علاقة شبكات التواصل الإلكتروني بالاغتراب الاجتماعي للمراهقين في المجتمع السعودي : دراسة ميدانية

Abstract AR

يمكن القول إن وسائل الاتصال الحديثة وجدت لنفسها مكانا ثابتا لدى الأفراد من خلال تحقيق ما يسمى بمبدأ التخصص، و الذي يمكن كل فرد من إشباع حاجاته المختلفة بالبحث عما يرضي و ذوقه الخاص و تعد شبكات التواصل الاجتماعي الإلكتروني ذات تأثير عالي الفاعلية لم يتصوره محللو و خبراء الإعلام و الاتصال، بل إنها تفوقت عل العديد من الفضائيات في النقل المباشر للأحداث و الوقائع و في هذا الإطار فإن التواصل الإلكتروني عبر مواقع الإنترنت هو انفتاح على العالم إلكترونيا عبر الشبكة الدولية للمعلومات.

و تستمد هذه الدراسة إطارها النظري من نظرية الغرس الثقافي و التي يقوم فرضها الرئيسي على أن هناك علاقة إيجابية بين متابعة وسائل الاتصال لساعات طويلة و إدراك الواقع الاجتماعي بما يشابه أكثر النماذج تكرارا في قنوات الاتصال و تعتمد هذه الدراسة على أربع نقاط أساسية و هي التعرف على ماهية الاغتراب، أبعاد الاغتراب، أنواع الاغتراب، علاقة الاغتراب الاجتماعي بشبكات التواصل الإلكتروني.

و طبقت الدراسة على عينة متعددة المراحل من المراهقين السعوديين من الجنسين بمعدل 480 مفردة، و قد حرص الباحث عل تقسيمها على النحو 240 مفردة ذكور، 240 مفردة للإناث، كما تضمنت العينة مستويات اجتماعية اقتصادية متباينة، و كذلك نوعي التعليم الخاص و الحكومي و تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي تستهدف دراسة ظاهرة معينة و هي علاقة شبكات التواصل الإلكتروني، بالاغتراب الاجتماعي للمراهقين السعوديين.

و تهدف الدراسة الحالية إلى تعرف على كثافة استخدام المراهقين لشبكات التواصل الاجتماعي الإلكتروني خلال المدة الزمنية التي يقضيها المراهقون في استخدام هذه الوسائل و تأثير ذلك على الاغتراب الاجتماعي لديهم و التعرف على مدى تعرض المراهقين السعوديين لشبكات التواصل الاجتماعي، و عادات و أنماط هذا التعرض النشط، و علاقته بالاغتراب الاجتماعي لديهم.

و أسفرت نتائج الدراسة إلى أن استخدام المراهقين بالمجتمع السعودي لشبكات التواصل الإلكتروني الاجتماعي جاء بنسبة 88.5 % , في مقابل 11.5 % منهم لا يستخدمونها، و جاء في مقدمة الوسائل التوتير و الفيس، و أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين دوافع استخدام المراهقين بالمجتمع السعودي (الطقوسية-النفعية) لشبكات التواصل الإلكتروني الاجتماعي لديهم بالإضافة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين التعرض النشط لشبكات التواصل الإلكتروني الاجتماعي و بين الاغتراب الاجتماعي للمراهقين في المجتمع السعودي.