوحات الإعلانية الضخمة و مكائن صرف النقود، دون ملاحظة أي معايير خاصة يمكن أن تعبر عن هوية مكة المكرمة الحضارية.

يناقش هذا البحث أحد عناصر البيئة العمرانية "الأعمال الفنية التشكيلية العامة و الفراغات المفتوحة".

لتقديم دراسة مفصلة عن إمكانيات الفن التشكيلي العام في تطوير الهوية الحضارية للمدينة المقدسة (مكة المكرمة) من خلال ثلاثة الموضوعات : يتعرض الأول منها للمبادئ المطبقة عالميا للنهوض بالفن التشكيلي العام في علاقاته المتعددة بالشخصية الحضارية للمدينة مع إعطاء أمثلة محددة لتطبيق هذه المبادئ.

أما الموضوع الثاني : فيتعرض لبيئة مكة المكرمة بالنقد و التقويم، مظهرا النواقص و الإمكانات الخاصة بالأعمال الفنية ضمن المنظومة البيئية و الثقافية لأكرم بقعة على وجه الأرض.

و يقدم الثالث : استنتاجات و توصيات يمكن أن تساهم في دعم دور الأعمال الفنية التشكيلية العامة في تطوير الهوية الحضارية.

من الممكن القول أن هناك العديد من الجوانب السلبية في البيئة العمرانية و الفراغات العامة بمكة المكرمة، أدت إلى إضعاف فرص تكوين هوية حضارية مميزة لمدينة هي الأقدس على مستوى العالم.

كما أن هناك العديد من الإمكانيات الفنية الإيجابية الممكن تطويرها في سبيل تكوين هوية حضارية خاصة لمكة المكرمة.