مستوى الوعي البيئي لدى طلبة الجامعة بمخاطر الملوثات الكيميائية

Abstract AR

مشكلة البحث : لقد بدأ الإنسان حياته على وجه الأرض باستغلال كل ما هو محيط به من أجل بقاؤه و استمراره، كما أن العلاقة بين الإنسا و البيئة علاقة قيمة مرت بعدة مراحل بعضها إيجابي يتوافق مع التوازن الدقيق الذي خلقه الله عز و جل، و بمرور السنين و تعاقب الأجيال انتقلت مارد البيئة من جيل إلى آخر و استمر عطاؤها من خلال إمداد الإنسان بما يحتاج من مقومات لاستمرارية حياته و حياة الكائنات الأخرى، و استطاع الإنسان أن يعيش في بيئة دون ردود فعل من عناصرها المختلفة تؤثر على صحته، و لم تظهر في البيئة أي علامات تشير إلى ضعفها و انهيار قوتها ( بابطين، 2002 : 16 ).

و بالرغم من تلك العناصر البيئية و الوسائل الممنوحة للإنسان إلا أن سعيه المتواصل و الواسع لعناصر البيئة أخل بالتوازن الحيوي و اللاحيوي في النظام البيئي ( أبو عراد، 2005 : 10 ).

و البيئة العراقية تلوثت بالحروب الكارثية التي مر بها العراق بسبب استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب و حرق آبار النفط و تسرب المواد الملوثة من المنشآت الصناعية و ترك النفايات من دون طمر صحي، و تسبب الحصار الاقتصادي أكبر الضرر بالبساط الأخضر و الثروة الحيوانية، فضلا عن تجفيف الإأهوار ( المؤتمر العلمي عن البيئة العراقية 2005 )، و تأتي ضرورة تنمية الوعي البيئي عند الفرد من خلال التربية البيئية عن طريق نشر المعلمات الخاصة بها من منطلق التعريف بالمشكلات البيئية و الدعوة إلى استخدام مواردها استخداما سليما و غير هدام ( منصور، 2004 : 4 ).

و تتحدد مشكلة البحث في أن قضايا البيئة لا تحتل العناوين الرئيسية في الصحف، لأن الأحداث اليومية من إرهاب و انفجارات و سوء الخدمات و البطالة تطغى على ذلك، و لا يخفى على أحد ما تحدثه هذه الظروف و المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية من أثر سلبي على البيئة، و الذي يتمثل في اللامبالاة و عد الاهتمام بنظافة البيئة و الاتكالية و بالتالي تراكم القمامة و سوء الأوضاع الصحية بصورة عامة، فضلا عما تخلفه المولدات من أبخرة ضارة بالبيئة و بصحة المواطن على وجه الخصوص و سوء القطاع الصحي من كافة الجوانب، و على الجانب الآخر يوجد جزء من الشعب العراقي ينشغل بما هو أهم من البيئة، الحصول على لقمة العيش أو وظيفة أو العلاج من مرض مستعصي أو الحفاظ على منزله الذي أقامه و بالطرق العشوائية، الأمر الذي لا يترك مساحة واسعة لجعل أهمية المحافظة على البيئة و حمايتها من الأخطار من الأولويات.

لذا سعت هذه الدراسة لمعرفة مستوى الوعي البيئي لدى طلبة الجامعة بمخاطر الملوثات الكيميائية لأهمية المحافظة على البيئة.

و تكمن أهمية البحث الحالي من : 1-أن البحث يسلك الضوء على مشكلة بيئية اجتماعية إعلامية لم تتطرق إليها الكثير من حلقات البحث.

2-كما أن أهميته تنبع من أهمية الوعي البيئي للحفاظ على الموارد الطبيعية و أهمية دور الوعي البيئي في دعم عمليات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.

3-إن البحث يسلط الأضواء نحو طلبة الجامعة و هم قطاع عريض من شباب المجتمع، و يقدم تشخيصا مفيدا لما يرونه من مخالفات بيئية ضارة في بيئة الجامعة، و لهذا فإن البحث يفيد أعدادا كبيرة من الطلاب و المهتمين بشؤونهم.

4-يهتم البحث بواحدة من القضايا الساخنة على مائدة الفكر العالمي المعاصر و هي الأزمة البيئية التي نجمت بيد الإنسان، و مدى الوعي بها بغرض تقديم ما يفيد في مواجهتها بأسلوب علمي مخطط.

5-يسهم البحث الحالي في تبصير شباب الجامعة بحقوقهم و واجباتهم نحو البيئة الجامعية و الوصول إلى مستوى من النضج أو الأمن البيئي-إذا صح التعبير-يناسب الرسالة التي تنتظرهم.

و يستهدف البحث الحالي : 1.قياس الوعي البيئي لدى طلبة الجامعة بمخاطر الملوثات الكيميائية.

2.تعرف الفرق في الوعي البيئي لدى طلبة الجامعة بمخاطر الملوثات الكيميائية على وفق متغيرات الجنس (ذكور-إناث) و التخصص ( العلمي-الإنساني ).

حدود البحث : اقتصرت هذه الدراسة على طلبة كليات الجامعة المستنصرية (الدراسة الصباحية) من ( الذكور و الإناث )، و التخصص الدراسي ( العلمي-الإنساني ) للعام الدراسي ( 2010-2011 ).كما حددت مصطلحات البحث بالآتي : أولا : الوعي، ثانيا : البيئة، ثالثا : الوعي البيئي، رابعا : الملوثات الكيميائية، و الفصل الثاني تناول الإطار النظري و دراسات سابقة و تضمن الفصل الثالث إجراءات البحث أما الفصل الرابع فقد تناول مناقشة النتائج و تفسيرها و قد أدرجت الباحثة جملة من الاستنتاجات و التوصيات و المقترحات ثم عرضت عدد من المصادر التي استعانت بها في بحثهما.