نظرية النحو الثاني في مفهوم عبد القاهر الجرجاني

Abstract AR

نشأ الدرس النحوي استجابة لداعي صون كتاب الله عز وجل من الخطأ و اللحن الذي بدا فاشيا في ألسن العامة بل حتى الخاصة ممن يقرأون كتاب الله و يتعبدون به، و ما فتئت هذه النشأة أن تحولت إلى بحث علمي متخصص، كثر فيه الصناع و تعددت فيه وجوه التأثر، سيما بعد مخالطة النحاة للمناطقة و المتكلمين و أصحاب الجدل الذي أصبح سمة العلم أيام ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، و إذا كان النحو العربي يدين بالفضل للخليل و سيبويه اللذين كان لهما فضل البدء و التقعيد الأول فإنه مدين لرجل مثل عبد القاهر الجرجاني في ميلاد الثاني، حينما استطاع بنظره الثاقب و ذوقه العربي السليم أن يخلصه من أخلاط الفلسفة و المنطق و يعود به إلى حياض البلاغة العربية الخالصة خصوصا و هو يناقش مسألة الإعجاز في القرآن العظيم، فكتاب الله معجز بنظمه و النظم عنده ليس إلا توخي معاني النحو و علاقاته بين أجزاء التعبير، و هذا المعنى الذي أصبح النحو يتميز به عند الجرجاني هو ما قصدنا إليه بنظرية النحو الثاني أم النحو الأول فهو نحو يبحث في مجال الصحة و الخطأ و سلامة القاعدة في التركيب.