الأزمة الأمنية : مفهومها و مسبباتها

Abstract AR

تعتبر دراسة الأزمة من المواضيع المهمة و الحساسة ليس على مستوى السلاسة الداخلية فحسب و إنما على المستوى الإقليمي و الدولي لما تتركه الأزمة من اثر حتى لو كانت أزمة داخلية كونها تخلق وضعا استثنائيا و مربكا على اعتبار أن احد صفات الأزمة هو المفاجئة.

و بما أن الأمن يعتبر مصلحة قومية لكل دولة أينما كان مستوى الدولة و مكانتها إقليميا أو دولية و بغضن النظر عن مستوى الإمكانات المتوفرة لدى الدولة فان الهدف الأساس و المصلحة العليا في استراتيجيتها هو الحفاظ على امنها من الاختراق سواء كان ذلك الاختراق داخليا ء أو خارجيا، لهذا فان موضوع الأزمة الأمنية يشكل هاجس خطر لكل الدول لما تتركه من أثار على الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية لهذا تعمل الدول على رصد كل إمكاناتها و مواردها و تستخدم كافة الوسائل للحفاظ على امنها.

لذا فان حدوث الأزمة الأمنية يجعل من صناع القرار في الدول تعمل على حل هذه الأزمة و اهم شيء يجب معرفته قبل وضع الاستراتيجية العامة لحل الأزمة هو الوقوف على الأسباب المؤدية لحدوثها لذا فان هذا البحث يعمل على طرح مفهوم الأمن من وجهات نظر متعددة و التطرق بعد ذلك لمفهوم الأزمة الأمنية و التي تعكس وجهات نظر متعددة لمفهوم الأزمة الأمنية و من ثم الانتقال إلى المحور الأساسي لهذا البحث هو الأسباب المؤدية لحدوثها.

و تختلف الأسباب الدافعة لحدوث الأزمة الأمنية من حيث التخصص (أسباب سياسية، اقتصادية، اجتماعية) و من حيث النطاق المكاني (أسباب داخلية و خارجية) و من حيث الشمول (أسباب عامة) كون الأزمة الأمنية لا تأتي من سبب واحد إذ قد يكون هناك سبب ظاهر لحدوث الأزمة إلا انه مع ذلك توجد أيضا أسباب أخرى تدفع لحدوثها.

لذا فان فهم الأسباب يدفع بعد ذلك إلى فهم الألية التي يمكن من خلالها حل هذه الأزمة و الوصول إلى وضع مستقر و هنا يطرح الباحث استنتاجات تتعلق باستراتيجية لحل هذه الأزمة تتم على مرحلتين من اجل تحقيق الهدف العام و الشامل و هو وضع مستقر و امن و هو ما تسعى الدول إلى تحقيقه.