موقف المماليك من الغزو المغولي

Abstract AR

شكل الغزو المغولي معضلة كبيرة للخلافة العباسية و الإمارات التي نشأت في ظلها في المشرق الإسلامي و في بلاد الشام و مصر, و قد حاولت الخلافة العباسية جاهدة التصدي لهذا الغزو, إلا أن جهودها ضاعت, و دفع آخر الخلفاء العباسيين حياته ثمنا لهذا الصراع, و سقطت الخلافة العباسية, باحتلال بغداد عام ٦٥٦هـ / ١٢٥٨م. لم یقف المغول عند حدود العراق، بل امتد نفوذهم و سیطرتهم باتجاه بلاد الشام، حیث كانت بقایا الأیوبیین و الصلیبیین تسیطر على حكم بلاد الشام، أما في مصر فقد ظهرت دولة الممالیك برئاسة السلطان المظفر قطز.

و كان لكل من هؤلاء مواقفه تجاه هذا الخطر القادم من الشرق، بین مسالم أو خائف أو آخر یود الهرب و ترك البلاد. و من بین هؤلاء شمر السلطان المظفر قطز عن ساعده، و أصر على مجابهة المغول خارج مصر، انطلاقا من قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا) فكرس كل الجهود، و وضع الأموال، و أخذ یشحذ الهمم حتى هزمهم في موقعة عین جالوت.