الحكاية الخرافية، فابولا الحيوان، و المثل جذورها الجاهلية و أصولها

Abstract AR

لقد قمنا من خلال هذه الدراسة باستعراض تعريفي و تمثيلي لكل من "الخرافة" و "الفابولا" و "المثل"، و هي أجناس أدبية نجد بينها ترابطا مضمونيا من حيث إمكانية تناولها لمخلوقات غير إنسية.

و كان ظهور كل من هذه الأجناس الأدبية مبكرا في الأدب العربي، إذ تزخر كتب الأدب العامة بشواهد كثيرة منها، تعود إلى الفترة الجاهلية، و إلى عصر صدر الإسلام.

و كان مما سلطنا عليه الضوء من قضايا، تأثر الأجناس الأدبية المذكورة أعلاة في العصر الجاهلي بنظاهرها اليونانية و الهندية، فاستعرضنا عددا من الآراء التي تتبنى الفرضية القائلة بأن الحضارات التراثية تنتقل من شعب إلى آخر، و ذلك خارج نطاق قيود الزمان و المكان.

فالحضارة اليونانية البعيدة – في موطنهاالأول – عن بلاد العرب، و المتقدمة زمنيا على حضارتهم عدة قرون، في أدبهم و حضارتهم، ما انعكس في شكل مضموني كبير ما بين الأجناس الأدبية الورادة أعلاه لدى كل من الحضارتين.

و بينا أن قسما كبيرا من الأجناس الأدبية أعلاه التي تناولت الحيوان، كانت تهدف إلى العبرة، و أن جزءا منها كان ذا صلة وثيقة بالؤثرات الخارجية التي ذكرناها أعلاه، في حين أن الجزء الآخر منها كان عربيا خالصا، إذ لا يبدو فيه أي أثر أجنبي.

و لم تكن الحضارة العربية بمنأى عن التأثير في الحضارات الأخرى، فقد تم اقتباس أمثال قصصية حول الحيوان، و ترجمتها إلى اللغات العالمية المختلفة، و كان كتاب "كليلة و دمنة" المنبع للعبر التعليمية، الذي استقت منه غالبية الحضارات العالمية بصورة أو بأخرى.