منع الإنجاب بسبب المرض الوراثي : دراسة فقهية مقارنة

Abstract AR

لقد شرع الله تعالى لنا الدين، و جعله رحمة للعالمين، فما من خير إلا و دعا إليه و ما من شر إلا و حذر منه، و رسم للإنسان منهجا متكاملا فقام المجتمع على نظام محكم، و قرار مكين، إن التشريع الإسلامي قد اتسم بالاهتمام بالنسل و الذرية فدعا إلى تكثير النسل و الحفاظ عليه باعتباره أحد الكليات الخمس التي جاءت الشرائع برعايتها قال النبي صلي الله عليه و سلم : (( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم )) و في رواية ( فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ) و لكن في ظل وجود المرض هل يبقى الحكم على حاله فيما لو أصيب الزوجان أو أحدهما بمرض وراثي مع إرادتهما في استمرار الحياة الزوجية بينهما ؟ فما حكم الشرع في منع الإنجاب حماية للذرية من الأمراض الوراثية، و لا سيما الخطيرة منها ؟ و هذا ما بينته في هذا البحث.

فإن من أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثي هذا ما يلي : 1-يجوز منع الإنجاب المؤقت إذا كان الزوجان أو أحدهما مصابا بالمرض الوراثي و ذلك للبواعث الصحية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية.

2-لا يجوز منع الإنجاب الدائم ما لم تدع إلى ذلك الضرورة بمعاييرها الشرعية و ذلك باتفاق العلماء.

3-أن المرض الوراثي البسيط أو الخطير الذي لا يعارض أصل البقاء و القيام بأصل الواجبات و يمكن أن يعالج طبيا لا يمكن اعتباره ضرورة تبيح منع الإنجاب الدائم ( التعقيم ).

4-أن المرض الوراثي الخطير جدا الذي يعارض أصل البقاء و استقرار الحياة و استقامتها يمكن اعتباره عذرا شرعيا ضروريا يبيح منع الإنجاب و لكن هذه الإباحة ليست على إطلاقها و لكن يجب أن يكون ذلك بضوابط حتى لا يكون هذا القول ذريعة للفساد.