أثر تشجير الشوارع الحضرية في تحسين المناخ العام لمدينة بغداد

Abstract AR

يهدف البحث إلى دراسة تأثير زراعة الأشجار على الحد من الحمل الحراري للإشعاع الشمسي الساقط على رقعة مدينة بغداد و مساهمتها في تغيير مناخ المدينة لأن درجة الحرارة الكتلة الخضراء للأشجار أقل من حرارة جسم الإنسان صيفا و أعلى من درجة حرارة الهواء في فصل الشتاء، لذلك نتوقع أن زراعة الأشجار بشكل كثيف سيشارك في تقليل درجة حرارة الهواء في الصيف، و يمكن أن تجعل مناخ المدينة يقترب من حدود درجة الراحة الحرارية للإنسان.

لقد شجعنا على إجراء هذا البحث ما تم سابقا من دراسات سابقة و من قبل آخرين و التي أعطت مؤشرا إيجابيا خاصة بعد ما وفرته التكنولوجيا الحديثة من أجهزة قياس إلكترونية دقيقة و كاميرات حرارية متطورة يمكن أن تساعد في قياس و رسم درجات حرارة كل جزء من أجزاء الكتلة النباتية المصورة و حتى التأثير الحراري على الأشخاص مستخدمي الطريق و بدقة قياس مقدارها 0.1 من الدرجة المئوية.

و لجعل الدراسة واقعية و ذات نتائج قابلة للتطبيق، تم الاستعانة بمختصين من كلية الزراعة لاختيار واحدة من أفضل الأشجار المناسبة لبيئة مدينة بغداد و هي شجرة (Albizialebbeck)، كما تم و بالاستعانة بصور المسح الجوي (GIS) لمدينة بغداد اختيار موقع جامعة بغداد لوجود كافة المتغيرات المطلوبة، و بموافقة كريمة من رئاسة جامعة بغداد أجريت التجارب موقعيا في الحادي و العشرين من حزيران صيف سنة 2012 باعتباره اليوم الذي تسقط فيه أكبر كمية من الطاقة الشمسية على مدار السنة، ثم تحليل النتائج حاسوبيا، فظهر أن هنالك تأثير كبير في درجات الحرارة نتيجة تشجير الشارع الذي أجريت فيه القياسات حيث اقتربت درجة حرارة الهواء و رطوبته و تحركه من حدود الراحة الحرارية لإنسان المناطق الحارة الجافة و التي لم تتحقق بنفس الكفاءة في حالة التظليل بالكتل البنائية.

و لمعرفة مدى هذا التأثير على مدينة كاملة كمدينة بغداد تم تعميم عملية التشجير نظريا لكل الشوارع الحضرية (داخل حدود أمانة بغداد) الرئيسية و التي حسبت أطوالها باعتماد الصور الفضائية (GIS).

فظهر أن عملية التشجير بما تحدثه من تظليل و تبريد تبخيري تعادل حوالي 45 مليون طن تبريج و هذا ما سيعمل على تقليل الطاقة الكهربائية المصروفة على تكييف المباني، و ذلك ما شجعنا على التوصية بتشجير الشوارع الرئيسية و كذلك تشجير شوارع الأحياء السكنية مما سيغير مناخ مدينة بغداد بالكامل.