ملامح التأقلم البيئي لوظائف أعضاء السلوك للسرطان البرمائي Grapsus tenuicrustatus بمنطقة البحر الأحمر

Abstract AR

أدى تشييد طريق الكورنيش في منطقة جدة الساحلية عام 1980م و الذي يمتد لمسافة تزيد عن 150 كيلومتر إلى زيادة عدد كثير من أنواع الحيوانات البحرية و التي كانت تتواجد بصورة نادرة تقريبا، ومن أهم هذه الأنواع السرطان البحري Grapsus tenuicrustatus حيث وفرت الصخور البركانية الموضوعة على طول طريق الكورنيش ملجأ جيد يحميه ليس فقط من الحيوانات المفترسة بل وأيضا من البيئة القاسية مثل درجة الحرارة و الرطوبة حيث فرضت هذه الظروف أنماطا محددة لسلوك هذا الحيوان، فهو ينشط في البحث عن الغذاء في ساعة الصباح الباكر و فترة ما بعد الظهيرة حيث تكون درجة الحرارة مناسبة لمدى تحمله، أما في وقت الظهيرة حيث ترتفع درجة الحرارة فإن معظم السرطانات تنسحب إلى بيئة ما بين الصخور حيث تكون درجة حرارة الهواء بين الصخور أقل بكثير من درجة حرارة الهواء الخارجي في فترة الصيف أما في فصل الشتاء فتمارس هذه السرطانات أنشطتها المختلفة في وقت الظهيرة حيث تكون درجة حرارة الهواء الخارجي في نطاق تحمل هذه السرطانات، وحين تنخفض درجة حرارة الهواء الخارجي أثناء فترة المساء و يصبح مداها خارج نطاق تحملها تنسحب هذه السرطانات إلى ما بين الشقوق الصخرية حيث درجة حرارة الهواء بين الشقوق الصخرية أكثر دفئا.

كما لوحظ ثبوت معدلات رطوبة الهواء النسبية بين الشقوق الصخرية و عدم ارتباطها برطوبة الهواء الخارجي كما لوحظ أن درجة حرارة أجسام هذه السرطانات عادة ما تكون متقاربة من الوسط المحيط.

إلا أن هذه السرطانات عندما تتعرض لدرجات حرارة أعلى من مدى تحملها فإنها تستطيع أن تخفض درجة حرارة أجسامها إلى أكثر من درجتين و ذلك عن طريق زيادة تبخر السوائل من أجسامها، و ذلك برفع طاقتها الداخلية حيث لوحظ أنه عند تعرض هذه السرطانات لدرجات حرارة عالية فإن معدل ضربات القلب يرتفع إلى معدلات عالية مما يدل على زيادة نشاط هذه السرطانات الأمر الذي يؤدي إلى رفع الطاقة الداخلية لهذه السرطانات و من ثم تبخر الماء من أجسامها.

وقد بينت هذه الدراسة أن هذه السرطانات لا تستطيع أن تتحمل الجفاف لأكثر من نصف ساعة لذا فإن عملية تبخر هذه السوائل قد يؤدي إلى الجفاف ومن ثم الى الموت.

و لتعويض السوائل المفقودة من أجسامها تتبع هذه السرطانات ميكانيكية فسيولوجية خاصة تشبه إلى حد ما الميكانيكية للسرطانات البرمائية الأخرى.