أثر تنوع الأنماط الهيكلية و الشكلية للبيئة الحضرية في تحقيق التماسك الحضري لعناصر النسيج الحضري الكثيف

Abstract AR

يتطلب التخطيط لمدينة تحمل الهوية الإنسانية الأخذ بالحسبان أولا احتياجات الإنسان التي كانت تحققها قيم التنوع في المدن التقليدية و التي كان من السهل خلق المكان فيها و لكن على العكس من هذا تنتهك المدن المعاصرة هذه القيم مما ينعكس كنقص ملحوظ في الصفات الإنسانية لعناصر النسيج الحضري مما يترك الإنسان في حالة بحث عن خلق المكان.

و قد تطلب البحث عن مفهوم التماسك الحضري توفير فرشة معرفية ضمن طروحات النظرية الحضرية تركزت حول تحولات التوجهات المورفولوجية التنظيمية في تعاملها مع عناصر النسيج الحضري و من خلالها توضحت المشكلة البحثية الآتية : عدم وجود تصور واضح لعوامل تحقيق التماسك الحضري لعناصر النسيج الحضري الكثيف على المستويين التركيبي و الشكلي.

و منها تحددت فرضية البحث كالآتي : الأنماط المتنوعة لعناصر النسيج الحضري الكثيف التي تعكس الثوابت و الاختلافات المجتمعية و تعطي خيارات شكلية متنوعة للفهم و التأويل و التعبير، تصبح وسط لتحقيق التماسك الحضري شموليا مع اختلاف أنماط التوزيع الهيكلية و موضعيا مع اختلاف الأنماط الشكلية . و قد استكشف البحث جوانب تحقيق التكامل لعناصر النسيج الحضري الكثيف بنائيا و التي تضمنت (التكامل الوظيفي و التكامل الشكلي و التكامل الموقعي) و اختلاف هذه الجوانب مع تنوع أنماط التوزيع الهيكلي للبنية الفضائية بين نمط التوزيع العضوي للمدينة التقليدية و نمط التوزيع الشبكي للمدينة المعاصرة، و لغرض التحقق من فرضية البحث تم تطبيق الإطار النظري المستخلص على أربعة عينات بحثية لعقدة و محور عند النسيج العضوي لمدينة London و النسيج الشبكي لمدينة New York. و توصل البحث إلى مجموعة استنتاجات تتلخص في فكرة: أن هوية المدينة تتكامل و يتحقق تماسك الكل الموحد لنسيجها الحضري حين تحمل أجزائها رمزية ضمن سياقها أولا من خلال تميز عناصرها المعمارية و الحضرية ضمن هوية محلية سواء تقليدية أو حديثة معاصرة، في حين تعمل الرمزية النصبية على منح المدينة هوية عالمية بينما تعمل الرمزية الوظيفية على تحقيق هوية المدينة محليا و عالميا ضمن إطار الدور الذي تلعبه المدينة في الاقتصاد العالمي الجديد.