اسم الله الأول، معناه، و مسائله، و آثاره : دراسة عقدية

Abstract AR

إن الأول من أسماء الله الحسنى، الثابتة بالكتاب و السنة و العقل و الإجماع، و هو يعني السابق في وجوده و رتبته على كل موجود.

و كل نعمة و فضل تحصل في الوجود فمرجعها إلى الله تعالى في خلقها و إمدادها.

و لم يثبت من أسماء الله بمعنى السابق و المتقدم إلا اسم (الأول)، و ما عداه كالقديم و الأزلي فنسبته غير ثابتة، و من تدبر اسم الله (الأول) وحده يدل دلالات عظيمة على : أنه تعالى أول بذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله ليس شيئاً منها مخلوق، و أنه لم يكتسب شيئا من ذلك بعد وجود خلقه و أن أسماء الله و صفاته كثيرة، و لا تعني كثرتها و تعددها إنكار أوليته، بل هي دالة على كمال الذات، و أن صفات الأفعال ثابتة لله تعالى، ولكل صفة منها نوعاً واحدا.

فنوعها أزلي ليس له أول ولا بداية، وآحادها حادثة متجددة تتعلق بمشيئته، و هي تابعة لنوعها، فليست بمخلوقة، و أن الله فرد واحد لا شريك له في أوليته و كماله، و ما سواه مخلوق حادث، و أن الله تعالى الكمال المطلق من كل وجه، و تنزهه عن صفات النقص و أن لهذا الاسم آثار عظيمة في العلم و المعرفة في الخالق و المخلوق التي بها تحيا القلوب و تستنير بها الأفئدة.