قانون التناسب لحازم القرطاجني و عروض الخليل : قراءة في الرؤية النقدية لعلوي الهاشمي في كتاب (السكون المتحرك)‎

Abstract AR

نال الشعر من اهتمام العرب و ما يزال، إنتاجا و نقدا-الكثير من الجهود، و كان من نتيجة هذا الاهتمام المتزايد أن تمددت وجهات النظر في الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها الشعر في صورته الأنموذج، رقم صعوبة نمذجة و تقنين المنتج الإبداعي و حصره في صورة مثال، و لقد كانت ثنائية الوزن و القافية هي القالب الشكلي الذي يميز الشعر عن غيره من فنون القول في الذاكرة العربية إلى الحد الذي جعل الكثير من الأصوليين يرون أن هذه الثنائية هي الفاصل بين الشعر و النثر، و في هذا المضمار ظهرت دعوتان في النظر إلى الجانب الشكلي للقصيدة، الدعوة الأولى هي دعوة أصولية قديمة ترى في العروض الخليلي حاضنا إبداعيا أفضل للشعر، مشترطة أن يكون الوزن و القافية أساسا في التفريق بين ما هو شعر و ما هو ليس بشعر، و أما الدعوة الثانية فهي دعوة أكثر حداثة نسبيا يمكن أن نسميها بالأصولية الحديثة ترى ضرورة أن تتبلور القصيدة كمؤثر جمالي لا ينحصر تأثيره في الإكرام بمقولة الوزن و القافية التي استقرأها الخليل من شعر العرب، إذ ركز أصحاب هذه الأصولية على تحويل الضوء من عنصري الوزن و القافية -و هما ملمحان شكليان- إلى الجانب المضموني، فالوزن و القافية اعتمادا على رؤيتهم هذه و إن كانا ملمحين بارزين من ملامح القصيدة العربية، الا أنهما لا يكفيان لخلق قصيدة بالمعنى الأشمل و الأكثر تأثيرا، و يبدو أن الصراع بين هاتين النظرتين لم ينطفئ أواره منذ أبي العتاهية -الثائر المبكر على عروض الخليل- مرورا بأبي تمام قائد الثورة الاستعارية و التصويرية في تاريخ القصيدة العربية، و إلى عصرنا الحاضر، فكان أن وقف الناقد علوي الهاشمي وقفة يمكن أن نصفها بالتوفيقية في هذا المجال في كتابه (السكون المتحرك)، عارضا لآراء الطرفين، مؤيدا تارة و راقصا تارة أخرى، مضيفا و معلقا هنا، و مناقشا هناك.

ليشكل بذلك كتابه المذكور-في حدود موضوع هذا البحث- رؤية نقدية نسعى هنا إلى عرضها و الإلمام بأطرافها.