إشكاليات مصطلح الفاعل بين القديم و الحديث

Other Title(s)

Actor problematic term between ancient and modern

Author

السلطاني، زينب عبد الحسين الملا

Source

مجلة كلية التربية للبنات

Issue

Vol. 26, Issue 1 (31 Jan. 2015), pp.80-97, 18 p.

Publisher

University of Baghdad College of Education for Women

Publication Date

2015-01-31

Country of Publication

Iraq

No. of Pages

18

Main Subjects

Languages & Comparative Literature
Arabic language and Literature

Topics

Abstract AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أكرم الخلق محمد و آله الطيبين الطاهرين و أصحابه الغر الميامين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. يرتبط الكلام عن بواكير المصطلح النحوي – نوعا ما – بالكلام عن بدايات نشأة النحو و تأسيسه، و الحق أن هذه الفترة بقيت غامضة، فما وصل منها كان عبارة عن روايات تناولت بشكل ميس بدايات النحو، و هذا يعني أن ما كان من مصطلحات نحوية في فترة الرعيل الأول من النحاة لا تشكل في حد ذاتها إلا إرهاصات أولية على جادة الطريق في علم النحو، و أن البداية الحقيقية للمصطلح النحوي بصورته الناضجة كانت عند الخليل و سيبويه اتضحت في كتاب سيبويه، ثم توافرت جهود النحاة من بعده حتى وصل المصطلح النحوي إلى ما هو عليه. و في هذا المجال يعد (الفاعل) أحد المصطلحات النحوية التي نالت عند علمائنا القدماء من النحاة البصريين و الكوفيين حظا وافرا من عنايتهم و ذلك كونه المحرك الأساس للفعل، فـ (الفاعل) هو ما ارتبط بالفعل بعلاقة اسنادية سواء أكان فاعلا حقيقة أم لم يكن على الحقيقة.

و مما تناوله النحويون في قضايا الفاعل فاختلفوا فيها (مسألة إعراب الاسم المرفوع بعد الظرف أو الجار و المجرور) في الجملة الظرفية في مثل قوله تعالى (أفي الله شك فاطر السماوات و الأرض)، فمنهم من ذهب إلى أن (شك) فاعل و ذلك لاعتمداه على استفهام، و منهم من رأى أنه مبتدأ مستندين فيه على أسس وضعها النحاة لنظرية العامل، فلا علاقة لها بالمعنى الذي يريده المتكلم.

و قد وقف البحث عندها ليناقش المنطلقات التي انبثقت منها تلك الآراء في هذه القضية كونها إشكالية من الإشكاليات التي تتعلق بمصطلح (الفاعل) و تؤدي إلى حصول خلط و اضطراب في المفهوم و الوصف و التنظير.

و هناك قضايا أخرى قد تناولها البحث بالعرض و النقاش لما جاء من آراء العلماء من قدماء و معاصرين حول هذا المصطلح و حيثياته. و هناك من الباحثين – كالدكتور أحمد المتوكل – من يرى أن الاسم الذي تبتدئ به الجملة الاسمية يكون حاملا لوظائف تركيبية و دلالية و تداولية حاملة لخصائص القائم بالفعل ذاتها، و لذا تكون إمكانية في أن يطلق عليه أيضا مصطلح (الفاعل) ؛ لأن كل من المبتدأ و الفاعل – في نظره – يحمل وظيفة (المحور) و هو مكون وظيفي يسند إلى المكون الدال على الذات المتحدث عنها في الجملة فضلا عن أنه يشكل محط الحديث فيها و يعني ذلك مركز العناية و الاهتمام، و ما ذهب إليه المتوكل في قضية إطلاقه مصطلحين لمكون واحد فيه نوع من الإرباك و هو إشكالية جديدة ؛ لأن عدم تحديد المصطلح و استقراره يسبب اضطرابا في دلالته و تصبح هناك فوضوية في استعمال المصطلحات الشائعة في الدراسات اللسانية الحديثة، فصحيح أن الفاعل و المبتدأ كلاهما مسند إليه، إلا أن المصطلح يتغير بتغير المكان، و يقتضي هذا التغيير خصائص تركيبية تتعلق بالجملة في مجراها الخطابي.

فالأولى أن يعتمد مصطلح واحد لا أكثر في تسمية الاسم الذي تبتدئ به الجملة الاسمية و هو المعروف لدى علمائنا القدماء باسم (المبتدأ)، فضلا عن أن إطلاق مصطلح (الفاعل) على الاسم في بداية الكلام ينقصه الفعل، و عدم ظهوره يحتم تقديره، إذ لا يمكن أن يكون هناك فاعل من غير فعل و بالعكس، و إن لم يظهر على مستوى السطح فهو كائن في البنية العميقة.

و كأن المتوكل هنا انطلق في هذه التسمية من النحو الكوفي القائل بجواز إعراب الاسم المقدم على الفعل في الجملة (فاعلا) على غير ما ذهب إليه البصريون من أنه (مبتدأ). و إن جاز إضمار الفاعل في اللغة العربية فلا يجوز حذفه ؛ كونه يمثل عمدة في الكلام، و قد وقف البحث عند ردود علماء كبار كالزمخشري على من قال بحذف فاعل (كبر) في قوله تعالى : (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله و عند الذين أمنوا). و عدم جواز حذف الفاعل لدى القدماء كان من أبرز الدواعي و الأسباب التي دعت الدكتور أحمد المتوكل أن يقرر بعدم الاستغناء عن وظيفة الفاعل و عدة المكون الأساس في البنية الحملية المتكونة من (فعل و فاعل و مفعول) فضلا عن تحديده وظيفته بأنه مكون من مكونات الجملة العربية يؤدي وظيفة دلالية (دور المنفذ) و وظيفة تركيبية (فاعل) و وظيفة تداولية (محور أو بؤرة)، و هو حد موضوع أي أنه يلعب دورا أساسيا في الواقعة التي يشير إليها المحمول، إذ انفرد (الفاعل) بالإسناد إليه بالدور الدلالي (المنفذ) فلا يمكن أن يسند هذا الدور الدلالي إلى المفعول إنما يسند إلى الفاعل فقط و هو الذي يتصدر الأدوار الدلالية الأخرى و يحتل الصدارة ؛ لأنه مصدر التنفيذ. و بناء على ما تقدم جعلت مسارات البحث تسير على وفق الآتي : المبحث الأول / نظرة عامة على أولية المصطلح و نشأته و المفهوم الاصطلاحي. المبحث الثاني / إشكاليات مصطلح الفاعل عند القدماء المحدثين. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

American Psychological Association (APA)

السلطاني، زينب عبد الحسين الملا. 2015. إشكاليات مصطلح الفاعل بين القديم و الحديث. مجلة كلية التربية للبنات،مج. 26، ع. 1، ص ص. 80-97.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-557801

Modern Language Association (MLA)

السلطاني، زينب عبد الحسين الملا. إشكاليات مصطلح الفاعل بين القديم و الحديث. مجلة كلية التربية للبنات مج. 26، ع. 1 (كانون الثاني 2015)، ص ص. 80-97.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-557801

American Medical Association (AMA)

السلطاني، زينب عبد الحسين الملا. إشكاليات مصطلح الفاعل بين القديم و الحديث. مجلة كلية التربية للبنات. 2015. مج. 26، ع. 1، ص ص. 80-97.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-557801

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

يتضمن هوامش : ص. 92-94

Record ID

BIM-557801