التربية على القيم في ظل التحولات المعاصرة

Abstract AR

المتتبع لمسار تاريخ الإنسانية، سوف يلاحظ أنه عبر صيرورته قد عرف عدة تحولات على مستوى أنماط القيم التي كانت تشكل مؤشرات تتحكم في تصرفات الأفراد و الجماعات ؛ إلا أن تلك التحولات، قد كانت في معظم الأحوال تتم بشكل هادئ و متدرج، بحيث أن التغيير الذي كان يطرأ على تلك القيم، هو تغيير كان معظم الحالات يصاحب الأجيال المتعاقبة ؛ إلى درجة يمكن معها القول إن التغيير على مستوى القيم يمكن ربطه بتغيير الأجيال.

وإذا كانت نهاية القرن العشرين و بداية الألفية الثالثة، قد اقترنتا أساسا بتداول المعلومات الكثيفة، مما حول العالم إلى قرية صغيرة ؛ فإنه بواسطة الماسميديا، قد أصبحت عملية التثاقف متيسرة بشكل مذهل و رهيب، تحول معها التغيير إلى أقصى إيقاع يمكن تصوره داخل تاريخ الإنسانية.

إزاء هذا الوضع، فإنه الحداثة وما تحمله من معايير و قيم، قد أصبحت منتشرة داخل العالم بأسرة ؛ وهي حداثة، وإن كانت برانية، فإنها مع ذلك، قد ساهمت في جانبها الإيجابي، و في تكريم الإنسان و تقديره ؛ بحيث أن حقوق الإنسان كمنظور حديث، قد سمعت في جوهرها، إلى اعتبار الإنسان و تحويله مركزا داخل اهتمام الكون الحداثي.

وعلى اعتبار أن التربية، تشكل القاطرة الرئيسية لتمرير مختلف المشاريع الثقافية و الأيديولوجية و السياسية ؛ فإنها بهذه الطبيعة، قد كونت المجال المفضل لنقل و ترسيخ هذه المبادئ الحداثية للتربية على حقوق الإنسان وفق مناهج تعليمية ملائمة، تأخذ بالتجديد وتحافظ في الوقت نفسه على الأصالة.

والتحليل المقدم داخل هذا المقال من طرف الأستاذة رقية أصيغه، قد عمل ضمن هذا المنظور، على إبراز وظائف وأدوار المنظومة التربوية، المغربية بخصوص إعمال مقاصد التربية على حقوق الإنسان.