دراسات تحيلية حول توجهات العمالة الزراعية في منطقة الأغوار الأردنية

Abstract AR

يعتبر عنصر العمل عنصراً أساسياً و هاماً في الإنتاج الزراعي و يكتسب أهمية ملموسة على كافة الأصعدة، و هو الأمر الذي يقضي بضرورة إجراء عملية تخطيطية سليمة لهذا العنصر من أجل استغلاله بصورة مثلى.

و عليه يأتي هذا البحث ليغطي جانباً من جواني مستلزمات العملية التخطيطية المنشودة مستهدفاً بذلك التعرف على توجهات عنصر العمل المزرعي في منطقة الأغوار الأردنية، باعتبارها منطقة جغرافية و إنتاجية زراعية متميزة و لها أهميتها الواضحة على الصعيدين القطاعي و القومي، بغية التوصل إلى ما قد يفيد في بلورة العملية التخطيطية أو يشكل أحد عوامل إنجاحها و النهوض بها مساعدة بذلك على تحسين بيئة هذه العملية و من ثم عملية صنع القرار المترتبة عليها في مجال العمل الزراعي.

لقد استقصت الدراسة و تتبعت توجهات أو مسارات العمالة الزراعية في المنطقة المدروسة وفقاً لجنس هذه العمالة و / أو مصدرها و / أو انتشارها داخل العمليات المزرعية أو أشهر الموسم الزراعي المختلفة، و استقرأت كذلك العلاقات الثنائية بين متغيراتها الرئيسة، و بينت أن "مالك الأرض" يلعب دوراً واضحاً في عملية تشغيل العمالة الزراعية و الإشراف عليها أو توجيهها في المنطقة، كما بينت أن "عنصر عمل الرجال" اكتسب أهمية نسبية بارزة من تشغيل "عنصر العمل البشري و في أنماط الزراعات الشجرية متوسطة أو طويلة الأجل على وجه الخصوص و أن "العمالة المستأجرة" اكتسبت أهمية مماثلة أيضاً من العمالة الزراعية الكلية خاصة في نمط الزراعة الخضرية.

و قد أوضحت الدراسة أن كل من العمالة العائلية و المستأجرة توزعت بصورة متفاوتة داخل العمليات المزرعية المختلفة في حين توزعت العمالة العائلية بصورة متماثلة تقريباً بين أشهر الموسم الزراعي و توزعت العمالة المستأجرة بين نفس الأشهر بصورة أقل تماثلاً من نظيرتها العائلية، كما أوضحت أن نمط زراعة أشجار "الحمضيات المثمرة" احتل المرتبة الأولى من حيث الإحتياج إلى العمالة المزرعية مقارنة ببقية الأنماط الزراعية السائدة في المنطقة و أن عمليات "الري" و "العزق و الطم و التعشيب" و "القطف و التعبئة" و كذلك أشهر "آيار" و "حزيران" و "تموز" اكتسبت أهمية نسبية واضحة في هذا المجال.

هذا و من نتائج التحليل تبين أن الإختلافات في طبيعة الأنماط الزراعية من جهة و في طبيعة العمليات المزرعية التي تحتاجها هذه الأنماط أو في تسلسل عنصر الزمن و احتياجاته من جهة أخرى خلقت فرصة لإحداث نوع من التداخلات بين تصنيفات جداول الإقتران المستخدمة و في أكثر الحالات الناتجة، و هو أمر منطقي و كثير الحدوث في الواقع المشاهد مما نفسه في حدوث ظاهرتي سوء المطابقة و عدم الإستقلالية للبيانات الخاضعة للإختبار موضع الدراسة.