سلاح المعركة الدفاعي في شعر المتنبي : أنماطه و خصائصه

Abstract AR

يتناول هذا البحث عرضاً لسلاح المعركة الدفاعي في شعر المتنبي (أنماطه و خصائصه)، و بما أن أسلحة الهجوم نالت اهتمام الشاعر و شكلت حضورها في قصائده.

التي تحدثنا عنها في بحث نشر سابقاً.

فإن أدوات الحماية هي الأخرى لم تعدم حصتها فهي لازمة من لوازم البطولة و الفروسية و تساهم في وقاية مرتديها من خطر الأعداء، فالشجاعة لا تعني زج الرجل نفسه في قلب المعارك دون تحوطات أمان تقلل من خطر الضربات و الطعنات الموجهة و لهذه العلة نالت هذه الأسحلة إهتمام الشعراء من قبل و منهم المتنبي (ت 354 هـ) الذي رسم فيها صورة الفارس البطل المتكامل.

فقد أجاد في وصف المعارك وصفاً رائعاً، فالحرب عنده تعني الكثير، إذ تحقق بها ذاته، و من استقراء الديوان و التمعن في أبياته وقفنا على أمثلة لآلات الدفاع عن النفس التي يبدو فيها المتنبي و كأنه عالم وحده في عالم الخيل و الدروع و التروس و القعقعة، و جرت على لسانه لغتها في تصوير سلاحها فهو واحد من هذه المشاهد الدفاعية التي وردت بمصطلحاتها الحربية.

و قامت الدراسة على انتقاء أبيات السلاح لدفاعي و انماطه، فقد ذكر الخيل (290) مرة، و الدروع (64) مرة، و الترس (4)، و هذا التفاوت ليس عملاً اعتباطياً أوجدته الصدفة، و إنما ناتج عن إدراكه لأهمية الأدوات و الإيحاء بمدى الشجاعة و الإقدام في ساحة المعركة.

و لم يكن تناول المتنبي للأسلحة تناولاً مباشراً، و إنما قدمها بصورة فنية مستخدماً ألوان البيان و البديع للكشف عن أهميتها و أثرها في إحراز النصر مما حدا بنا إلى دراسة هذا الجانب في المحور الثاني من البحث، فضلاً عما تقدم دراسة للإيقاع الموسيقي الذي جاء متوافقاً مع فحوى مضامينه.

و قد انتظمت الدراسة المقتضبة في محورين، تناول الأول : دراسة السلاح الدفاعي و أنماطه وما يدل عليه "و الوقوف على التحليل الأدبي للنماذج المنتقاة، و إظهار مكانته لدى الشاعر، و كيف أنه وظفه لخدمة الممدوح مرتبة حسب الكم و العدد، و انصرف المحور الثاني إلى دراسة الخصائص الفنية للأبيات الشعرية و التعريف بكل مفردة على حدة، و التي توزعت على فقرات.

و ختم البحث بقائمة المصادر و المراجع و ملخص البحث باللغة الإنكليزية، أرجو أن تكون الدراسة مرضية، و حسبي جزاء المجتهد شرف المحاولة.

و آخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.