منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة : دراسة تقابلية

Dissertant

الطيب، عبد المجيد الطيب عمر

Thesis advisor

الحاج، بكري أحمد

University

Omdurman Islamic University

Faculty

Faculty of Arabic Language

Department

Department of Studies Grammatical and linguistic

University Country

Sudan

Degree

Ph.D.

Degree Date

2010

Arabic Abstract

جاءت هذه الدراسة بعنوان مكانة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة، و هي تهدف بداهة إلى تحديد موقع اللغة العربية بين لغات العصر، و ذلك بناءا على نظريات علم اللغة التقابلي.

بدأت الدراسة باستعراض تاريخ و نشأة اللغة العربية و مقارنتها بتاريخ و نشأة اللغات الأخرى، فوجد الباحث أن العربية ذات تراث عريق، و تاريخ موغل في القدم، حيث وصلت العربية إلى الزمان الحاضر عبر تاريخ بعيد غابر.

و لكنها رغم ذلك ظلت ناطقة على السنة المعاصرين كما كانت تنطق على السنة السابقين دون أن تستغرب أو تستعجم، بل و دون أن تتبدل أو تتغير أو تموت.

و هذا أمر نادر الحدوث ولم يسجله التاريخ إلا للغة العربية، التي يقرأ القارئ نصوصها القديمة دون الإحساس بقدمها.

على حين أن نصوص اللغات الأخرى تستغلق على الفهم إذا مضى على إنشائها قرن أو قرنان و توضع لتفسيرها المعاجم، و تصبح من مقتنيات المتاحف إن مضى على تأليفها أكثر من ذلك.

أما من حيث نشأة اللغة العربية، فوجد أن التاريخ لم يسايرها إلا و هي في وفرة الشباب، و ذروة النمو و الكمال، و كأنها لم تمر بما مرت به اللغات الأخرى من مراحل التخلق و التطور، حتى قال بعضهم بأنها هكذا كان انبثاقها إلهاما، و ظهورها إعجازا و خرقا لناموس تطور اللغات.

ثم جاءت مرحلة نزول القران الكريم بها، فتعاطت مع تعاليم تلكم الرسالة الخالدة إكسير الحياة، و سر البقاء فخلدت و بقيت، و اضمحل و مات ما سواها من لغات.

ثم دلف الباحث إلى أصوات العربية، فوجد أن أهم ما يميزها ثباتها، و استقرارها المذهل؛ فهي لم تتغير و لم تتبدل على مر السنين و تعاقب الأجيال الناطقة بها، على حين أن بعض أصوات اللغات الأخرى تتبدل و تتحول بل و تختفي من نظامها الصوتي تماما.

ثم إن أصوات اللغة العربية جاءت موزعة توزيعا متوازنا على أطول مدرج لجهاز نطقي عرفته لغة إنسانية، فتخرج واضحة متمايزة سهلة سلسة، و هذا نقيض ما يوجد في اللغات الأخرى التي قد يتكاثر خروج أصواتها من مخرج واحد، فتتقارب في نطقها و تأتي باهتة غامضة يصعب على متعلميها من غير بنيها إنتاجها و تمييزها.

ثم تناول البحث الكتابة و الهجاء في اللغة العربية، فوجد أن أٌهم ما يميز الكتابة العربية، أنها كانت و منذ نشأتها الباكرة تمثل نموذجا متطورا جدا لنمط الكتابة الصوتية القياسية.

فمن سمات الكتابة العربية التطابق شبه التام بين المكتوب و المنطوق، فلا يوجد في العربية حروف تكتب و لا تنطق، كما لا توجد أصوات تنطق في الكلمة دون أن تمثل بحروف عدا بعض الاستثناءات القليلة و التي تحكمها قوانين صارمة و قواعد محددة.

و لا يوجد في العربية حروف لها أكثر من قيمة صوتية واحدة، كما لا توجد في الأبجدية العربية حروف مركبة (Diphthongs).

فالكتابة في اللغة العربية بتلك السمات القياسية قل أن يوجد لها مثيل في اللغات المعاصرة الأخرى.

أما من جهة النحو و الذي يمثل أحد معايير ضبط اللغة و معرفة قواعد استخداماتها، فقد عرف هذا الفن في سائر اللغات، لكن النحو العربي كان الأكمل و الأشمل و الأوسع أبوابا.

فالنظام النحوي العربي نظام مفتوح، لا تحدد فيه وظيفة الكلمة بمجرد موقعها في الجملة كما هو الحال في النظم النحوية المغلقة السائدة في اللغات الأخرى، بل إن في النحو العربي معايير إضافية مثل استخدام الحركات أو ما ينوب عنها لتحديد وظيفة المفردة في الجملة بغض النظر عن موقعها.

و النحو في العربية يشتمل على كثير من القوانين الثابتة التي تساعد على ضبط استخدام اللغة و توضيح معانيها، و إزالة الغموض الذي هو سمة ملازمة لكثير من اللغات المعاصرة.

ثم هناك الصرف، و الذي هو صنو النحو و قرينه.

فكان من ميزات العربية أن حباها الله بميزان صرفي قياسي دقيق، يستطيع متحدث العربية بواسطته اشتقاق عدد كبير من المفردات من صيغة الفعل الماضي أو المصدر.

و هذه خاصية عظيمة تساعد على بقاء اللغة حية، كما تساعد على اختصار الوقت المطلوب لتعلمها و إتقانها.

و تتيح الفرصة كاملة لاستخدام المنطق و العقل و الذوق السليم لاشتقاق مفردات جديدة أو فهمها، دون أن يكون الدارس قد اطلع عليها من قبل.

و هذه ميزة أخرى فاضلة، قل أن يوجد لها مثيل في اللغات المعاصرة التي تفتقر لنظم صرفية ثابتة تعين على دراستها وفهمها.

و اللغة العربية دون سائر اللغات الإنسانية تذخر برصيد وافر من المفردات، و تتسع إمكاناتها للتعبير عن المفاهيم المتجددة من خلال آليات ذكية مثل الاشتقاق و النحت لصياغة مفردات جديدة.

أما اللغات الأخرى، فهي ذات رصيد محدود من المفردات، و تقل بها إمكانية الاشتقاق و النحت، مما يجعلها تعتمد كليا على الاقتراض من اللغات الأخرى.

و اللغة العربية لا تكتفي بالتعبير عن المفاهيم المختلفة بدقة فحسب، بل تسعى لتحقيق ذلك من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة الشاملة، و إتباع مسالك الإحسان و الإتقان، حيث تقدم تلك المفاهيم في أطر جمالية أخاذة، و صور بلاغية رائعة تحقق الفهم و الإمتاع معا، و تكسر حاجز الرتابة، و تثري الفكر و الوجدان.

هذه السمات المثالية و غيرها من الميزات تضع اللغة العربية في مقدمة اللغات المعاصرة.

و ترشحها لأن تكون اللغة التي يبحث عنها علماء اللغة المحدثون لاتخاذها لغة كونية مشتركة لسائر بني الإنسان

Main Subjects

Languages & Comparative Literature

Topics

No. of Pages

201

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

الفصل الأول : المقدمة و تعريف المشكلة.

الفصل الثاني : أدبيات البحث و مصادر الدراسة.

الفصل الثالث : نشأة اللغة العربية و تاريخها بالمقارنة مع اللغات الأخرى.

الفصل الرابع : أصوات اللغة العربية و اللغات الأخرى.

الفصل الخامس : الكتابة في اللغة العربية و مقارنتها باللغات الأخرى.

الفصل السادس : النحو و الصرف في اللغة العربية و اللغات الأخرى.

الفصل السابع : بلاغة اللغة العربية و ثراء معجمها مقارنة باللغات الأخرى.

الفصل الثامن : الخاتمة.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

الطيب، عبد المجيد الطيب عمر. (2010). منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة : دراسة تقابلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-358690

Modern Language Association (MLA)

الطيب، عبد المجيد الطيب عمر. منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة : دراسة تقابلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية. (2010).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-358690

American Medical Association (AMA)

الطيب، عبد المجيد الطيب عمر. (2010). منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة : دراسة تقابلية. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-358690

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-358690