الأحكام الشرعية لبعض العادات الحضرمية : عادات الزواج و الوفاة و الاحتفالات و المواسم الدينية

Dissertant

أبو بكر، فؤاد عمر بن الشيخ

Thesis advisor

محمد، موسى محمد عثمان

University

Omdurman Islamic University

Faculty

Faculty of Sharia and Law

Department

Department of Comparative Jurisprudence

University Country

Sudan

Degree

Ph.D.

Degree Date

2009

Arabic Abstract

هذا البحث محاولة لإخراج البحوث و الدراسات من الجانب النظري إلى الجانب العملي، كي تكون لها دور فعال و إيجابي في حل الكثير من المشكلات و الإشكالات و التساؤلات التي تثار في المجتمع حيث يظهر بذلك مدى العلاقة بين المؤسسات الأكاديمية كالجامعات و المجتمع الذي تعيش وسطه، فهي المرجعية العلمية لكل قضايا للمجتمع، و لا شك أن لكل مجتمع عاداته و تقاليده التي يعتبرها جزء من هويته و التي يتميز بها عن غيره بصرف النظر عن مصدرها و أساسها الشرعي، و المجتمع الحضرمي يتميز بكثرة هجرة أبنائه إلى دول الخليج و قارتي آسيا و إفريقيا فيعودون إلى مجتمعهم الحضرمي و هم محملين بالكثير من عادات دول المهجر محاولين نقلها إلى المجتمع، فبعض هذه العادات يتقبلها المجتمع و تصبح جزء من عاداته، و البعض الآخر يرفضها المجتمع خصوصا العادات الشرعية التي يعتقد حاملها أنها هي الحق و ما عداها هو الباطل هذا حال أصحاب الفكر الديني الذين لا يعترفون باختلاف التنوع، و بالتالي يعمل إلى فرض أفكاره على المجتمع و لو بالقوة، و من هنا نشئ صراع حاد بين أبناء المجتمع كل بحسب توجهه الفكري.

فكان هذا البحث محاولة لحل هذا الإشكال، نرجع من خلاله كل عادة لأصلها الشرعي و نبين مستند المجتمع في تمسكه بهذه العادة إذا كان لها من أدلة الشريعة ما يشهد لها و إلا رددناها و دعونا لتغييرها بما يتوافق مع أحكام الشريعة و ما كان من المسائل المختلف فيها بينا ما نذهب إليه و عذرنا المخالف فيما ذهب إليه و بينا أنه لا يجوز الإنكار على المجتمع فيما هو مختلف فيه فكان حدود البحث الجغرافية هي : محافظة حضرموت و موضوعه : عادات الزواج والوفاة والعادة في المناسبات والاحتفالات الدينية . فقسمنا البحث إلى أربعة فصول : فكان الفصل الأول : بعنوان (حضرموت و العادات) هو بمثابة مقدمة للبحث نتعرف من خلاله على مكان البحث و هي محافظة حضرموت و على معنى العادة في التشريع الإسلامي.

و ذلك من خلال مبحثين : ففي المبحث الأول بينا جغرافية حضرموت من حيث تسميتها و حدودها و سكانها و أبرز مدنها في الساحل و الداخل و ما دخل على حضرموت من عقائد و مذاهب.

و أما المبحث الثاني : فكان للتعريف بالعادات و بيان العلاقة بينها و بين العرف و بيان أهمية الأخذ بها في التشريع و بيان أقسامها و شروطها.

و من خلال هذا الفصل يتضح لنا مكان البحث و هي حضرموت و المقصود من العادات المراد توصيفها و بيان حكمها الشرعي. و أما الفصل الثاني فهو عن أحكام عادات الزواج، و قسمناه إلى خمسة مباحث، فكان المبحث الأول عن العادات التي تحصل قبل الزواج فكان المطلب الأول عن عادة الزواج المبكر بعد أن بينا وصفها في المجتمع أوضحا الجدل الذي يدور حولها من قبل بعض المنظمات المحلية و الدولية و ما يقوله الأطباء من الأضرار على الصغيرة في الحمل و الوضع و استعرضنا الدعوات لتحديد سن الزواج لمنع الزواج المبكر ثم بينا ما يتمسك به الداعين للزواج المبكر و بعد مناقشة ما تمسك به الطرفان بينا الحكم الشرعي و ما ينبغي الذهاب إليه في هذه المسألة، و كان المطلب الثاني : عن عادة الكفاءة في النسب، بعد توصيفها بينا معنى الكفاءة و ما يتعلق بها من أحكام ثم بينا أقوال العلماء في الكفاءة بالنسب و أدلة كل فريق و مناقشة هذه الأدلة و الردود عليها محاولا إبداء الرأي في المسألة.

و في المطلب الثالث بينا عادة عدم رؤية المخطوبة بعد توصيفها في المجتمع ثم بينا أحكام رؤية المخطوبة و ما يجوز رؤيته منها و الرؤية عبر الصور و بينا حكم الخطبة عبر الوسائل الحديثة. و كان المبحث الثاني : عن العادات المالية في الزواج من خلال ثلاثة مطالب، فكان المطلب الأول عن عادة المداد و الطرح بعد توصيفها في المجتمع و بيان المقصود بهما بينا حكمهما و حكم استرجاع هذه الأموال إذا لم يتم الزواج.

و كان المطلب الثاني : عن عادة لبس الشبكة أو خاتم الخطوبة و في توصيفها أوضحنا أساس نشأة هذه العادة و بينا حكم لبس خاتم الذهب للرجال و حكم التشبه بالكفار في عاداتهم .

و المطلب الثالث كان في بيان العادات في المهر والجهاز فبعد توصيفها في المجتمع بينا حكم التغالي في المهور و ما تسببه من آثار اجتماعية سيئة و بينا أيضا عادة التقليل في المهر عند بعض القبائل حتى أصبح مبلغ رمزي لا يحقق الغرض من المهر و بينا أيضا حكم تملك الأولياء للمهر. و كان المبحث الثالث عن العادات في التعبير عن الفرح فكان المطلب الأول عن الطرب عند النساء بعد بيان وصفها في المجتمع أوضحنا حكم الغناء للمناسبات و ما يصحبها من الطبول و الرقص و التصفيق بين النساء مبينا اختلاف العلماء في هذه المسألة و أدلة كل فريق محاولا الترجيح.

و كان المطلب الثاني عن عادة الغناء للرجال و هو ما يسمى المخدرة و بعد بيان توصيفها بينا حكم الغناء باستخدام المعازف بأنواعها موضحا أقوال العلماء في هذه المسألة الشائكة و ردودهم و الترجيح بينها بحسب المستطاع.

و في هذا المطلب بينا حكم الاستئجار على الغناء و المعازف للأعراس.

و في المطلب الثالث بينا عادة التعبير عن الفرح عند البدو في الأرياف عن طريق لعبة الهبيش أو الغية و بعد بيان وصفها و ما يدور فيها من اختلاط و إظهار زينة المرأة أمام الأجانب بينا تحريم الشريعة لهذه العادة و طالبنا بتغييرها.

و المبحث الرابع كان عن عادات ليلة الزفاف تحدثنا في المطلب الأول عن لباس الزفاف للعروس بينا نشأة هذه العادة و استعرضنا بعض الآراء التي تمنع لبس مثل هذا الثوب باعتبار أنه ثوب شهرة منهي عنه و بعد مناقشة استدلالاتهم رجحنا ما نراه مناسبا، و كان المطلب الثاني عن عادة المسحة في ليلة الزفاف بينا وصف هذه العادة و أصلها الشرعي و حكمها.

و كان المطلب الثالث عن عادة الذبح عند قدم العروس ليلة الزفاف بعد وصف هذه العادة استعرضنا ما كتب حولها من آراء تصفها من أعمال الجاهلية و من الذبح لغير الله، و بعد استقراء وجهات نظر الناس و ما يعتقدونه حقيقة عند هذا الذبح بينا ما ينبغي الذهاب إليه في هذه المسألة.

و رددنا على وجهة النظر الأخرى.

و كان المبحث الخامس عن عادات الغذاء و الكشف فالمطلب الأول عن وليمة الزوج و هي تسمى الصبحة تحدثنا عن أحكامها من حيث وجوب إجابتها و بينا حكم الإسراف في الولائم و حكم التطفل عليها و في المطلب الثاني تحدثنا عن حكم الغذاء الذي يعمله أهل العروس و هو يسمى الخدة و هل يجب الاستجابة إليها كالوليمة، و في المطلب الثالث : كان الحديث عن عادة الكشف المعمول بها في بعض مناطق حضرموت و هو ظهور الزوجة بزينتها على أقارب الزوج كأعمامه و أخواله و بينا فساد هذه العادة و مخالفتها للشريعة. و كان الفصل الثالث : عن عادات الوفاة أو الحزن و هو مكون من أربعة مباحث : فالمبحث الأول عن العادات في إخراج الميت و دفنه وفيه سبعة مطالب تحدثنا من خلالها عن جملة من العادات منها عادة إخراج ما يسمى بالكفارة قبل إخراج الميت من بيته و بينا بعض الاعتقادات حول هذه المسألة و بينا أصلها الفقهي و الرد على من ينتقدها و في المطلب الثاني تحدثنا عن عادة الجهر بالتهليل و الذكر مع المشي بالجنازة و بينا ما قيل في هذه المسألة و ما ينبغي الذهاب إليه و في المطلب الثالث كان حديثنا عن طريقة المشي بالجنازة و استعرضنا أقوال المذاهب في هذه المسألة و الخلاف الدائر في المجتمع حولها و حاولنا الترجيح بين الأقوال.

و في المطلب الرابع بينا عادة القيام عند مرور الجنازة فبينا الأقوال فيها و ما توصلنا إليه من حكم و في المطلب الخامس بينا عادة الأذان في القبر و هي من المسائل التي يثار حوله نزاع في المجتمع فبينا أساسها من القياس على الأذان في أذن المولود عند خروجه إلى الدنيا و أوضحنا وجهة النظر الأخرى و رجحنا بينها.

و المطلب الخامس عن عادة وضع جريد النخل على القبر حيث بينا أصل هذه المسألة و حكمها و في المطلب السابع تحدثنا عن عادة رش القبر بالماء و بينا أصل هذه العادة في السنة. و المبحث الثاني : عن العادات الجارية بعد دفن الميت و ما يحصل عند القبر و تحت هذا لعنوان أربعة مطالب، فكان المطلب الأول عن عادة التلقين و هي من المسائل التي يثار حولها نزاع في المجتمع استعرضنا أقوال المذاهب حول هذه المسألة و ما تمسك به كل فريق و الردود و المناقشات و أوضحنا ما نذهب إليه فيها.

و كان المطلب الثاني عن العادة في قراءة سورتي و تبارك عند القبر و أوضحنا آراء الفقهاء في مدى انتفاع الميت بهذه القراءة و أدلتهم.

و في المطلب الثالث : عن عادة وضع الشواهد على القبر حيث جرت العادة أن يوضع حجران على طرفي القبر للذكر و ثلاثة أحجار الأنثى و ذلك للتفريق بينهما فبينا أصل هذه المسألة من السنة و ما قيل فيها من أقوال.

و في المطلب الرابع بحثنا مسألة الكتابة على القبر للتعريف بصاحبة فبينا الأقوال فيها و أدلة كل فريق و الترجيح.

و كان المطلب الخامس عن العادة في البناء على القبور و تجصيصها و تفريق الفقهاء بين المقبرة المسبلة و المملوكة و هذه المسألة مثار نزاع حاد في المجتمع لكون حضرموت مشتهرة بالقباب و أضرحة العلماء و الأولياء مما جعل المخالف يستخدم العنف في الإنكار على هذه العادة بل و تهديم بعض هذه الأضرحة بقوة اليد فبحثنا هذه المسألة بحث علمي بعيد عن التعصب بينا الآراء فيها و ما استدل به كل فريق و ردودهم على أدلة المخالف ثم بينا ما ينبغي الذهاب إليه.

و كان المبحث الثالث عن عادات الحداد و الحزن عند النساء و ما تفرضه العادات من هيئة و لباس معين على المعتدة و تطويل مدة الحزن أكثر من شهر لغير المتوفى عنها زوجها فبينا توصيف هذه العادات في المجتمع و الحكم الشرعي فيها، و بحثنا أيضا عادة تغفير الأطفال عند بيت الميت (أي الدعاء له بالمغفرة) و هي من العادات التي تتميز بها مدينة المكلا و بينا أساسها الشرعي و كان المبحث الرابع عن عادات العزاء و التذكير بالمتوفي و ناقشنا تحث هذا المبحث عدة مسائل منها عادة عمل ختم القرآن و ما يسمى بالتوسعة للميت و ناقشنا مسألة وصول ثواب القراءة للميت و لاستئجار لقراءة القرءان و ما يعمل من حفل التأبين للعلماء و المشاهير و الحول السنوي للتذكير بهم بينا آراء الفقهاء في هذه المسائل و أدلة كل فريق في المسائل المختلف فيها و بينا ما ينبغي الذهاب إليه، و بحثنا هنا مسألة صنع الطعام الذي تفرضه العادات على أهل الميت و هو أمر فيه مخالفة للسنة فبينا ما ينبغي الذهاب إليه في هذه المسألة. و الفصل الرابع و الأخير كان عن العادة في الاحتفالات و الاجتماعات الدينية بحثنا فيه أهمها فكان المبحث الأول عن الاحتفال بالذكريات الإسلامية بحثنا فيه الاحتفال بذكرى المولد النبوي و ذكرى الإسراء و المعراج و التي تكاد تحتفل بهما الكثير من الدول الإسلامية، فبينا ما تتميز به حضرموت في طريقة لاحتفال بهاتين المناسبتين ثم بينا حكم ما يحصل فيهما من أعمال و استعرضنا كل ما يتمسك به المعارض لهذه العادات و كل ما يشنه من حملات معادية على هذه الاحتفالات تصل في بعض الأحيان للتكفير فبينا أساس حكمه عليها و ما يتمسك به من أدلة و الردود عليها كما بحثنا هنا مسألة تحديد معني البدعة و الاستدلال بالتروك و التي يعتمد عليهما المعارض في الحكم على جميع هذه لاحتفالات و الاجتماعات و أوضحنا ما ينبغي الذهاب إليه.

و كان المبحث الثاني عن عادة لاجتماع لبعض المناسبات تحدثنا فيه عن لاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان فبينا أساس هذه العادة و ما ورد فيها من أقوال و أوضحنا ما ينبغي الذهاب إليه.

واستعرضنا عادة الختاميات الرمضانية بعد بيان وصفها في المجتمع أوضحنا أساسها الشرعي و الآثار الاجتماعية الطيبة التي تحدثه بين أبناء المجتمع من التقارب و المحبة في شهر رمضان.

و كان المبحث الثالث عن عادة الزيارات السنوية حيث تشتهر حضرموت بعدد من هذه الزيارات في مختلف إنحاء حضرموت بالساحل و الداخل فأخذنا من ذلك مثالين لأشهر الزيارات و هما زيارة نبي الله هود عليه السلام بتريم من داخل حضرموت و زيارة الولي الصالح أحمد بن صالح في شعب النور بساحل حضرموت بينا وصف ما يحصل فيهما من أعمال كالحضرات و الموالد و حلقات الذكر و بينا مسألة التوسل بالأنبياء و الصالحين و مسألة شد الرحال إلى هذه الأماكن و ما قيل حولها من أقوال و رددنا على أقوال المعارضين لهذه الزيارات بعد استعراض أدلتهم و إنكارهم لوجود قبر هود عليه السلام بحضرموت و ذلك من خلال الأدلة التاريخية، في كل ذلك محاولين الوصول إلى الحق بلا إفراط و لا تفريط. و الله الموفق للصواب

Main Subjects

Religion

Topics

• Islam
• Customs and traditions

No. of Pages

612

Table of Contents

• APA
• MLA
• AMA

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-347532