القيمة الإقناعية للدليل الحيوي المنفرد

Abstract AR

يتناول هذا البحث دراسة القيمة الإقناعية للدليل الحيوي المنفرد؛ حيث تمت معالجة الموضوع من خلال ثلاثة مباحث رئيسية، يتم الحديث في أولها عن الدليل الحيوي في مرحلة ما قبل المحاكمة، و ذلك من خلال عرض مرحلة الاستدلال و من ثم مرحلة التحقيق، أما المبحث الثاني : سيتناول دور الدليل الحيوي في مرحلة المحاكمة، و أما المبحث الأخير فسيخصص للحديث عن مدى إلزامية الدليل الحيوي المنفرد.

فالاستعانة بالدليل الحيوي في كافة مراحل الدعوى الجنائية أمر يقتضيه تحقيق العدالة و تتطلبه مقتضيات الحياة المعاصرة، و قد تكون لازمة للوصول إلى وجه الحق في كثير من الدعاوى الجنائية، لذلك يلزمنا إعداد الكوادر العلمية و الفنية المؤهلة التأهيل المناسب و المتمثلة في خبراء الأدلة الجنائية و ما يعاونهم من طاقم فني ذي أهمية بالغة في مستوى الجودة و النوعية للدليل الحيوي، على أن يتم اختيارهم بأسلوب كيفي و مبني على أسس علمية حديثة، و قواعد و مقاييس محددة تأخذ بعين الاعتبار العلم و المعرفة و الخبرة، و ذلك بما يتوافق مع طبيعة المهمات التي تكتسب الطابع العلمي و الفني التي يجب أن يقوم بها.

و لما كان الدليل الحيوي هو دليل علمي يقوم على أسس علمية دقيقة لا يمكن نقضها إلا بوسائل علمية، لا يزال يخضع لمبدأ الاقتناع الذاتي للقاضي فيستبعد من الأدلة إذا لم تقتنع به محكمة الموضوع، و يشترط لإلزام القاضي بالاستعانة بالخبرة في المسائل الفنية البحثية أن يتضمن النزاعات الجنائية مسألة فنية و أن تكون المسألة الفنية لازمة للفصل في الدعوى و تكون عقيدة القاضي و ألا يكون في أوراق الدعوى و عناصره و ظروفها ما يكفي لتكوين عقيدة القاضي و تأتي التوصية بأن يكون هناك تعزيز لدور الدليل الحيوي في الإثبات خصوصا و أننا نسير نحو تقدم علمي سريع، نحتاج إلى مواكبته قدر المستطاع دون أن يكون هناك إهدار للعدالة أو إغفال للحقائق العلمية.

مع ضرورة تطوير التشريعات القانونية بما يتلاءم مع تطور الجريمة و تطور أساليب الكشف عنها والاهتمام بإعداد الكوادر العلمية و الفنية لخبراء الأدلة الجنائية.

حيث أثبتت التطورات الحديثة في مجال أجهزة المختبرات الجنائية القدرة الكبيرة على الاستفادة منها في تطوير مستوى الفحوصات الكيميائية و الفيزيائية بمسرح الجريمة.