التخييل الشعري و أثره في تحقيق أهداف التربية لدى الناشئة

Abstract AR

درج نقاد العربية على دراسة التخييل الشعري، مستمدين من قوانينها العامة الطرق التي تكفل بيان أثرها في نفس المتلقي الواعي الذي ينتبه لما في التخييل من تمويه على النفس، و حملها على الاستجابة لمقتضاه، غير أنهم لم يميزوا في هذه الدراسات بين ما يناسب خيال البالغ، و بين ما يناسب خيال الناشئ، لاسيما و قد ثبت أن الخيال هو المحال الرحب الذي يتكيف معه الناشئ، و الفضاء الذي يشبع فيه حاجاته النفسية و الوجدانية و التربوية و الفنية الشيء الذي يسهم في نمو شخصيته-نموا سليما-مستقبلا و لهذا فإن هذه الدراسة تحاول توظيف ما تعارف عليه العلماء من مفاهيم التخييل العامة بغرض دراسة أثرها في نفس الناشئ بتلمس الأسس النظرية اللازمة عند إعداد أدب الطفل : و ذلك لتحقيق أهداف بينها : مدى قدرة التخييل الشعري في الإسهام في تنمية خيال الطفل، و هل التناقض بين ما ينقله الشعر للنشء من مفاهيم سلبية و بين ما يتلقونها من قيم إسلامية درسا و تنشئة يحد من انطلاق خيالهم ؟ و قد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي و خلصت إلى نتائج أهمها : أن النشئ متساوون في وجود الخيال في شخصياتهم، لكن التمايز يكمن في نمو الخيال و نشاطه عندهم، و هذا رهن البيئة التعليمية التي يتلقونها، من هنا تتأتى قيمة استصحاب الأشعار التي تتعهد بتنمية ملكة الخيال عندهم.

فضلا عن أنه إذا حدث تصالح بين ما تتطلبه نفس الطفل و الفكرة المنقولة شعرا ضمن معدو المناهج التعليمية اكتمال عملية التأثير في نفس الطفل، و بالمقابل فإن التناقض بين الفكرة الشعرية و بين ما وقر في نفس الناشئ من قيم اجتماعية أو دينية أو وطنية يقلل من قدرته على التحليق في فضاءات النص.لذا أوصي البحث بالآتي : ألا تكون هنالك وصاية أو حكر على خيال الطفل إلا بمقدار ما يتنافى مع الشرع أو العرف.

فضلا عن أنه الأولى استصحاب أساليب شعرية متنوعة عند إعداد أو مع الطفل من سرد مباشر و تصوير و تمثيل و قصص و رمز فذلك يناسب أنماط أخيلة الأطفال من مخيلة كسولة و أخرى متوسطة و أخرى نشطة.